fbpx
أنصار الله ..أنصار الوحدة

منصور صالح

يعتقد بعض المتابعين والمهتمين ان  ما تعبر عنه جماعة أنصار الله (الحوثيون)  من مواقف رافضة لمشروع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم يعني قبول الجماعة أو تبنيها لمشروع الإقليمين كما كانت تطرح سابقا في مؤتمر الحوار وما بعده.

الحقيقة التي لا يدركها كثيرون ، واتضحت مؤخرا هي إن موقف أنصار الله  من قضية إقامة دولة اتحادية مهما كان عدد أقاليمها هو موقف معارض إذ ترى الجماعة خاصة بعد وصولها إلى السلطة  إن  الحل لمشاكل اليمن يكمن في إقامة دولة قوية وحكم محلي واسع الصلاحيات.

لقد أبلغني مسئول رفيع إن زعيم الجماعة  السيد عبدا لملك الحوثي أبلغ المبعوث ألأممي جمال بنعمر برفض جماعته لمشروع تقسيم اليمن إلى أي عدد من الأقاليم ، وعلق على رد بنعمر له بأنه ليست الجنوب وحدها من تحتاج إلى الاستقلالية في إدارة شؤونها عن الشمال  لكن مناطق تهامة وغيرها في الشمال تطالب هي كذلك بأن تكون أقاليم مستقلة فقد قال الحوثي :ان الشمال بأيدينا وسنحكمه بالقوة ،إما الجنوب فسنمنح الجنوبيين كامل حقوقهم دون نقصان فإن أرادوا الانفصال بعد ذلك فسندافع عن الوحدة حتى آخر مقاتل لدينا.

ان قراءة عابرة لطبيعة المواقف والأحداث على الساحة تشير إن الأيام  القادمة  ستحمل مواقف أكثر وضوحا حول موقف جماعة الحوثي من مسألة الدولة الاتحادية وهي مواقف  يبدو واضحا انها ستحول دون تمرير مشروع دستور الدولة الاتحادية الذي تجري عملية إعداده في أبو ظبي وكذا مسمى الدولة ،وهذا بالتالي  ربما سيضرب عرض الحائط بكل ما تطرحه الرئاسة اليمنية  بحماس من مشاريع لإقامة دولة اتحادية مؤلفة من ستة أقاليم وكذا ما تسعى إليه بعض القيادات الجنوبية  المقيمة في الخارج  إلى الوصول حل دولة اتحادية من إقليمين .

إن موقف جماعة أنصار إذا ما تأكد سيرة نحو رفض مشروع الدولة الاتحادية سيكون  دافعا لتوحد  الفصائل الجنوبية  على هدف فك الارتباط ،الذي يقوده بثبات ويتبناه الزعيم الجنوبي علي سالم البيض ،كما سيسهم في المقابل في توحيد القوى الشمالية التي ترى في أي قيادي يحافظ على الوحدة مع الجنوب زعيما وطنيا يستحق الالتفاف حوله.