fbpx
قوى النفوذ لاتزال تعبث

 

إن طبيعة هذا النظام السوسيوبولتيكي قائم على مدى قرون على النهب والنخيط والتزوير، وجاهز لتوريطك حتى الأذنين إن بدرت منك إشارة لا ترضيهم، وعندما تحررت لحج من قبضة الاستعمار الإمامي المتخلف قال أحد شعراء النظام نشرت في (هدية الزمن لملوك وسلاطين لحج وعدن) للأمير أحمد فضل القمندان بعد أن شتم أهل لحج في قصيدته وأنذرهم بأن قوما من حاشد وبكيل سيأتونكم، وكتب القمندان في الهامش إن هؤلاء القوم إن اختلفوا معك سفهوك.

لا أدري إنني كلما تعرضت للوضع الشاذ في الجنوب جراء احتلاله في حرب صيف عام 1994م وما تعرض له الجنوب من سلب ونهب كل مقدراته وإقصاء مدنييه وعسكرييه انبرى جهاز القبيلة المتنفذة الاستخباري وعبر مهاجمين سواء من داخل أو خارج الجهاز، وهم وجوه لعملة واحدة، فيشتمونني برسائل هاتفية ويدعونني للعودة إلى زبيد تارة والحديدة تارة أخرى، ويخاطبونني مرة ياعمو ومرة ياجدو ومرة يا أستاذ.

كما يلجأ هذا الجهاز إلى المواقع الإلكترونية ويكتب تعليقات على مواضيعي، وكلها شتائم، ولو أخذنا على سبيل المثال، وسنتكلم من الآخر، فقد نشرت (عدن الغد) موضوعي (برقية إلى شعب الجنوب.. مكنوا الصريمة من ميناء عدن) وذلك في عددها الصادر يوم الخميس الموافق 30 أغسطس 2012م وجاء موضوعي بناء على طلب في رسالة هاتفية وجهها لي عدد من تكنوقراط جنوبيين، ومحور الموضوع هو الشيخ أحمد فريد الصريمة رجل الأعمال المعروف، وتعشم التكنوقراط الجنوبيون في تمكين هذا الشيخ من تشغيل ميناء عدن، وهي فرصة سيتقاطر بعدها رجال مال وأعمال جنوبيون (وهم كثر) إلى الجنوب وحاضرته عدن للاستثمار فيها. رجاء المحذور التكنوقراطي بالمسارعة قبل أن يفرضوا شركة أجنبية بشراكة ورعاية حاشدية مشفرة.

الموضوع تمحور حول الشيخ الصريمة والآمال المعلقة على رساميل جنوبية ستتدفق على الجنوب، والموضوع لا يثير حفيظة الجنوبيين بل يثير حفيظة القوى المتنفذة التي تكرس الثروة في أيديها وتدين لها كل الأجهزة القمعية والمخابراتية، فراح جهازهم المؤذي إلى مواقع إلكترونية ومن بلادتهم أنهم طرحوا أسماء جنوبية مرمزة، فهذا من شبوة يصف الشيخ الصريمة بألفاظ غير أخلاقية، وذاك يدعي أنه محمد غانم يشتمني ويقول إني ابتذلت في كتاباتي، وذاك ابن الجنوب يسأل: كم أعطاك الصريمة؟.

لماذا لا تكون أسماؤهم (ابن حاشد الثائر) أو (ابن بكيل الحر) أو (ابن سنحان المناضل) ياله من مطبخ سقيم عقيم، ويالها من طباع سمجة تعتمد الشتم والسفه، ويرحم الله الأمير أحمد فضل القمندان.