fbpx
فوضى وغليان في ذكرى الثورة.. والرفض الشعبي للحوثيين يعم المدن اليمنية
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الاوسط

عمت التظاهرات المناهضة لجماعة الحوثيين مختلف المدن اليمنية، أمس، بعد 4 أشهر من الانقلاب الحوثي على الدولة. وخرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع، أمس، في تظاهرات ضخمة بالعاصمة صنعاء و6 مدن أخرى، لرفض الانقلاب الحوثي. واحتفاء بالذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2011.
ورد الحوثيون على التظاهرات بإغلاق الشوارع بالاعتداء على قيادات سياسية بالرصاص الحي والسلاح الأبيض، وتنظيم مظاهرات مؤيده لهم، وسط انتشار مئات المسلحين بصحبة أطقم عسكرية، ومدرعات.
وعمت المظاهرات الاحتجاجية المدن اليمنية وتركزت في كل من العاصمة صنعاء، وتعز، وإب، وأبين، والبيضاء، والحديدة، منددة بالانقلاب الحوثي، وأعلنت رفضها لكل ما أعلنه الحوثيون أخيرا، مطالبين باستعادة الدولة من الميليشيات المسلحة، وأعاد المتظاهرون أجواء ثورة فبراير عام 2011، التي أسقطت نظام صالح، وسقط فيها العشرات من القتلى والمئات من الجرحى برصاص الجيش والشرطة التي كانت موالية له، حيث خرج كثير من القيادات الشبابية الذين قادوا ثورتهم، من أهمهم باسم الحكيمي الذي أصيب بجروح بعد طعنه من قبل الحوثيين.
وخرجت مسيرات صباحية ومسائية، حاشدة في شوارع العاصمة صنعاء، رغم إغلاق الحوثيين الشوارع المحيطة بساحة التغيير حيث انطلقت منها أول شرارة ثورة 2011، كما أغلق مسلحو الجماعة شارع الستين الشمالي، وميدان السبعين، وميدان التحرير، لمنع وصول التظاهرات إليها، وهو ما أجبر منظمي المسيرات إلى تغيير مسارها إلى شارع الزبيري، وجولة سبأ، وجولة 45، ومنطقة نقم، وقد تعرضت 3 مسيرات منها إلى اعتداء، بإطلاق الرصاص الحي، والاعتداء على قيادات حزبية وشبابية شاركت فيها بالسلاح الأبيض والهراوات، وأسفر ذلك عن إصابة أكثر من 7 أشخاص، واختطاف أكثر من 15 شخصا بينهم 4 أشخاص من قيادات أحزاب «تكتل اللقاء المشترك».
وقال القيادي في حركة رفض، بسام البرق، إن «المسلحين اعتدوا عليهم بالرصاص والخناجر، وأصيب شخصين، بينما تم اختطاف 10 أشخاص»، موضحا أنهم «حاولوا الاعتداء على المسيرة التي شارك فيها أمين عام حزب الوحدوي الناصري، عبد الله نعمان، ووزيرة الثقافة المستقيلة، أروى عثمان»، ولفت إلى أن المشاركين في المسيرات «قاوموا الحوثيين بأيديهم بعد أن عجزوا عن تفريقهم»، مشيرا إلى أن المسلحين «اعتدوا على ناشطات من بينهن الدكتورة شفيقة الوحش، رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة».
من جانبه اتهم حزب الإصلاح، الحوثيين باختطاف 3 من قياداته في صنعاء، وأكد الحزب في بيان صحافي أمس، أن «الاختطاف تم بعد مشاركتهم في مسيرة مناهضة لهم»، موضحا أن «دوريات تابعة لمسلحي الحوثي، خطفت اثنين من القيادات من أمام منزليهما في العاصمة، وهما الدكتور فتح القدسي أحد قيادات الإصلاح في الدائرة 14 والناشط عبده الحذيفي، في حين تعرض القيادي الثالث، وهو حسن العمدي، للخطف من مديرية صنعاء القديمة»، مشيرا إلى أن «جماعة الحوثي تشن حملة شعواء ضد معارضيها من شباب الثورة ومن القيادات الحزبية الذين خرجوا في مسيرات حاشدة يحتفون بذكرى 11 فبراير وينددون بانقلاب الجماعة».
