يعرف بير هير نجرين العصيان المدني في كتابه “ طريق المقاومة ممارسة العصيان المدني بأنه : “نشاط شعبي متحضر يعتمد أساس على مبدأ اللاعنف “

وليكن الجميع في علم الجميع أن المهاتما غاندي قاد مئات الملايين من شعب الهند العظيم وفق مبدأ اللاعنف  ووصل بشعبه إلى الاستقلال عن بريطانيا عام 1947م وانفصلت عنها في نفس التاريخ دولة حديثه تحت مسمى “ باكستان “ (أي أرض الأطهار) بزعامة القائد الأعظم محمد علي جناح وقاد نضال شعب فيتنام ضد الوجود والاحتلال الأمريكي في جنوب فيتنام قائد عظيم وهو (هوشي منه) ولقب الأمريكان دروساً لايزالون يعانون من آثارها وليعلم العرب والمسلمون أن هوشي منه خلف وراءه سجلاً عظيماً وديوان شعر بالفرنسية وبدلتين (كاكي) ودراجة هوائية ، واليوم أبسط طرطور سيخلف وراءه خمس سيارات فاخرات وخمس فلل فاخرة وسجلاً عفناً .

الواقع الذي يعيشه العرب اليوم واقع عفن والعرب اليوم في فوهة المدفع الثلاثي ( إيران إسرائيل تركيا)  لأن الفرس والأتراك يريدون استعادة أمجادهم السالفة لأن الشاعر العباسي مهيار الديلمي عبر عن هذه الأزدواجية مع تغليب شوكة الفرس عندما قال : “ قد جمعت المجد من أطرافه  سؤدد الفرس ودين العرب” هذا الواقع المعفن أعلن الراحل الكبير نزار توفيق قباني  (21مارس 1923 ,30 إبريل 1998) عصيانه على هذا الواقع العربي العفن وجلده جلداً مدمياً في قصيدة ملحمية عصماء مطلعها مطلعها:

لم يبق فيهم لا أبو بكر ولا عثمان

جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان

تساقط الفرسان عن سروجهم

وأعلنت دولة الخصيان

واعتقل المؤذنون في بيوتهم

وألغي الأذان  جميعهم تضخمت أثدائم  وأصبحوا نسوان

جميعهم يأتيهم الحيض ومشغولون بالحمل والرضاعة

جميعهم قد ذبحوا خيولهم وأرهنوا سيوفهم

وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان

وما كان يدعى ببلاد الشام يوماً صار في الجغرافيا

يدعى (يهود ستان)الله يا زمان

القصيدة طويلة جداً وبالغة الروعة عظيمة الفائدة إلا أنني سأقتطع منها ما يخدم الموضوع ويقوم نزار بتعريف نفسه بأنه من دولة (قمصستان)

تلك التي تمتد من شمال إفريقيا إلى بلاد نفطستان

تلك التي تمتد من شواطئ القهر إلى شواطئ القتل  إلى شواطئ السحل إلى شواطئ الأحزان  وسيفها يمتد بين مدخل الشريان و الشريان

واقتطع منها :

يا أصدقائي

ماهو الشعر إذا لم يعلن العصيان

وماهو الشعر إذا لم يسقط الطغاة والطغيان؟

وماهو الشعر إذا لم يحدث الزلزال في الزمان والمكان ؟

وماهو الشعر إذا لم يخلع التاج الذي يلبسه كسرى أنو شروان ؟

هذا هو نزار قباني الذي عرى هذا الواقع وعند وفاته في العاصمة البريطانيا لندن أبى في البداية ملتحون مشبوهون استقبال الجثمان للصلاة عليه وواجهوا ـ قاتلهم لله ـ غضباً مروعاً ومرعباً فصلوا عليه .

ملتحون متشددون يجمعون بين أبي ذر الغفاري رضى الله عنه وبين جون البريطاني في الــ m16

ملتحون متشددون يجمعون بين ماء الورد وماء الويسكي .

ملتحون متشددون عزموا على إبادة الجيش المصري وظهورهم تحميها إسرائيل وهي وهم سور في سيناء أو في سوريا أو قمع العراق أو في اليمن أو في السعودية أو غيرها في الدرك الأسفل من النار ..أيها العربي وحد نسيجك الاجتماعي على مستوى الداخل أي الوطن لأنه قوة القبيلة وسيتوحد عند ذاك النسيج الاجتماعي  العربي أي الوطن العربي وغير ذلك هباء منثوراً وهنيئاً لها الموساد ومخابرات تركيا وإيران أن تعبث بكم .