fbpx
من قتل مؤنس قبل عام ، لا يجرؤ اليوم حتى على البكاء

منصور صالح

 

في 21فبراير 2013م  قامت مليشيات الإصلاح وبمساندة قوات الأمن المركزي وبتوجيهات من محافظ عدن سيء الصيت وحيد رشيد بالاعتداء على فعالية سلمية أقامها الحراك الجنوبي إحياء لذكرى إفشال الانتخابات الرئاسية في الجنوب حيث سقط في هذه الاعتداءات وفي كريتر وحدها ثلاثة شهداء هم الشاب مؤنس عبد الرحمن والفتاة الشابة حنين القاضي والمواطن فتحي.

 نهاية هذا اليوم الدامي قام مجموعة من الشباب الغاضب برمي الحجارة على مقر الإصلاح بكريتر  وإثر ذلك أقامت حكومة باسندوة الدنيا ولم تقعدها لأن عددا من الحصى أصابت مقر حزبهم المقدس في كريتر.

 كما دانت أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ،هذا الفعل (العدواني )للحراك الجنوبي وترافق ذلك مع حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشباب من الناشطين في الحراك،رغم أنهم هم من تلقى الرصاصات القاتلة والضرب بالهراوات والغازات المسيلة للدموع في عموم الساحات بعدن وكانت حصيلة ذلك اليوم نحو 16 شهيدا و51 جريحا أغلبهم في ساحة العروض بخورمكسر.

تذكرت هذا اليوم ، وتذكرت ثورة الإدانة والتحريض التي قام بها حزب الإصلاح ومعاونوه وإعلامهم ووصفهم الحراك ونشطاؤه بأبشع الصفات ،وذلك حين شاهدت حالة الذل والخنوع والاستسلام التي يعيشها هذا الحزب وأعضاؤه وأنصاره وهم يشربون نخب الذل والظلم الذي أذاقوه غيرهم  ويتلقون دروسا بليغة في القتل والقمع والإذلال يلقنهم إياها أنصار الله  الحوثيون ،وهم خانعون ومستكينون ولا يستطيعون حتى الغضب لأنفسهم أو البكاء على حالهم ،بل أنهم وهم المتكبرون والمتجبرون ربطوا على جراحهم  وذهبوا ،إلى حيث يقيم سيد خصوهم وركعوا تحت قدميه طالبين الرحمة والصفح مبررين ذهابهم بالقول انه( لطي صفحة الماضي، وبناء الثقة والتعاون في بناء الدولة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة) وكأنهم ما كانوا يستطيعون فعل هذا مع خصومهم قبل أن يذوقوا مرارة الذل والسقوط .

اليوم يدك الحوثي  قصورهم ومقراتهم ،ويذل مشائخهم ،ويلتقط  مسلحوه الشعث الغبر الصور التذكارية  على أسرتهم الوثيرة في غرف نومهم ، وأصبح رموزه وقادته مشردون في المنافي والجبال ومختبئون في الجحور ،فلا نراهم إلا متباكين وبخجل وخوف من إن يسمع الحوثي نشيج أصواتهم كالطفل المذنب الذي يبكي في حضرة أبيه قاسي القلب.

يعلم الله أننا قد آلينا على أنفسنا ألا نتذكر مآسي ومساوئ حزب الإصلاح واعتباره في حكم الميت وذكر الميت شرعا لا يكون إلا بما هو حسن فيه ،لكن هذا الحزب هو من يصر على تذكيرنا بماضيه من خلال إصراره على مواقفه العدائية من قضية شعب مقهور ومن حرصه على اللعب على وتر الفتنة والدس والوقيعة ونشر سمومه ،التي يبدو انه بات اليوم أكثر من يتجرعها.

 اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..وان كانوا في الأصل   ليسوا  منا.