fbpx
فانتازيا الخطاب القبلي ! فريدة أحمد
شارك الخبر

أينما يوجد التسلط والخضوع والانقياد نجد القبيلة, وأينما يوجد العجب والغرابة والتسلية فهناك الفانتازيا, والاثنين اجتمعا مؤخراً في نادرة جاءت على لسان الشيخ صادق الأحمر في مؤتمر قبائل اليمن, عندما هدد الجنوبيين بشن الحرب عليهم إن لم يدخلوا في الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة اليمنية, وكأننا بهذا الخطاب البدائي نعيش في عصور الظلام ليظن الأحمر أننا سننقاد لبيت طاعته الذي اعتاد أن يحشر فيه من يشاء من البشر هو وأخوته, كما هي طريقتهم في حشر أنوفهم في صنع القرار السياسي الذي هو بعيد عن تهريجهم المستمر وخروجهم الفج عن واقعية الظروف والمعطيات السياسية الحالية.

أثار حفيظتي قول أحد المتعصبين الشماليين لتصريحات الأحمر عندما قال بأن هذا الخطاب التهديدي أرعب 7 مليون جنوبي لدرجة أن جعل فرائصهم ترتعد من الخوف والهزة, كما أضحكني أحد الجنوبيين عندما رد عليه متهكماً, إذاً لا فرق بينه وبين المغنية هيفاء وهبي التي تهز الملايين بغمزة .

مسكين أنت أيها المواطن الجنوبي من أين تجدها, تتخلص من عنجهية وكذب الخطاب السياسي الرسمي, ثم ما تنفك عنه لتأتي إليك عصبية الخطاب القبلي التسلطي, الذي يؤمن بأن الغزو والسبي هو روح القبيلة وأساس التفاخر بها.

نتذكر أيضاً الشوفينية التي ظهر بها حميد الأحمر على قناة الجزيرة في 2009, عندما أقرّ بطغيان القبيلة على الدولة بقوله: ورائي حاشد, ناسفاً بذلك كل المبادئ والقيم التي كان يتحدث بها عن المظلومية والحقوق أثناء البرنامج, وهي الحقيقة الوحيدة التي نشكره على إفصاحها كرجل أعمال, استطاع أن يدير مشاريعه بالهيمنة القبلية متجاوزاً الدولة, ما يثبت أن هذا الموروث الجيني الذي ورثوه عن آباءهم وأسلافهم, اختلط لدى البعض منهم وقلب مضامين ومفاهيم العصر الحديث, لتتحول الديمقراطية في منظورهم إلى ثقافة تعني حمل السلاح وشن الحروب والتهديد, وهو ما فعله والدهم الأكبر المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر عندما هدد الصحفيين بعد عام 94 في إحدى جلسات البرلمان آنذاك بأن ( من كتب يُلبج ), وبعدها لُبج الدكتور أبو بكر السقاف عن مقاله الشهير ” فتح الجنوب والاستعمار الداخلي” , ليكون أول صحفي يُضرب في اليمن, حتى أن الصحفي سعيد عولقي صاحب العمود الفكاهي في جريدة الأيام حينها, تضامن وتغنى باللبج قائلاً : يا سماوات بلادي لبّجينا .

ألا تستحق منا مثل هذه التصريحات الهوجاء كجنوبيين أن نوحد كلمتنا وصفوفنا جماهير وقيادة ؟ ألا يستحق منا هذا الصلف والتجبر الالتفاف حول بعضنا البعض والمضي قدماً بوصية الشهداء الأطهار بعد سنوات من الهوان الذي مورس على المواطن الجنوبي الأعزل حتى فاض به الصبر والألم؟

بل يستحق ويستحق, حتى نحقق النصر بإذن الله ونستعيد كامل التراب والحقوق, فالإيمان بقضيتنا زادنا والوحدة الوطنية الجنوبية سلاحنا .. قال تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) صدق الله العظيم.

أخبار ذات صله