fbpx
إلى لجــان حماية الجنوب !!

ربما يلاحظ القارئ الكريم أن كتاباتي في هذه الفترة باتت موجه وبشكل دوري ومستمر للشعب الجنوبي, ولأصحاب الحل والعقد فيهم , ولكل من بيدهم زمام الأمور أو لهم التأثير في المجتمع ولهم الصولات والجولات في شتى المناحي السياسية والحياتية, وهذا نابع من منطلق حرصي على أن تكون تلك القوى والأحزاب والجماعات والشخصيات ذات تأثير إيجابي على الشعب الجنوبي وذات فائدة وعائد يستفاد منه من جميع النواحي..
واليوم أجدها فرصة لأجدد ندائي الذي بإذن الله لن ينقطع أو (يفتر) إلا أن شاء الله أن تصعد روحي إليه أو بعد أن أجد أن الشعب الجنوبي بات في غنى عن النصح والتوجيه, وأدرك كل تلك الأخطار المحدقة به والدسائس التي تحاك ضده أكانت من العملاء من أبناءه الذين باعوا دينهم وأخلاقهم ووطنيتهم (بعرض) من الدنيا قليل وأتبعوا (شهوات) المال ومارسوا طقوس عبادة إرضاء الأسياد مقابل (فتات) لايسمن ولا يغني من جوع, أو من الخطر الخارجي الذي  بات اليوم يهدد جغرافيا الوطن وعقيدته ومذهبهم وأمنه وأمانه وكل شيء فيه..
وبما أن الشعب الجنوبي ثار وأنتفض ووضع نصب عينيه استعادة دولته وجغرافيته, وبما أن اللجان هي الأخرى انتفضت وهبت من لحماية البلاد والعباد والمصالح في مختلف محافظات الجنوب استشعارا منها بالمسئولية التي تقع على عاتقها تجاه الشعب الجنوبي وتجاه مصالحه ومكتسباته وأمنه وأمانه واستقراره وحفظه بعد الله من كيد الكائدين وتربص المتربصين وشر المخربين الذين لايأت من خلفهم إلا البلاء والخراب والفوضى والعبث والدمار..
اللجان الشعبية التي أوكل إليها مهمة حماية المنشئات والمكاسب والمرافق الحكومية والتي لم يكن اختيارها عبثيا أو صورويا وإنما لأدراك الكل أنها الأحق والأجدر بحماية البلاد والعباد والذود عن الأرض والعرض, ولما يمثله وجودها من أهمية بالغة في قلب موازين العمل القتالي والجانب الأمني, ولأنها ذات خبرة قتاليه كافية وذات صولات وجولات ومشهود لها في هذا الجانب..
ولانها كذلك ولان الكل يعول عليها الكثير فلتكن عند تلك الثقة وهذا المستوى وعند حسن الظن ولتكن الحصن الحصين والدرع المتين والصخرة التي تتحطم عليها كل الأحقاد والضغائن والشرور والدسائس التي تحاك للجنوب وشعبه,ولتكن العين الساهرة التي لاتغفوا إلا بعد أن تطمئن على رعيتها وشعبها وموطنها..
فلتكن اللجان ذات حيادية مطلقة تبحث عن مصلحة الأرض والعرض ولتبتعد كل ما من شأنه أن يشق العصا ويمزق الشمل ويشتت الجمع ويزرع البغضاء والعداء والشحناء فيما أبناء الجنوب عامة واللجان الشعبية خاصة, ولتكن قلبا وقالب وجسدا واحد وبنيان مرصوص يشد بعضه بعض, حتى لايجد أي طرف فرصة التسلل عميقا بينهم ينشر البلابل والقلاقل وينفث (سمومه) فيما بينهم فيصبحون ( شذرا مذرا) ويسهل اختراق صفوفهم وتفكيك قوتهم ومتانتهم..
الجنوب أحوج مايكون إليه اليوم هو الحرص والفطنة والحذر والتعاضد والتآزر من قبل أبناءه وخصوصا أولئك الذين لهم تأثير إيجابي ويعول عليهم الكل الكثير والكثير, ولا يحتمل أن تشق فئة العصا أو تنسلخ مجموعة من أخرى لان هذا لن يخدم الجنوب البتة, ولن يصب في مصلحته بل سيضره من حيث لا نشعر ولا ندرك..