fbpx
لله دركم .. كنتم كما عهدناكم !!

كان علامة فارقة في المشهد السياسي والعمل الثوري داخليا وخارجيا وإقليميا, وظل كما هو ولم يحد أو يجانب طريق السلمية والعقلانية المعهود بها والذي أتسم بها منذ بداية نضاله السلمي, ولم ينجرف خلف تلك الدعوات التي تحمل بين طياتها نزعة العداء والدموية والاقتتال..

حتى أني تيقنت أننا نحن الجنوبيون ( الين ) قلوبا (وأرق ) أفئدة وذو حكمة وعقل لم يعهده أي شعب قبلنا ولم يتسم بها أي بلدا قبلنا لأننا أي نحن الجنوبيون شعب مسالم وديع لا يحب الفوضى ولا والعبثية والاقتتال ولا الاحتراب بغض النظر عن تلك الأيام الخوالي التي أدمت القلوب وأدمعت العيون وربما أيضا مزقت الأسر  وشتت شملهم, ولكنها بإذن الله (خوال) ولت إلى غير رجعة, وطواها النسيان ولفها بين طياته التسامح والتصالح الذي سعى كل الجنوبيون من أجله وليبرهنوا من خلاله أنهم شعب تواق للسلم والسلام والأمن والأمان..

واليوم يتأكد هذا من خلال الفعل الثوري والزخم الشعبي الكبير الذي تشهده ساحة الاعتصام والحرية بعدن, وفي ذكرى يعدها الجنوبيون من أهم المناسبات وأعظمها على قلوبهم بعد أن ذاقوا فيها وتذوقوا (حلاوة) الحرية والإنعتاق والتحرر من براثن مستبد ظل جاثما على صدروهم لسنوات طويلة..

ورغم تلك المخاوف وذلك التهويل الذي سبق ذكرى الــ(30) من نوفمبر ومخاوف الكل من أن تتحول ساحة الاعتصام والنضال السلمي إلى حمام دماء وساحة للأحتراب والاقتتال وتصفية الحسابات يذهب ضحيتها الأبرياء والبسطاء وتأتي بالويل والثبور وعظائم الأمور على الشعب الجنوبي وعلى الأبرياء منهم خاصة, إلا أنه وبفضل من الله ثم (بسلمية) الشعب الجنوبي وعقلانيته تبددت تلك المخاوف وتلاشت كليا وأظهر الشعب الجنوبي أنهم شعب لا يتعاملون بلغة الدم, ولا يميلون للعنف مهما بلغ بهم من التنكيل والتدمير والإقصاء والتهميش..

فلم يحيدوا على الطريق أو يجانبوا الصواب أو ينجروا خلف تلك الأصوات التي دعتهم للعنف وللتصعيد بلغة السلاح والتي لا تحمل في باطنها المحبة والمصلحة للشعب وإنما تهدف لأن تشرذمهم وتمزقهم وتحيل ثورتهم إلى ثورة (دموية) تفقد شرعيتها وأحقيتها وتصبح ثورة يقودها البلاطجة والدمويون ويعود الجنوب وشعبه وكل مكوناته وثورته إلى نقطة الصفر وبداية لن تكون بذلك الزخم والحماس..

إذن هذا هو (السّلم) الذي أمتاز به الجنوبيون منذ مطلع العام2007م, بل ومنذ سنوات طوال فهو شعب مدني ودولة قانون تمتثل للحق وللقانون وللنظام ويتعامل بالقانون, وما سلميته إلا من منطلق شعوره ويقينه أنه شعب صاحب حق والحق كفله الشرع والمشرع مهما طال أمده وأعترضه من عوائق ومشاكل..

وليظل هذا هو النهج الذي تسيرون ولايستفزنكم من يقول أن الحراك أوهن من بيت (العنكبوت) وأن تهديداته ماهي إلا كــ(زوبعة) في فنجان لم تفض لشيء, وكذلك لاتجعل المحرضين يستخدمونكم ( كمطية) يركبها من يشاء, وأستمروا في سلميتكم وعفويتكم..

فلله درك من شعب مسالم عهدناك بشعارات وحماسة وهدوء وسلمية رغم كل الإغراءات, وظللت كما أنت لم تمل, ولم تكل , ولم تجر شعبك وأهلك للحروب وللفوضى وللعبثية, ولم تنصاع لكل من يبطنون لكل الحقد والغل ويعطونك من طرف اللسان حلاوة (ويروغون) كما يروغ الثعلب.