fbpx
بن علي أحمد في شبوة .. نتأسف له ونأسف عليه
 بن علي أحمد في شبوة .. نتأسف له ونأسف عليه !
أحمد عمر بن فريد
الاهداء / الى تيار ” مثقفون من أجل جنوب جديد ” .. أين أنتم ؟

اذا أراد طرف ما أن يتحقق له ” الانصات ” ليقول ما يريد قوله في هدؤ , فان ذلك يشترط عليه أن يمنح ” الآخر ” حرية التعبير والكلام …

عقب الضجة الاعلامية وردود الفعل المتبانية التي اعقبت اللقاء الذي عقده القيادي الجنوبي / محمد علي أحمد في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة , وما حمل هذا اللقاء من اثقال لا تحتمل .. استمعت للكلمة التي القاها الرجل في القاعة اكثر من ثلاث مرات على التوالي بحثا عن ” السر المكنون ” الذي هيج الحاضرين فاهتاجوا أو من اراد في الأساس ان يهتاج ويتشنج ضدا على بن علي وعلى طرحه أو مشروعه السياسي الذي جاء به الى شبوة .

ان أول ملاحظة يمكن رصدها بسهولة في هذا اللقاء , هي انه لا ” بن علي ” جاء ليستمع ويتشاور ويتبادل الحديث مع ” الآخر الجنوبي ” ولا هذا ” الآخر الجنوبي ” جاء الى القاعة وهو يملك ” الرغبة ” في حدها الأدنى ل ” الاستماع ” و ” الانصات ” لما يمكن ان يقوله الضيف الكريم , لكي يتبادل معه الحديث , أو ليجري معه حوارا بناءا لترشيد التبانين من جهة , وللبحث عن القواسم المشتركة والتفتيش عنها من جهة أخرى . وفي حقيقة الأمر ان ” الضيف ” حينما يحل على العرب في منازلهم فله عليهم حق كرم الضيافة وحسن الوفادة وحفاوة الاستقبال .. ان المجتمع القبلي بما له من سلبيات تجاه استعصاء انخراط عناصره في العملية الديمقراطية والتحول الى المجتمع المدني يملك في المقابل الكثير من ” القيم الانسانية ” التي تفتقدها الكثير من المجتمعات المتمدنة .. انها قيم اصيلة لا ينبغي التفريط بها او التنازل عنها نظرا لايجابياتها الكثيرة والكبيرة , كقيم الشهامة والنخوة والكرم وحسن الضيافة والمرؤءة والنجدة والايثار .. الخ . وهذه القيم المتجذرة في مجتمعاتنا في الجنوب كعرب تجعلني اشعر بالأسى والاسف لأنها لم تكن متواجدة في قاعة ذلك اللقاء المثير للجدل , لكي تقدم للضيف الكريم ” بن علي حمد ” ما يليق بأبناء شبوة ان يقدموه لمن جائهم ضيفا عزيزا عليهم … بغض النظر عن الموقف السياسي اوالتباين في تعريف قضية الجنوب والاختلاف حول افضل السبل واكثرها احقية بالاتباع من اجل الخلاص من هذا الاحتلال المتخلف .

وبصفتي الشخصية فقط , وحتى لا يخرج علي احدا ما من هنا أو هناك , ويقول لي ومن اعطاك حق الحديث باسم ابناء شبوة ! .. اكرر ..بصفتي الشخصية – لا أقل ولا اكثر – وبما لي من حق في هذه المحافظة فانني اقدم اعتذاري الشخصي لأخي العزيز محمد علي أحمد عما حدث له في محافظة شبوة . مع قبلة محبة واحترام وكرم اخلاق , استلهمها من ينابيع قيم ” التسامح والتصالح ” اطبعها على رأسه الشامخ الذي ارجو ان يبقى شامخا حرا ابيا كما هو الحال لجميع ابناء الجنوب اينما حلوا وأينما ارتحلوا .
كما لابد لي وأن اذكر اخواني الأعزاء في القاعة بأنه وبغض النظر عن القيم التي تفرض علينا ما يستحقه الضيف الكريم , فان قيم اخرى تتعلق بحق التباين وحق الاختلاف وكيفية التعامل مع الآخر السياسي الجنوبي تفرض هي الأخرى علينا حق الانصات وحق الاستماع ثم حق الاختيار في آخر المطاف بما نقتنع به او العكس. كما لا بد من التذكير ايضا ان شبوة ومدينة عتق طوال المراحل الماضية لم تكن عصية على العديد من الزوار من لصوص النظام ومفسديه وناهبي ثرواتنا ومهندسي الاحتلال وحتى من اعوانهم من الجنوبيين المتواطئين حتى اللحظة مع نظام صنعاء ومنظومته بشكل عام . ولم تكن شبوة ايضا عصية حتى قبل اشهر قليلة مضت على مخيمات ” شباب التغيير ” ومنظريه ومؤيدي المبادرة الخليجية والمروجين لها… فأين يمكن ان نضع محمد علي أحمد مقارنة بهؤلاء بالله عليكم؟!

