fbpx
رئيس الحكومة التونسية للمسؤولين: غادروا مكاتبكم لتعرفوا المشكلات الحقيقية للمواطنين
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الاوسط

قال الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، إن «التحدي الأكبر أمام تونس اليوم أمني بالأساس». ودعا خلال إشرافه، أمس، على ندوة الولاة (السلطات الجهوية) إلى قيام المسؤولين في الجهات بمهامهم من أجل محاربة الإرهاب، والمساهمة الفعالة في حماية الحدود التونسية من أي مخاطر تهدد أمن البلاد، ومغادرة مكاتبهم لمعرفة مشكلات المواطنين الحقيقية.
وحث الصيد الولاة والمسؤولين على «العمل الحكومي في الجهات على الالتصاق بمشكلات التونسيين، والنزول إلى الشارع لمعرفة نبض الشارع، والاطلاع على شواغل التونسيين، وليس الجلوس على المكاتب»، على حد تعبيره. وقال بلهجة فيها كثير من العتاب للمسؤولين على تنفيذ البرامج الحكومية في الجهات: «غادروا مكاتبكم والتصقوا بالمواطنين، لأن هذا هو دوركم الميداني.. وعليكم القطع مع البيروقراطية الإدارية، والروتين الذي تسبب في تعطيل مصالح التونسيين وكثير من مشاريع التنمية والتشغيل».
وكانت الحكومة التونسية، التي يقودها الحبيب الصيد، قد اضطرت إلى تغيير سلم أولوياتها، والتركيز أكثر على المخاطر الأمنية، خصوصا بعد تنفيذ أول عمل إرهابي في 17 من الشهر الحالي، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية، مما أدى إلى وفاة 4 عناصر من الأمن. وكان من المتوقع تنفيذ 120 إجراء حكوميا عاجلا، في مختلف الولايات (المحافظات)، ومن ثم التوجه المباشر نحو تنفيذ مشاريع التنمية والتشغيل في المناطق المهمشة، خصوصا بعد انطلاق احتجاجات اجتماعية في مدينتي الذهيبة وبن قردان المجاورتين للحدود التونسية الليبية، غير أن تأزم الأوضاع الأمنية في تونس وفي ليبيا المجاورة، وظهور تهديدات جديدة لتنظيم داعش، خلف ضغطا قويا على الحكومة، مما جعلها توجه أقصى جهودها نحو الملف الأمني، وتأجيل النظر في برامج التنمية.
وتسعى الحكومة إلى ما أسماه الصيد «الوحدة المقدسة» في مواجهة مخاطر الإرهاب، إلا أن الاتهامات بالوقوف وراء انتشار مظاهر الإرهاب لم تتوقف، خصوصا بين التيار اليساري (تحالف الجبهة الشعبية بالأساس)، والتيار الإسلامي ممثلا في الترويكا السابقة، بزعامة حركة النهضة.
على صعيد متصل، نظمت، أمس، حركة نداء تونس (الحزب الحاكم)، بمشاركة حركة النهضة، مسيرة شعبية مفتوحة لمناهضة الإرهاب وسط العاصمة، في ظل منع التجول أمام جميع أنواع العربات. ورفعت المسيرة، التي عرفت مشاركة مختلف الأطياف السياسية، شعار «جميعا نتصدى للإرهاب.. نحمي تونس ونفديها»، وجاءت على إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية أمنية في منطقة بولعابة القريبة من القصرين (وسط غرب)، وأودى بحياة عناصر الدورية الأربعة.
وانطلقت المسيرة، التي عرفت مشاركة عدد كبير من قيادات حركة النهضة، من أمام النصب التذكاري لعبد الرحمن بن خلدون في شارع الحبيب بورقيبة في اتجاه شارع الجمهورية. كما عرفت مشاركة بلعيد بسمة الخلفاوي، أرملة القيادي اليساري الراحل شكري بلعيد. غير أنها لم تدم أكثر من 15 دقيقة، وتخللتها حالة من الفوضى بعد محاولة عدد من المشاركين دخول بهو الوزارة، وتقديم الورود لرجال الأمن، مما أدى إلى انسحاب عدد من المشاركين قبل أن تبلغ المسيرة شارع الجمهورية، مثلما كان مبرمجا.
وبشأن هذه المسيرة الاحتجاجية، أوضح حافظ قائد السبسي، القيادي في حركة نداء تونس، في تصريح لوسائل الإعلام، أنه «من الضروري وضع اليد في اليد لإنقاذ البلاد من آفة الإرهاب.. ومن الضروري تحسيس التونسيين وكل الأطياف السياسية بأن موضوع الإرهاب يهم الجميع». كما دعا عبد الكريم الهاروني، القيادي في حركة النهضة، إلى تجاوز الخلافات، والابتعاد عن المزايدات وتوظيف ملف الإرهاب.
وفي السياق ذاته، قال لطفي زيتون، القيادي في حركة النهضة، إن «العملية الإرهابية الأخيرة أثبتت سقوط نظريات المؤامرة، وأن كل من اتهم النهضة، أو حركة النداء، بتشجيع المجموعات الإرهابية على إرباك المسار الانتقالي، اكتشف أن تلك المجموعات المتطرفة تستهدف تونس، وهو ما يدعو كل الأطراف السياسية إلى النضج السياسي في التعامل مع الواقع الإقليمي الجديد».
وفي الاتجاه نفسه، قال عدنان منصر، الرئيس السابق لحملة المنصف المرزوقي الرئاسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعركة ضد الإرهاب لا تحتمل أي مزايدات، لأنها معركة التونسيين جميعا».
أخبار ذات صله