fbpx
فلنضع السيد علي سالم البيض أمام التحدي الوطني

فلنضع السيد علي سالم البيض أمام التحدي الوطني

 د . عبيد البري 

بعد أن صارت الأزمة السياسية في اليمن أكثر تعقيداً ،الأمر الذي يتطلب من العقلاء السياسيين أن يدركوا  بأن حل هذه المشكلة الكبيرة سيسهل إذا ما تجزأت وفقاً لخصائصها الطبيعية والتاريخية والسياسية والاجتماعية . وهذا الأمر ، تحديداً ، يجب أن يكون من صلب الفكر السياسي للنخبة الحاكمة في نظام صنعاء ، ويعود عليها ! .

وفي الجانب الآخر ، للأسف ، هناك قيادات سياسية جنوبية سابقة أصابها التبلـُّد والخرف ، ظهرت بعد أن حقق الحراك السلمي الجنوبي نجاحاً سياسياً على الصعيد الداخلي والخارجي باعتبار ” قضية الجنوب ” قضية وطن ، لا قضية سياسية يمنية ، وذلك من خلال اظهار الحقيقة للرأي العام المحلي والعالمي ؛ فرأينا تلك القيادات التي ظهرت متأخرة عن الحراك الجنوبي تتخبط في آرائها  ورؤاها بين ” فك الارتباط ” والدعوة إلى ” إعادة صياغة الوحدة ” .. ففك الارتباط فيه تجاهل لنتائج الحرب ؛ أما دعاة الوحدة الفيدرالية فقد اعتبروا في رؤيتهم أن قضية الجنوب عبارة عن ” قضية سياسية بامتياز !” واعتبارها جزء من الأزمة السياسية اليمنية .

وللأسف أيضاً ، أن دعاة الوحدة الفيدرالية  ومن ورائهم ! ، عندما أدركوا عدم قبول رؤيتهم عادوا إلى رفع شعار ” الاستقلال واستعادة الدولة ” من خلال وحدة يليها استفتاء . فيلغون حالياً من خطابهم كلمة ” الفيدرالية ” إلى حين ! .. ولكن كيف نفهم أن ذلك إلا تضليلا علينا كشعب جربناهم وعرفناهم ؟! .. هل نصدق وثائقهم ، أم ننتظر نتائج سياستهم لعدة سنوات لا نعلم نهايتها ؟! . كل ذلك في مواجهة مباشرة – لا حياء – أمام المطلب الشرعي للشعب الجنوبي بكل تضحياته ، وأمام ثورته الشعبية الجنوبية .

إن أصعب المواقف على الشعب الجنوبي هو استغلال مبدأ التصالح والتسامح ، الذي جعل الشعب الجنوبي – وفقاً لقدسية ذلك المبدأ – لا يستطيع إلا أن يرحب بهذا أو ذاك ، إلى أن تعددت التيارات المرتبطة بأسماء عناصر في الخارج الجنوبي ، بعضها كانت لها صفة قيادية في الدولة الجنوبية السابقة  وبعضها لا زالت في العمل الحزبي في الجمهورية اليمنية . واللافت للنظر أن من أوجدوا هذا التعدد صاروا يدعون إلى ” وحدة الصف الجنوبي ” ، وهو حق أريد به باطل ! .. فيطلبون بعد كل ذلك ، من قيادة الحراك الانضمام إليهم  بدلاً من أن يلتحقوا بقيادة الحراك ومؤتمره لإقناع الناس برؤاهم .

أليس من الأفضل للشعب الجنوبي أن يدخل عصره الجديد بوجوه قيادية جديدة وأيادي نظيفة من أجل جنوب جديد ؟! .. أليس النظر المباشر في وجه أي عنصر قيادي سابق ، أو حتى في صورة له عبر وسائل الإعلام أو في الشارع ، لابد أن يذكـّر مواطناً جنوبي ما ، كل أو جزء من مرحلة سابقة قد يكون فقد فيها أقاربه أو أملاكه أو غير ذلك ؟! .. وإذا كانت القيادات السابقة قد قادتنا إلى الفشل ، فهل ستقودنا إلى أي نجاح ؟! .

إن الحل في نظري لكل ما طرأ على الحراك الجنوبي يمكن تجاوزه من خلال اتباع القول المأثور : ” لكل زمان دولة ورجال ” .. فهل يترك من كان له وجود سياسي – إلى يوم انطلاقة الحراك الجنوبي – فرصة قيادة ثورة الجنوب للشباب ، ويختفي عن الصورة نهائياً حتى يعيش غداً بأمان واطمئنان مواطناً في وطنه ؟! .. إنني أزعم أن ذلك لن يتأتى إلا بمراجعة الضمير ؛ وليس أي ضمير !! .. وأزعم أن السيد علي سالم البيض هو أول من يجب أن يغيب عن المشهد السياسي الجنوبي ، اليوم وليس غداً .. لأن غداً يجب أن يأتي بدون أي وجه سابق .. ولأن ذلك هو التحدي على المستوى الشخصي ! .