fbpx
بحاح وعام التعليم  ..كيف سيكون؟

 

حينما قال رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح أن العام2015م سيكون هو التعليم, تبادر إلى ذهني (مهاتير محمد) الذي أستطاع أن ينهض ببلادة وينعشها ويرتقي بها ويسمو بها إلى العليا ويحّسن أوضاعها في فترة زمنية وجيزة أذهلت الكل وأخرجت الدولة من بوتقة الفقر والعوز والبطالة إلى مصاف الدول الغنية والمصنعة بسواعد أبناؤها..

 

ولعل الكل يعرف كيف أستطاع الرجل أن يسمو بماليزيا من الثراء إلى الثرياء بخبرات ماليزية بحته وبثروات ماليزية خالصة وبأفكار ماليزية (مصفاة) من أي (غزو) أجنبي أو خارجي وإنما بالفكر الماليزي والتعليم الماليزي الذي نهض به (مهاتير محمد) حينما أولاه جل اهتمامه وإهتمام الحكومة ومنحه الأولية في كل شيء, وجعل من التعليم  اللبنة والأساس الذي تسير عليه الدولة والطريق الذي يسلكه الشعب الماليزي إن كان يريد التطور والرقي والنهضة, فغدت ماليزيا اليوم كما نشاهدها..

 

فياترى على ماذا أرتكز كلام (بحاح) , وعلى ماذا أستندت أمنيته وحلمه؟ هل على حالة التعليم الهشة والرثة في البلاد, أم على الوضع التربوي المتهالك,أم على حال المعلمين (المفرغين) بين الأسواق والأعمال الخاصة والغربة, أم على حالة (المصلحة) القائمة بين المرافق التربوية والإدارات المدرسية وتناصف (كعكعة) الفساد والإنحلال الخلقي والديني؟؟

 

أمنية بحاح في تغيير واقع التعليم في اليمن لن تكون (هينة) أو بتلك السلاسة التي كانت في (ماليزيا) أو بتلك المرونة التي تعامل بها الشعب الماليزي, لان الفرق بين الكوادر الماليزية واليمنية كالمسافة بين الثراء والثريا,فالشعب الماليزي قبل الحكومة والتربويون كان يتوق هو لأن يغير واقع التعليم ويرتقي به وينعشه,بعكس بعض تربويو اليمن الذين يبحثون عن (الثغرات) للولوج من خلالها لإفساد واقع التعليم وإنهاكه وتدميره كليا وإخراج الطالب من مراحل التعليم (بخفي) حنين لا يستيطيع (فك) حروف اللغة العربية وقراءة أبجدياتها..

 

ومن المؤكد أن بحاح وكل من سيسعى لتغيير واقع التعليم في البلاد سيصطدمون بواقع مرير للغاية ومؤلم بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولن يكون مفروشا بالورود بل على العكس تماما (فطواهيش) العملية التربوية وكل النافذين فيها ومن يسترزقون من خلفها سيقفون حائلا دون أن يصل الرجل إلى تلك الغاية التي ينشدها الكل منذ زمن بعيد بعد أن تفشت ظاهر (التجهيل) الممنهجة وغدت العملية التربوية مجرد تحصيل حاصل, لا يعرف منها الكل سوى الاسم فقط, بل أن المتعارف عنها في أوساط الكثيرين مجرد (سوق) تمارس فيه طقوس التجارة بأبشع الصور وأقذرها..

 

فيا عزيزي (بحاح) أنت أمام (ترسانة) كبيرة من الفساد (وتركة) أعظم من غياب الضمير والوازع الديني بين  أوساط التربويين,فأي سلاح ستجابه به, وأي قوة تملتكلها كي تخوض حرب انتشال التعليم من (الحضيض) والتدني, طالما والضمير ومخافة الله قد نزعت من دواخل هؤلاء,وكي تتأكد مما نقول (نقب) وفتش في أروقة مكاتب التربية ستجد العجب (العجاب) وستذهل والله من حالة الفساد المستشرية في معظم مكاتب التربية إن لم تكن كلها, وستصدم بتلك الهمجية واللامبالاة التي تجابه التعليم في البلاد..

إن كنت فعلا تنوي أن (تقوّم) العملية التعليمية في البلاد فعليك بإجتثاث الفاسدين والمخربين وكل المحسوبين على العملية التربوية وتطهيرها تماما من رواسب وآفات هؤلاء,وضع الرجل الصحيح في المكان الصحيح, وأضرب بيد من حديد كل من قد يحاول إثباطكم أو نشر الفساد في الوسط التربوي,أما أن سلكتم طرق (المداهنة) والمحابة والمجاملة ومنح الفاسدين والمخربين (حصانة) من المسآلة القانونية فوالله لن تقوم للتعليم قائمة ولن يشفى أو يتعافى جسده العليل..