fbpx
حين يرحل الطيبون!!

 

تناهى إلينا البارحة خبر وفاة الرجل  الطيب راشد محسن  حسين  القاضي رحمه  الله تعالى  لقد هدني الخبر وأثار حزنا عميقا في نفسي كان رحيله مفاجئا ومؤثرا فهذا الرجل لم يعط  حقه في حياته من التكريم والاهتمام مع انه كان ينساب بهدوء عطاء ونشاطا  وتواضعا ومعاناة.

أجل إنه راشد محسن  حسين زاملته تلميذا يكبرني بسنوات في مدرسة الرباط وعرفته شابا وكهلا  لكن الشباب لم يفارق حياته حتى وفاته فهو صاحب روح شبابية تربويه ونفسية رياضي وحساسية شاعر وانضباط عسكري وحرص قاضي.

سنوات طويله من عمره قضاها في حبيل الريده موظفا في المحكمة لم يشك  منه أحد ولم يختلف مع هذا أو ذاك رغم طبيعة عمله واحتكاكه بالناس   هادئا  طيبا كما تضع الدواء البارد على الجرح الملتهب وديعا يحب الناس ويحبونه.

لازلت أذكر حماسه وهو يتحدث عن فريقه الرياضي المفضل  من اندية الجنوب في الثمانينات  مجادلا ومفندا كأنه في مرافعة قضائية    فقد بعث حماسه ثقافة رياضية  حينذاك في جبل حالمين وظل يعشق الرياضة طول عمره وأسهم في تنظيم المسابقات الرياضية  في جبل حالمين و في حبيل الريده.كان رحمه الله كثير الشبه بابيه  الفقيد المرحوم بأذن الله محسن حسين القاضي ذلك الرجل العصامي الحكيم الذي نقش تاريخه في الصخر في المركز الرابع (حالمين) في مرحلة تأسيس مؤسسات الدولة في تلك المنطقة  النائية وفي تلك الظروف الصعبه والخطرة التي شهدها وطننا الجنوب ودولته الفتية  .لقد تولى الفقيد الأب محسن  حسين موقع قاضي محكمة حالمين في تلك الظروف الاستثنائية التي رافقت حركة الإصلاح الزراعي التي قامت بها  حكومة الثورة وما رافقها من  شطط وإشكالات لكن حكمة الرجل  القاضي نزعت  فتيل كثير من المشاكل وكان رحمه الله محل ثقة حكومة الثورة والمواطنين معا.

 لا  أحد ينسى ذلك الرجل النحيل الممتلىء عزما وهو يضع حقيبته  على كتفه ويمشي صاعدا من حبيل الريدة  نحو الجبل لا يلوي على شيء  حتى يصل الحوطة الرباط  مسقط راسه. وكذلك كان راشد ابنه فقيدنا اليوم رحمهما  الله جميعا.

خالص العزاء والموساة نتقدم بها هنا من خلال هذه الكلمة القصيرة إلى أبناء الفقيد راشد وهم شكري ولطفي ومحمد وإلى آل القاضي جميعا  وأهلنا الأحباء في قرية الرباط   قبيلة  التامي وإلى جميع محبي الفقيد ومعارفه في كل  مكان.

 انا لله وإنا إليه راجعون

 اللهم لا تفتنا بعده

ولا تحرمنا أجره

 واغفر لنا وله