fbpx
التميز الثقافي في الأدب اللحجي ” 3″
شارك الخبر
التميز الثقافي في الأدب اللحجي  ” 3″

بقلم / علي بن علي سعد عيدان

الشعر القومي :

عرفت لحج الحس القومي العربي في وقت مبكر من حياته الأدبية في السلطنة العبدلية إنذاك , وقد ظهر ذلك في التضامن والتعاضد مع الشعوب العربية في محنتها القاسية و الدامية من الإحتلال الأجنبي لكل هيئاته واشكاله لشعوبها وسياساتها العنصرية والمذهبية ونهب إقتصاديات هذه الشعوب لمصلحته وتطوير إقتصاده .

وقد شاركت لحج في أحتفالات هذه الشعوب , بل والتعاضد معها في الهيئات الأقليمية و الدولية , وذلك بنشاطات شبابية في القرن العشرين حتى يومنا هذا , وساهم بالمال والروح لإجل تحرير هذه الشعوب من الرق و العبودية ونيل الإستقلال .

و من أمثلة ذلك ماقام به أبناء لحج وسلطانها إنذاك عبدالكريم فضل أبن علي محسن العبدلي مع ثورة 1919م والزعيم سعد زغلول زعيم الأمه المصرية حين نفي انذاك من قبل الإستعمار البريطاني الى جزيرة (( سيشل)) فكانت لحج أول الرافضين لعملية النفي للزعيم سعد زغلول و زملاءه , وكذلك استقبال زعماء فلسطين الخمسة المنفيين إنذاك من قبل المستعمر الإجنبي البريطاني , وأقيم لهم إحتفالات كبيرة وقد استضافهم السلطان / عبدالكريم فضل في (( قصر البراق)) بعدن ما أن لحج قد تشرفت وشاركت في المحافل الأقليمية والدولية حين شارك ادباء لحج بوفد براسة الشاعر الكبير صالح سعد سالم وقال قصيده عصماء بمناسبة تتويج أمير الشعراء (( أحمد شوقي )) في لبنان عام 1922م قيل أنها الثانية في هذا المحفل بعد قصيدة شاعر النيل حافظ ابراهيم .

كما شاركت لحج من خلال حزب رابطة ابناء الجنوب العربي إنذاك برأسة زعيم الجنوب العربي السيد محمد علي بن محمد الجفري وكل ادباء وفنانوا لحج والمثقفين وذلك بتحرير أرض الجزائر العربية في عام 1957م , وتقديم الدعومات المالية لثوار الجزائر من الحفلات الغنائية الذي تم عرضها في مدينة الحوطة لحج ومدينة كريتر عدن ومدينة دارسعد لحج والذي استمرت هذه الأحتفالات ما يقارب عن شهر , وقد شارك في هذه الحفلات الأدباء وعلى رأسهم الأستاذ / عبدالله هادي سبيت والشاعر الشعبي / علي عوض مغلس والأستاذ الشاعر / صالح نصيب , ومن الفنانين حفيد القمندان الأمير محسن بن أحمد مهدي والفنان محمد فضل اللحجي و محمد صالح حمدون والأستاذ / حسن عطاء وغيرهم من الفنانين .

كل هؤلاء ترجموا أحاسيسهم نحو القومية العربية والأمه العربية , وخاصة الأدباء منهم بما قدموه في اشعارهم واعمالهم الأدبية وكذلك الفنانين بفنهم .

وهذه امثله من اشعارهم بمناسبة قيام ثورة 23يوليو المصرية عام 1952م حيث قال الأستاذ الشاعر / محمد حسن افندي :

اليوم هذا يومنا هيا اهتفوا

الحق هذا حقنا هيا ازحفوا

قدما ودكوا الظالمين يعرفوا

انا ابات الضيم نائف تعرفوا

الى الأمام يا عرب

نعيد حقا مغتصب

اليوم عزة العرب

الى الأمام يا عرب

ما دام في العرب جمال قد بدا

عادت لنا الأمجاد رغم العدى

هيا ازحفوا حتى ننال السؤدد

فالنصر لنا حتما غدا

الى الأمام يا عرب

 

اما الشاعر عبدالله هادي سبيت قال في قصيدته فلسطينيات :

إلا ايها الباغي المذل ببأسه

رويدا فأنا في همي الموت اصعبُ

حتى كان من صهيون للقدس معقلاً

وكم ذا عوى في حومة الليث ثعلبُ

نزلت به ضيفاً و للضيف عزةً

دعانا لها قحطان قبل يعربُ

و نادى بها الدين القويم فأصبحت

مزيتنا نحيا عليها وندأبُ

اما الشاعر الشعبي / علي عوض مغلس حيث قال عن أرض الجزائر وكفاح شعبها:

الله درك يا الجزائر ألف در

تعيش أبطالك صناديد البشر

كم كافحوا كم ناضلوا اقوام كفر

بالنار بالخنجر و حتى الحجر

أبطالك الشجعان يا ما جاهدوا

في سبيلك قاتلوا و أستشهدوا

للمهيمين والوطن قد عاهدوا

و بددو الطغيان جابوا به طير

وهذا الشاعر صالح نصيب قال في الجزائر :

أخي في الجزائر يا عربي

تحدى فرنسا و لا تهبِ

فأنت الشجاع أنت الأبي

عهدناك في الشرق والمغربِ

فأين أبن الجزائر من أرضنا

وجيش الجزائر من جيشنا

 

أن لحجاً بأدبائها و فنانينها و مثقفيها قد قالوا كلمتهم عن البعد القومي لديهم لكل المه العربية من المحيط الى الخليج و تعاضدهم ومساندتهم بالقول والمال والروح .

أخبار ذات صله