لكن في المقابل .. لايمكن القول ان الصديق بن علي حمد كان ” مثاليا ” في سلوكه ناهيك عن طرحه السياسي .. نعم لقد ” افلتت ” من لسان الضيف بعض الكلمات التي ماكنا نود من امثاله ان تنزلق من بين شفاههم بهذه البساطة تجاه اخوانه في القاعة مهما بلغت درجة الاستفزاز , على اعتبار ان القيادي يجب ان يتحلى بالمرونة وطول النفس والبال معا .فقلد اخطأت يا صديقي حينما وصفت من ارتفعت اصواتهم ضدك بأن ” لا قضية لهم ..” وأخطأت ايضا حينما هددت بالاستعانة بالجنود ل ” البطش بهم ” وانهم قد قبضوا المال لكي يقوموا بما قاموا به !! .

غير ان أهم ما لفت انتباهي يا صديقنا العزيز هو طرحك السياسي الذي ارجو ان يتسع صدرك للاستماع الى بعض الملاحظات حوله :أولا : اختلف معك بالمطلق حينما تقول ان امامنا ” ثلاثة اشهر فقط ” كجنوبيين ان فاتت , فات القطار ! .. فان كنت تلمح الى ارتباط هذه المدة الزمنية ب ” مؤتمر الحوار الوطني اليمني ” حسب المبادرة الخليجية فهذه ” كارثة ” !! .. لأنه لاعلاقة لنا في الجنوب بهذه المبادرة ولا بحوارها الوطني الذي هو استحقاق سياسي لأبناء الجمهورية العربية اليمنية . خاصة وانت تعلم ان ” جميع ” واقول جميع الأطراف الجنوبية قد حددت موقفا (( سلبيا )) من هذا الحوار وقررت عدم المشاركة فيه . فهل لديك موقف آخر يا ترى ؟؟
ثانيا : لقد اقلقني كثيرا جدا تلميحك الى هذه الفترة الزمنية , ما يعني في اسوأ الظن ان المؤتمر الذي تحضرون له في عدن سوف تكون من مهامه تشكيل قيادة تكتسب شرعيتها منه لغرض السفر الى صنعاء لحضور ذلك المؤتمر الوطني !!… ارجو يا بن علي ان توضح هذه النقطة التي تقلقنا كثيرا , ومن باب حرصي الشخصي عليك اتمنى من كل قلبي ان يكون هذا الكلام لا اساس له من الصحة , وان تبقى عدن ومحافظات الجنوب مقرا لاقامتك الدائمة حتى التحرير والنصر ان شاء الله.

ثالثا : ان مصير الشعوب في سفر الجغرافيا والتاريخ يا بن علي .. لا يحدده .. ولا يرسمه .. ولا يقرره .. الا ابناء الوطن وحدهم .. لما لهم من علاقة وشيجة متجذرة وتاريخ الوطن وهويته , مهما كانت القوى الأخرى قوية ومهما كان نفوذها واسعا ومهما كانت حساباتها ومصالحها مع مصالح أهل الأرض .. انه حقنا الأزلي الذي لا يمكن ان نخضعه لحسابات اخرى خارج حسابتنا نحن ابناء الوطن وهي حسابات باتت واضحة وضوح الشمس في عز النهار ولا أظنك تجهلها يا صديقي العزيز ولا اعتقد انك لا تؤمن بها ايضا .. انها حسابات الحرية والاستقلال التي لا يملك شعب الجنوب سواها . ان الدكتور العزيز / صالح طاهر الذي كان يجلس الى جوارك في عتق , يعتبر من كبار الاكاديميين الجنوبيين المتخصصين في نظرية ( الحق ) .. فهل تاه الحق عن دكتورنا العزيز لنذكره اياه عله يفيدك بمعناه الحقيقي.

ختاما .. كنت ولا زلت استبشر خيرا بنشؤ تيار ” مثقفون من أجل جنوب جديد ” .. ولكني لم ارى لهذا التيار مما بشرنا به في بيان الاشهار .. سوى (( بيان الاشهار )) نفسه .. فأين انتم يا مثقفي الجنوب مما يحدث على الساحة ويحتاج مجهودكم وفكركم النير ومواقفكم الصلبة حتى لا تنزلق العربة الجنوبية الى ماضينا السحيق – التعيس عطفا على معطيات الحاضر المقلقة.


 * عدن الغد