يعيش اليمن مرحلة حرجة ودقيقة في عمر التحول الديمقراطي وبناء الدولة الحديثة، والتي يكون للحوار فيها دور بارز في تخطي كافة العقبات التي من شأنها إفساد الحياة السياسية.

وتأتي تصريحات الرئيس عبدربه منصور هادي، التي أكد فيها أن حوار الطاولة المستديرة المرتقب في بلاده ستحضره كافة القوى السياسية وسيناقش كافة القضايا، لتؤكد أهمية هذه الخطوة وضرورة مشاركة كافة القوى فيها، بشكل فعال وبناء وبروح يسودها حب الوطن والبحث عن مستقبل يحقق تطلعات اليمنيين نحو حياة كريمة.

 وليس هناك وصف لأهمية الخطوة أبلغ مما عبر عنه هادي، حين قال إن بلاده «على أعتاب الولوج إلى أهم إجراء وطني، والمتمثل بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ستشارك فيه كل القوى والفعاليات السياسية والحزبية، وعلى طاولة مستديرة يتم فيها نقاش كافة الملفات».

 إن كافة القوى السياسية في اليمن مدعوة لمد يد العون للرئيس هادي، من أجل إنجاح الحوار والعبور بسفينة هذا البلد الشقيق إلى بر الأمان، بعد أعوام من المعاناة حولت ما يقرب من 50 في المئة من هذا الشعب العربي الشقيق إلى خط الفقر. إن الجميع مطالب بتقديم مصلحة اليمن العليا على ما سواها، والعمل بجد واجتهاد من أجل بناء دولة ديمقراطية دستورية.

 يجب على كافة القوى السياسية الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الإنسانية المتردية التي يعيشها كثير من المحافظات اليمنية. كذلك يجب استثمار الدعم العربي والدولي لهذا البلد الشقيق، واستغلال الاصطفاف العربي والدولي إلى جانب القيادة السياسية الجديدة، من أجل إزاحة كافة العقبات التي تقف حجر عثرة أمام استكمال المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية كاملة دون نقصان، حتى يعود «اليمن السعيد» سعيداً.

 إن اليمن على أعتاب مرحلة تاريخية، وعلى كافة قواه السياسية والمجتمعية المضي قدما نحو بناء دولة المؤسسات، التي من أجلها انتفض اليمنيون وثاروا على النظام السابق.

 إن نجاح الحوار اليمني من شأنه أن ينعكس إيجابا على كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية، ومن شأنه تفويت الفرصة على المتربصين.