fbpx
خطباء المساجد .. فلنصنع المجتمع معاً
خطباء المساجد .. فلنصنع المجتمع معاً
منذ طفولتي و انا ارى والداي و هما يعاملان رجل الدين بمنتهى الاحترام و التبجيل ولد ذلك عندي قناعة بقداسة شيوخنا و ان معاملتهم بالتأكيد وجب ان تكون مختلفة عن التعامل مع الناس ( العاديين )،، و كنت ارى المرتادين المساجد من عامة الناس و الشيوخ في ظهيرة يوم الجمعة كنجوم تتلألأ في عز الظهر بصورة يتجلى العيد فيها ،، رغم ان تلك الفترة كان النظام الاشتراكي هو المسيطر على امور الدولة الا ان مرتبة الاحترام لرجال الدين كانت لها مكانتها.
في مرحلتي الابتداية كانت لنا حصة في الاسبوع ندرس فيها الدين الاسلامي ، و كانت سورة الجمعه احدى المقررات في تلك المرحلة ، معلمة الدين قالت لي ان سورة الجمعة سميت بهذا الاسم لانها تجمع الناس لحل مشاكل المجتمع ، و تمحو الكراهية بين الناس و تنشر الحب و السلام وان الله سبحانه و تعالى قد أطال وقت خطبة الجمعة حتى نأخذ وقتنا في سماع مشاكلنا و ايجاد حل لها و حتى يهب خطيب المسجد بتفجير مشكلة مجتمعية و يلفت أنظار المصلين اليها .
مؤسف ما يحدث اليوم في مساجدنا و في خطبة الجمعة بالذات ، يكاد لا يخلو مسجد من خطبة المخطط الاسرائيلي الصهيوني على العرب ،، و من خطبة “مكر الشيعة ” و عن الفتنة التي ستصيب ” السنيّين ” و تعبئة عامة المصلين و بالذات الشباب لمحاربة الشيعين و الا فديننا الاسلامي سيصيبه التصدع !! فنراهم يؤكدون علينا فريضة الجهاد في سوريا و افغانستان و دماج معمّدين ذلك بفتاوى مجلجلة من كبار الشيوخ اليمنيين ذوي النفوذ ، تتبعها سجلات لتدوين بيانات المشاركين في حملات ” الجهاد” الى تلك الاماكن ضاربين بعرض الحائط المشاكل التي تعصف بمجتمعنا و التي يجب علينا كافة ان نجاهد لازالتها . مختزلين مشاكل مجتمعنا بين الشيعة و اسرائيل ..
ما يثير الحنق اننا لا نجد خطيب مسجد ( وطني ) يضع نصب عينية المشاكل التي عصفت بالمجتمع و التي اضرت بالانسان و خاصة الشباب الذي هم الحاضر و عماد المستقبل . فاكتفوا بسرد القصص النبوية و مواقف الصحابة حتى اصبحنا امة تهيم في نجاحات التاريخ الاسلامي القديم فنخرج من خطبة الجمعة حاملين احلام روحانية هشة تتحطم عند اول مطب نصطدم به في واقعنا فتترسخ قناعة لدينا اننا عاجزون لأنّا خلقنا من ماء و طين و هم خلقوا من نور .
شيوخنا الاجلاء لا يقتصر واجبكم في التغريد بالابتهالات الدينية و التلاوات القرآنية و تحفيظ القرآن فقط بل هناك مهام مناطة بكم يجب عليكم ان تلتفتوا اليها و ان تلتفوا حولها ، ويجب عليكم ان تعوا الى خطورة ما يمر به مجتمعنا اخلاقياً و دينياً فلا يخفى عليكم ظاهرة سب الله و نبيه حتى اصبحنا نشيح بوجهنا عمن يقولها و كأننا نهش على ذبابه ،، ظاهرة المسلسلات المدبلجة و التي تجعل من القاتل بطل في نظر المشاهد بالتأكيد سترسخ ثقافة القتل ( المشروع ) لدى الاطفال ،،و تلك المسلسلات التي تجعل من الزاني محب و عاشق مغلوب على أمره ، أي ثقافة هذه التي يكتسبها أطفالنا من تلك المسلسلات ، و الادهى و الامر اننا نجد الاطفال يشاهدون تلك المسلسلات برفقة الابوين ؟؟!!! يا لها من رقابه ..
و كوننا اهملنا هذا الجانب و لم نقدر مخاطره حق تقدير يتكرر على مسمعنا تلك الاخبار حول اغتصاب الفتيان دون العاشرة من قبل طلاب معهم في نفس المدرسه يكاد لم يبلغ عمر الغاصب الثانية عشره فكيف له ان يرتكب تلك الجريمة و هو في سن الطفوله !! كيف له ان يصل الى هذه الدرجة من الفساد في بلد تكثر فيه المآذن و يحكمة اصحاب اللحى ؟
و في ظل غياب دور الاسرة في الرقابة على أطفالهم فإن تغيير تلك الظواهر الدخيلة على شعب يحترم و يقدس دينه و يبجل شيخه بالضرورة يجب ان يبدأ من المسجد عبر التوعية أولاً تم متابعة التنفيذ من قبل خطيب المسجد ، و ليكن الدكتور عمرو خالد ( و ان لم يعجب البعض ) ليكن لكم مثلاً في القول و العمل ، اذكره عندما ظهر قبل سنوات على احدى القنوات و هو يقول ان لديه حلم ( صناع الحياة )، لم اتخيل بأن ذلك الحلم سيتحقق و انه سيمتد حتى يشملنا نحن ايضاً (مؤسسة صناع الحياة – عدن ).
يا شيوخنا الاجلاء لخطبة الجمعة اهمية كبيرة و عظيمة ارجو استغلالها كما يجب و لا تكتفوا بقراءه بعض الايات و قول بعض الوعظ بل اشرفوا بأنفسكم على تنفيذها ، نحن في مجتمع قد دق فيه ناقوس الخطر و مؤشر الانهيار فيه يرتفع كل يوم ..