وندد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بما وصفه بـ«القمع الذي طال المتظاهرين في صنعاء، والذي نتج عنه محاولة اعتداء استهدفت الأمين العام للتنظيم، عبد الله نعمان، وعضوا اللجنة المركزية للتنظيم، د. عبده غالب العديني، ود. شفيقة الوحش»، وأكد الناصري في بيان صحافي أن «الحوثيين اعتدوا بأعقاب البنادق على شهاب محرم عضو المكتب التنفيذي لفرع الأمانة، كما اختطفوا الدكتور أحمد مقبل القباطي، عضو القطاع الصحي للناصري»، إضافة إلى «إصابة أكثر من 5 متظاهرين بالطعن بالسلاح الأبيض «الجنابي والخناجر»، بينهم الناشط هشام العلواني الذي أصيب في الرقبة والصدر، وأكد الحزب أن «هذه الممارسات الهمجية لن تثني اليمنيين عن مواصلة نضالهم في سبيل تحقيق أهداف الشعب لطموحاته التي ينشد في الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة».
وشهدت محافظة تعز وسط البلاد، مظاهرة مليونية، صباح أمس، شارك فيها آلاف اليمنيين في مسيرات تطالب باستعادة هيبة الدولة وفرض النظام والقانون، ومنع جماعة الحوثي من التوغل في مؤسسات الدولة، ورفعت المسيرة التي خرجت، في الذكرى الرابعة لثورة فبراير، شعارات مناوئة للتدخلات الإيرانية في اليمن، مطالبين السلطات المحلية والقيادات العسكرية في المحافظة بقطع جميع العلاقات مع الانقلابيين في صنعاء، كما خرجت تظاهرات في كل محافظة إب، والبيضاء، والحديدة، وأبين، أكدت استمرارا شباب ثورة فبراير واليمنيين في التظاهرات والاحتجاجات حتى تنسحب الميليشيات المسلحة من العاصمة والمحافظات التي تسيطر عليها، وقد أصيب في تظاهرات البيضاء، مستشار المحافظ حسين الحميقاني، بجروح بليغة، بعد إطلاق مسلحي الحوثي الرصاص الحي على مسيرتهم الاحتجاجية.
الحوثيون من جانبهم كرروا أسلوب الرئيس السابق في الرد على تظاهرات الشارع، حيث حشدوا مسلحيهم ومناصريهم في كل من شارع الستين، والسبعين، وساحة التغيير، لمنع التظاهرات المناوئة لهم من الاحتشاد فيها، وتظاهر الحوثيون وسط إجراءات أمنية مشددة برفقة سيارات الشرطة والجيش، وأعلنوا تأييدهم لما يسمى بـ«الإعلان الدستوري»، مرددين شعارات كانت تستخدمها الثورة الإيرانية التي صادف انطلاقها أمس، ومن أهم الشعارات «الله أكبر.. أميركا الشيطان الأكبر»، و«الموت لأميركا وإسرائيل واللعنة على اليهود»، واستغل الحوثيون القنوات التلفزيونية الحكومية في نقل تظاهراتهم، مستخدمين مروحيات الجيش في تصوير جموعهم.
وشهدت مدينة الحديدة، غرب اليمن، أمس، مسيرات حاشدة غير مسبوقة، شارك فيها الآلاف من أبناء تهامة إحياء وابتهاجا بالذكرى الرابعة للثورة اليمنية 11 فبراير، وذلك في سياق المظاهرات التي تشهدها المحافظات اليمنية بالذكرى ورفضا لانقلاب الحوثيين على السلطة.
