fbpx
لماذا تصفد الشياطين في شهر رمضان ..؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

عن أبي هريرة –– قال: قال رسول الله  : (( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، والله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ))(2) . وتصفيد الشياطين اختلف أهل العلم في معناه فمنهم من أجراه على ظاهره – كما نقله الحافظ ابن حجر عن عياض رخمهما الله : قال عياض يحتمل : – أنه على ظاهره وحقيقته ، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين . ومن أهل العلم من فسره :

– قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : ( وما ذاك إلا أنه في شهر رمضان تنبعث القلوب إلى الخير والأعمال الصالحة التي بها وبسببها تفتح أبواب الجنة ، ويمتنع من الشرور التي بها تفتح أبواب النار ، وتصفد الشياطين ، فلا يتمكنون أن يعملوا ما يعملونه في الإفطار ؛ فإن المصفد : هو المقيد ؛ إنما يتمكنون من بني آدم بسبب الشهوات ، فإذا كفوا عن الشهوات ؛ صفدت الشياطين ) ( التفسير الكبير – 3 / 132 ) 0

– أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليـه في غيره ، لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : قال القرطبي : ( فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك ؟ فالجواب :

– أنها تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه 0
– أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما تقدم في بعض الروايات 0
– أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره 0

إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية ، لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية ) ( فتح الباري – 4 / 114 ) 0

وعن أبي هريرة –  – أن رسول الله  قال: (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه(3).
وعن أبي قتادة –  – : أن رجلاً أتى النبي  فقال : كيف تصوم ؟ فغضب رسول الله  فلما رأى عمر –– غضبه ، رضينا بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ، نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، فجعل عمر –-يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه….ثم قال رسول الله  : (( ثلاث من كل شهر ، ورمضان إلى رمضان ، فهذا صيام الدهر كله …… الحديث ))(4).
ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له (5)

عن ابن عباس –ما- أنه قال : (( كان النبي  أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل-– يلقاه كل ليل في رمضان حتى ينسخ، يعرض عليه النبي  القرآن ، فإذا لقيه جبريل -عليه السلام- كان أجود بالخير من الريح المرسلة )) متفق عليه (6).

فإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام ، فقد قال النبي  : ” من فطر صائما فله مثل أجره ” ، وإعطاء فقراء القراء ما يستعينون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ، ومن أعانهم على ذلك كان شريكهم في الأجر ” .
وحديث أبي أمامة قال : « أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت : مرني بعمل يدخلني الجنة .

قال : « عليك بالصوم ، فإنه لا عدل له » . ثم أتيته ثانية فقال : « عليك بالصوم لا مثل له ».
فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف (7)

وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله  الصوم جنة (8)

وعن سعيد بن أبي هند أن مطرفا رجلا من بني عامر بن صعصعة حدثه أن عثمان بن أبي العاص دعا له بلبن ليسقيه فقال مطرف إني صائم فقال عثمان سمعت رسول الله  يقول الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال .(9)

وعن سهل ابن سعد عن النبي  قال للصائمين باب في الجنة يقال له الريان لا يدخل فيه أحد غيرهم فإذا دخل آخرهم أغلق من دخل فيه شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا (10)
ومن هدي النبي  في شهر الخير

كان صلى الله عليه وسلم يعَجِّل الفطر، ويحث عليه، ويتسحر ويحث عليه، ويؤخره ويرغب في تأخيره.
وكان يفطر قبل أن يُصلي، وكان فطره على رطبات إن وجدها، فإن لم يجدها، فعلى تمرات، فإن لم يجد فعلى حسوات من ماء.
وكان يقول إذا أفطر: « ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى » [صحيح أبي داود].
وكان من هديه في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان.
وكان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف.
وكان يخصه من العبادات بما لا يخص به غيره، حتى إنه ليواصل فيه أحيانًا، وكان ينهي أصحابه عن الوصال، وأذن فيه إلىالسحر.

وكان يستاك وهو صائم، ويتمضمض ويستنشق وهو صائم، وكان يصب على رأسه الماء وهو صائم.

ورخص للمريض والمسافر أن يفطر ويقضيا، والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك، قال ابن القيم: وإن خافتا على ولديهما زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم. وهذا روي عن ابن عمر وابن عباس وهو قول الشافعي وأحمد.

ولنا في السلف الصالح أسوة 

كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن ، و كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين
وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة
وكان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر
و كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختم

وجاء في الترهيب عن الفطر في رمضان استهتارا ولغير عذر ، في حديث ابن عباس – ما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : « عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة ، عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله ، والصلاة المكتوبة وصوم رمضان » .
وجاء في حديث أبي هريرة –  – أن النبي –  – قال : « من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صيام الدهر كله وإن صامه » . رواه أبو داود وغيره . ذلك لأن رمضان ليس له مثيل في فضله وشرفه ومزاياه .

 


 

أخبار ذات صله