ناتج للاوضاع المتراكمة والادوار المتبادلة والاراء المتباينة والاساليب الماكرة ، ومحاولة مصادرة حق تقرير المصير ، ومن هذا المنطلق ، فاننا ننبه ونحذر وندعوا ونرحب ونذكر ، بان لكل فعل رد فعل ، ولكل سؤال جواب ، ولكل داء دواء ، ولكل ظالم نهاية ، مهما بلغت قوته وجبروته وعدته وعتاده ، وتعرف الاشياء باضدادها ، والرجال بافعالها واقوالها ومواقفها ، وعليه فننبه .
اولاً : بان حق تقرير المصير ليس بيد احد بل بيد شعب عظيم يمتلك الحق دون سواه ، داخل مساحة جغرافية محددة المعالم ، فيها ولد وفيها وفي سبيلها يموت ، ومنها يبعث حياً .
ثانياً : نذكر القيادات الجنوبية في الداخل والخارج بانكم لاتمثلون فصيل او طائفة اوحزب او تجمع قبلي او عشيرة او منطقة ، بل تمثلون دولة كانت للامس القريب لها حضورها ومكانتها الاقليمية والدولية ومعترف بها ، ولكم قضية كبرى وورأكم شعب عظيم تربى على النضال والكفاح ، فدعوا ايديكم بايدي بعض واستقيموا على أمراً جامع يريده الشعب ويرتضيه ، بكلمة الفصل بينكم وبين الطامعين ، والحواريتم بين نظامين ودولتين ، وليس الجلوس مع المشترك على طاولة الحوار العبثي ، الذي لاياتي بخير مع قوم اكثرهم للحق كارهون فان لم يقبلوا ولن يقبلوا فلكم اعمالكم ولهم اعمالهم ، فقد حملتهم ارضكم الطيبة كرهاً وتضعهم كرهاً ، وحملهم وفصالهم عشرون عاماً .
بهذا ينبذ خلافكم وتكسبوا ثقت شعبكم ورضاه ، وبها تقيموا قضيتكم وتنتصروا لها ، وبها يحق الله الحق ويمحق الباطل وبها تتضح حجتكم الواضحة ، وحجتهم الداحضة ، وبها تنتصروا لقضيتكم ، وما عليكم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون .
لا لمزيد من الارهاصات والاخفاقات ، ولا مجال للخطاء ، بل يجب ان يصب جل اهتمامكم الحفاظ على وحدة الصف الجنوبي وحدة الارض والشعب والانسان ، فهو المرجعية الشرعية في أي نزاع او اختلاف وفاءً لدماء الشهداء ودموع الثكالى والايتام ، وانين الجرحى ، وآهات الاسرى والمعتقلين في زنازين سجون الاحتلال .
لا لمزيد من المراهقة السياسية والقرارات غير المدروسة والنرجسية وحب الذات (الانا) بل يجب التشاور والاخذ بالرأي والرأي الاخر والعمل بما هو صواب دون اقصاء او تهميش بقصد الغاء الاخر .
ان المنطلق الاساسي يجب ان يكون الشعب الجنوبي وقضيته العادلة ووضعها فوق كل الاعتبارات فهو صاحب الكلمة الفصل في أي خلاف او اختلاف .
ان النضال والعمل الثوري التحرري عملية مستمرة يكمل بعضها بعض ،وسلسلة متابطة ومتجانسة يجب عدم انكار أي دور يقوم به أي شخص او مجموعة من الاشخاص طالما وان الهدف واحد ، لهذا فمن الضروري إنجاح المؤتمر الذي دعا اليه الزعيم حسن احمد باعوم رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي ، كأول مؤتمر بغض النظر عن مستوى التحضير والاعداد والحضور ،بل نعتبره حجراً في بناءً شامخ نعد له ، وستكون هناك مؤتمرات اخرى بحسب ما دعاء اليه فخامة الرئيس على سالم البيض تكون مكملة وتبدأ من حيث انتهاء هذا المؤتمر.
من هنا يتم تجسيد مبدأ التصالح والتسامح في افعالكم واقوالكم ، وارجوا ان تستجيبوا لصوت العقل والمنطق ، وان تنظروا لؤلئك الشهداء الذين سقوا بدمأهم شجرة الحرية ، وضحوا بارواحهم الطاهرة في سبيل هذا الوطن .