وقال الدكتور منصور القدسي، أستاذ العلاقات الدولية بقسم الإعلام بجامعة الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الذكري الرابعة لثورة 11 فبراير الشبابية تأتي في منعطف خطير يمر به الوطن، ولم تستطع الثورة الشبابية أن تحقق الأهداف السامية التي ضحى من أجلها خيرة شباب اليمن. وبحسب استنتاجي، فإن ذلك يعود إلى ثورة الشباب التي تم خطفها من قبل النخب السياسية وجبروها لمصالحهم ولصالح المكايدات السياسية، بدلا من استغلال اللحظة التاريخية التي فجرها الشباب عام 2011م الذين ضحوا من أجل تحقيق أحلامهم الكبيرة ومن أجل يمن جديد ووطن خال من الفساد».
وأضاف أستاذ الإعلام أنه، وفي الوقت الراهن: «أصبح مطلوبا من الشباب في المرحلة الحرجة التي يعيشها اليمن أن يستعيدوا قواهم ويستغلوا طاقاتهم في تكوين مكونات شبابية لا تمت للأحزاب التي شاخت بصلة، وخصوصا شباب 11 فبراير في محافظة الحديدة الذين يبادروا بتأسيس هذه المكونات الشبابية، ويتعانقون جميعا تحت مظلة وطنية ورؤية سياسية متحدة لتشخيص الواقع وفق تطلعات الشباب التي تعبر عن هموم وشعور جمعي لكل أبناء اليمن»، منبها الشباب إلى عدم السماح للأحزاب السياسية في اليمن بخطف ثورتهم مجددا، كما فعلت في السابق.
ومن جهته، أكد الناشط حيدرة الكازمي، الطالب بكلية الإعلام – جامعة الحديدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «في مثل هذا اليوم أشعل شباب اليمن ثورة مباركة طيبة، رغم ضعفهم، وليس الضعف النفسي أو المعنوي، ولكن المادي والتنظيمي، ومع ذلك كافح هؤلاء الشباب وناضلوا في مسيرة وثورة لوطن ولشعب يتوق إلى العيش بحرية وكرامة وأمن ووضع معيشي مستقر أضاعه من حكموا اليمن السعيد، وهم من أبناء هذا اليمن السعيد، ولكن ضمائرهم رهينة للعملاء والحاقدين من خارج الوطن»، مشيرا إلى أن «شباب ثورة 11 فبراير مستمر في نضاله المنشود والمشهود وسيستخدمون جميع الوسائل المتاحة السلمية للانتصار للثورة وحلم الوطن وهدف الشهيد الذي ضحى لأجله».
وبينما إذا كان أبناء تهامة يؤيدون قرار المحافظ حول الانقلاب الحوثي والدستور الحوثي، قال الناشط في «الحراك التهامي السلمي»، أيمن جرمش، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «محافظ المحافظة حسن الهيج لا يمثل أبناء تهامة وهو في الأصل ليس المحافظ الشرعي للحديدة؛ حيث تم تعيينه من قبل ميليشيات الحوثي بعد أن أدى الولاء والطاعة للمدعو عبد الملك الحوثي، وتم الضغط على رئيس الجمهورية عبد ربه هادي لإصدار قرار تعيينه ولا يعترف به أبناء تهامة وأطلقوا عليه اسم الخائن».
وأضاف جرمش: «تأييد المحافظ الهيج لما يسمى بـ(الإعلان الدستوري) لا يمثل إلا نفسه فقط، ونحن في (الحراك التهامي السلمي) مستمرون في تصعيدنا رفضا لميليشيات الحوثي المسلحة المحتلة لتهامة والأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت». وأضاف إلى ذلك أن «موقف (الحراك التهامي) واضح من الإعلان الدستوري المزعوم، ويعتبر (الحراك التهامي) هو الحامل الوحيد للقضية التهامية والممثل لأبناء تهامة لانضواء الآلاف من التهاميين في كل المديريات التهامية تحت رايته، والاحتفال بذكرى ثورة 11 فبراير، وسيعيد الزخم الثوري من جديد».
وطالب شباب الثورة في تهامة و«الحراك التهامي السلمي» وجميع التكتلات من أبناء تهامة، الخروج وتلبية النداء الحق وصوت الحرية، وسحب الثورة المسلوبة منهم وإعادتها إلى طريقها الصحيح بعدما تم الالتفاف عليها من أجل التربع على كراسي السلطة بقوة السلاح والكذب والمراوغة.

أخبار ذات صله