fbpx
عن عبد الملك الحوثي

تحدثت هاتفيا مرة واحدة مع عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله) خلال الحرب الثالثة. كانت محادثة مطولة تتعلق بمواقف الجماعة حينها حيال الحرب. اتذكر جيدا الانطباع الذي تشكل لديّ حوله. مقاتل عنيد، متواضع، خجول ومتحفظ، متقشف في الحديث وحساس تجاه الاسئلة التي تتعلق بالجماعة التي يقودها. اعتذر مرتين بادب جم عن عدم رغبته في الإجابة عن سؤالين أحدهما متعلق بمواقف اشخاص ذوي صلة بالجماعة.

بدا لي ان الرجل الذي ورث موقع أخية الشهيد في قيادة الجماعة سيكون سياسيا يمنيا متميزا، فهو ليس من النمط المثالي في الزعامة مثلما كان حال الشهيد حسين بدر الدين الحوثي. وقد دللت المعارك السياسية والحروب العسكرية منذ ذلك الحين أن عبدالملك الحوثي برجماتي أكثر مما تصوره الجميع.

**

ما مناسبة هذا الكلام؟

عبارات التبجيل والتنزيه والتسليم التي يغدقها على عبدالملك الحوثي مجايلوه من قيادات الجماعة، وبخاصة هؤلاء الذين يتنافسون على الادوار والمواقع في العاصمة صنعاء.

في منشورات وتصريحات هؤلاء يجري بشكل متعمد إضفاء هالة من القداسة على الحوثي وبشكل غير معهود عن الجماعة ولا يمت بصلة إلى الإرث الزيدي المشبع بفكر الاعتزال، الذي يعظم من شأن الاجتهاد ويرفض التقليد وينفر من أية ممارسات طقوسية.

***

من الواضح ان هناك فجوة او ثغرة في التراتبية التنظيمية للجماعة، تتمظهر الآن في التسليم المطلق الذي يبديه قياديون بارزون (بارزون أمام الرأي العام على الأقل) حيال القدرات فوق البشرية ل”السيد”.

عبدالملك الحوثي هو قيادي سياسي يمني كما يفترض. لكن مجايليه من قيادات الجماعة يريدون، منذ شهرين، تقديمه لليمنيين باعتباره الرجل “كلي القدرة”، المعصوم من الخطأ.

أكثر من ذلك يصورونه كإمام يجمع في يديه الولايتين السياسية والدينية.

***

هنا يطمئن المستشار الرئاسي، عن جماعة الحوثيين، الأنصار بأن لا قلق من تشكيل الحكومة فالصورة واضحة عند السيد، وعليهم ان لا يتعبوا انفسهم. لكنه في الوقت نفسه يخشى من أن يجبر “المتملقون” القيادة على كشف اوراقها.

هذا الاضطراب لدى مستشار الرئيس هادي يظهر أن “العصمة”، الدخيلة على المذهب الزيدي، لما تتحول بعد الى “فريضة” دينية!

من حائط الكاتب على الفيس بوك