fbpx
ساسة الجنوب يصنعون من (الفسيخ شربات)

منصور صالح

بالنسبة للعزيزة أمل الباشا فإن رؤية ابنها لؤي المقيم في ألمانيا  هو أهم نتائج زيارتها لألمانيا والتي كانت مكرسة لمناقشة القضية الجنوبية .

هذا ما قالته الباشا في منشور لها على الفيس بوك ،وفي منشور آخر لها قالت إن  بعض صناع الغد وتقصد الفريق اليمني المشارك في الورشة  كانوا مشغولين (بالفسبكة ) أكثر من انشغالهم بصناعة غد اليمن في إشارة إلى صورة زميلها أمين عام حزب الرشاد السلفي والمطلوب لأمريكا بتهمة دعم الإرهاب عبد الوهاب الحميقاني.

بالمقابل أفردت المواقع والصحف الجنوبية  وكذا الناشطين الجنوبيين ،حيزا كبيرا من اهتماماتهم للإشادة بموقف انسحاب العطاس  وعدم حضوره الجلسة الختامية ،وكأن الرجل فوجئ بالموقف الشمالي من القضية الجنوبية ، وإظهاره وكأنه كان يتوقع فعلا أنهم جاءوا لتسليمه وثيقة الاستقلال أو على الأقل الاعتراف بالدولة الحضرمية .

يعجبني في السياسيين والناشطين الشماليين،واقعيتهم في تناول القضايا ،وهو ما يفتقر إليه سياسيو الجنوب ،الذين إن حضروا دورة تدريبية او ورشة عمل  نظمتها جمعية معنية بحقوق الحيوان لقالوا أنهم حضروا مؤتمرا عالميا خاصا بالقضية الجنوبية  وبرعاية دولية ولأكدوا خلاله أنهم وضعوا القضية الجنوبية بقوة وطالبوا بحق تقرير المصير.

لا أفهم كيف يعتقد سياسي محنك  مثل المهندس حيدر أبوبكر العطاس إن بمقدوره ان  يقنع الناس انه ذهب لاستعادة الجنوب من خلال ورشة عادية أبرز الحاضرين فيها  الناهب الكبير عبد الوهاب الآنسي أمين عام الإصلاح وصاحب أشهر قضايا نهب للأراضي في الجنوب من ملاكها بالقوة في كل من لحج وحضرموت وآخرها أرضية البرتقالة  الشهيرة في المكلا التي باعها منذ عامين تقريبا بنحو نصف مليار دولار.

ولا أدري أي جنوب يمكن إن يستعيده العطاس وصالح الجبواني وجهاد عباس من خلال النقاش مع أمين عام الناصري عبدا لله نعمان الحكيمي ،الرجل الذي يحمل في داخله حقدا دفينا على الجنوب لو وزع على أهل الأرض جميعا لكفاهم .

مؤسف ان السياسيين الجنوبيين وخاصة منهم البارزون  على المشهد يدركون أنهم غير قادرين على  تحقيق أي انجاز حقيقي للقضية الجنوبية ،ومع ذلك  نراهم حريصون على ذر الرماد في عيون الناس وتخدير الشارع بالأكاذيب والأوهام ، عندما صنعوا من هذه الورشة حدثا وخبرا ومهما  حولها إلى ما يشبه المؤتمر الدولي حول الجنوب، حتى انه يكاد ينطبق عليهم المثل المصري الشهير (يصنعون من الفسيخ شربات) .