fbpx
الجنوب يريدها طاولة حوار لا حضيرة خوار

 الجنوب يريدها طاولة حوار لا حضيرة خوار 

 عبدالعزيز الحدي

أحرص الناس على الحوار هو من يتخذ من النضال السلمي منهجا وسلوكا شريطة أن يحق هذا الحوار الحق ويرفع  الظلم وتسود العدالة .

وللوصل إلى  حوار حقيقي جاد يثمر حلول جذرية للقضايا العالقة فلا بد من التأكيد على مسألتين هامتين تسبقانه  وهما النية الصادقة والتشخيص السليم فالنية الصادقة تكون نتاج قناعة تامة بوجوب حل هذه القضايا وأي تخوفات أو توجسات من تداعيات هذا الحل فهي أهون بكثير بل لا يمكن مقارنتها مع تداعيات وشرور عدم  الحل طبعا هذا الأمر لمن ينظر بمنظار المصلحة العامة وليس بمنظار المصالح والمكتسبات الخاصة ويمكن استشراف ملامح تلك النية  من أقول وسلوكيات المعنيين بالشأن العام والمؤثرين فيه .

وأما التشخيص السليم فهو البوابة الرئيسية للحلول الناجعة لذا شاهدنا خطاب الرئاسة الأخير عشية 22 مايو يؤكد ويلح على هذا الأمر وما ذاك إلا  لأهميته القصوى وإذا ما تم التعاطي بإيجابية مع هذا الخطاب وأردنا تشخيص الحالة في اليمن وما يعصف بها من أزمات فلن نجد أدق وأشمل وأوجز من تشخيص اللواء علي محسن الأحمر لما له من مكانة في دائرة صنع القرار طيلة ثلاثة عقود حيث أوجز التشخيص بجملتين (( استبداد في الشمال واستعمار في الجنوب )) والفرق بينهما إن الأول يكون  الفعل من أهل الدار بينما  الآخر من خارجه .

وللتأكيد على أهمية ومكانة التشخيص السليم فهو يؤسس ويهيئ للحوار الجاد الناجح فيحدد أطرافه ومحاوره وآلياته ومكانه بعكس العشوائية والمزاجية في تشخيص القضايا حيث يصبح كلفتة الطرف الآخر وإخضاعه هي الغاية.

وبالعودة إلى المرحلة التي بدأت فيها حلحلة الشق الاستبدادي من الأزمة لم نشاهدهم يعقدون مؤتمر عاما رغم سيل الدعوات إلى ذلك من قبل أحد الأطراف بل شاهدنا رموز الطرفين يعقدون مفاوضات وحوارات برعاية أطراف محايدة ويتنقلون برحلات مكوكية بين الرياض وأبو ظبي حتى تم التوافق على المبادرة الخليجية.

فلماذا يُراد للشق الآخر من الأزمة ( الاستعمار ) أن يسلق في مؤتمر يتم  جلب الحاضرين إليه من كل فجا عميق فيخلط الحابل بالنابل ويعلو الصراخ  وتتحول القاعة ( وقد ربما لا يتسع للمدعوين إلا ملعب الظرافي ) إلى  حظيرة خوار ليسهل بعدها على تلك القوى ألنافذة أن تمرر مخططاتها  تجاه الجنوب وقضيته العادلة

 

فهل بعد كل هذا بقي هناك من يلوم  الجنوبيين  على إصرارهم وتمسكهم  بأن يكون الأمر  طاولة حوار لا حظيرة خوار ؟