fbpx
دولة لا جماعة

 

يتهربوا من نقاش القضايا إلى السخرية من الحقيقة، وكيل الاتهامات على المتحدثين عنها، وهذا ما أجده لدى بعض الإصلاحيين.
ليس لي مشكلة مع الإصلاح بل أرفض شغلهم الوسخ في السيطرة على مؤسسات الدولة في تعز، وإرهاب كل معارضيهم.

بعضهم يسخر من الحديث الآن عن أخونة مؤسسات الدولة قبل تحرير تعز من المليشيات، ويعدوا الأمر من باب النكاية السياسية، أما أعضاء الإصلاح فلهم مواقف عجيبة مما نتحدث به.

مثلا اقول :
نرفض استحواذ الإصلاح على الدولة عبر أعضائه ومحسوبين عليهم لأنهم يشعلون نار الفتنة في تعز. وتأتي ردودهم كالآتي:

_ الإصلاح يقاوم وحيداً..
_ تقصد أخونة الشهداء والمقابر..
_هذا نغمة قديمة أسقطت الدولة
_ تريدوا تكرار تجربة الحراك في تعز..

_ أما التهم الجاهزة : أنت ناصري، أنت اشتراكي، أنت عفاشي، أنت حوثي!!!!!
لهذا وجب التوضيح :

أولاً :

جميع مكونات تعز تشارك في مقاومة مليشيا الإمامة، ولو كان للإصلاح دورا أكبر، فهذا يحسب له كحزب، أما الاعتقاد بانهم الحزب الأوحد فتلك مغالطة كبيرة.

من الغباء قراءة الحضور الفاعل لأي طرف بهذا الشكل، لأن المجتمع هو أساس المقاومة، ودور الأحزاب في تنظيم المجتمع لمواجهة الإنقلاب الإمامي.

ثانيا :

يجب أبعاد الشهداء عن النقاش حول قضية سياسية أو إدارية لأن حشرهم في الأمر يؤكد فداحة تعمد هؤلاء استغلال دماء أحرار دافعوا عن تعز وليس عن حزب أو بحثا عن مناصب.

استخدام الشهداء مبررا للسيطرة على المؤسسات تحط من عظمة التضحيات بالدفاع عن الجمهورية وتحولها إلى معركة لأجل مناصب ومكاسب سياسية.

وينسى هؤلاء بأن أغلب الشهداء مدنيين سقطوا بنيران مليشيات الحوثي وصالح، وهذه الحقيقة تدحض مزاعم بأن الاصلاح أكثر تضحية.

ثالثا :

الأخونة الكارثية في مرحلة الوفاق، ومخطط عفاش، وسلبية هادي، وتخاذل أغلب الأحزاب، والمواقف الخارجية تعد الأسباب الرئيسية التي مهدت الطريق لسقوط الدولة بيد الإمامة.

وخطر الأخونة في تعز وغيرها تعد تكراراً لأخطاء الماضي، وتعيد البلد إلى المربع الأول في عز اشتداد معارك الجمهورية ضد الإمامة.

كما أن انتقادي الأخطاء ليس جريمة بل واجب، و موقفي نابع من حرص على تجاوز أبناء تعز كارثة الماضي

رابعا :

من يتهافتوا على المناصب يدفعوا التعزيين للخروج ضدهم، ويثيروا نقمة الجميع عليهم، واي حزب أو جماعة أو فرد يعمل ضد إرادة تعز لن يحصد غير السراب.

ستخرج تعز ذات يوم ضد محاولات تحويلها إلى جربة خاصة بهذا الحزب أو الجماعة، وكل من يتوهموا بأن مشاركتهم في المعركة مبررا للسيطرة على حاضر ومستقل المحافظة.

تعز ليست عدن، ولكنها لن توقف مكتوفة الأيدي ضد تجريف القيم المدنية في المحافظة، وحالة الإستهتار تشعل الردود الشعبية على الآثمين الذين لم يقدروا معاناة المواطنين منذ بداية الحرب.

خامسا :

لا داع للهروب من الحقيقة، وتمييع واقع القضية التعزية المتقدة تحت الرماد الكوارث، وذلك عبر، توزيع التهم ضدي لأنها تهما غبية لا يقلبها عقل.

أنا لست مع صراع حزب مقاوم ضد آخر، وليس لي ارتباط من قريب أو بعيد بصالح أو الحوثي، ومواقفي معلنة من الطاغية والإمامة.

الشتائم لا تخيف أحد، وسيعجز الإصلاح وغيره عن اسكاتي بالسفاهة أو بالتهديد، بل يشعلوا نار النهاية عليهم جراء موقفهم المنحط ضد حرية التعبير، والأيام ستثبت لهم غباء تقديرهم للارادة السلمية التعزية.
تنويه :

مطلب أبناء تعز إعادة عمل مؤسسات الدولة وليس تمكين أعضاء جماعة أو حزب من قرار المحافظة، كما يعمل الإصلاح ” الإخوان سابقا” لو جاز التعبير!
ومثلما أقف ضد الحوثي واقول “دولة لا مليشيات “، سأقف ضد الإصلاح وشعاري” دولة لا جماعة”، ولن اصمت عن أي تهافت لدى بقية الأحزاب.

موقفي واضح مع إعادة مؤسسات الدولة، و أرفض المحاصصة في تعز، وننصح الإصلاح بعدم تكرار أخطاء الماضي، كما نطالبهم بالتوقف عن تسفيه الآراء، ورشق معارضيهم بالشتائم والتهم الجاهزة.
* محمد سعيد الشرعبي