fbpx
في المعلا وردفان كيف أسقط الحراك خصومه

 

على مناهضي الحراك الجنوبي و الحالمين بأفول نجمه ان يعيدوا حساباتهم ,وان  يبتكروا طرقا وأدوات جديدة لشق صفوفه,هذا ما اكدته  الحشود الكبيرة التي تجمعت صباح اليوم ومساؤه في ردفان والمعلا احياء لذكرى ثورة اكتوبر.

حالة التلاحم والتماسك التي أبدتها جماهير الحراك,كشفت خطأ الآلة الاعلامية وصناع  الأزمات في بعض الاحزاب والقوى التى حلمت بشق العصا  وهللت لمجرد عقد فصيل للحراك مؤتمرا دون مشاركة الآخرين وجعلته وكأنه النهاية الحزينة والفصل الأخير من رواية استمرت احداثها لأكثر من خمسة أعوام.

لا أتصور أن منظر تلك الجماهير الغفيرة التي احتشدت في المعلا وردفان  سيفارق مخيلة  من تشفوا وابتهجوا ونفخوا الكير قبل هذا اليوم بحثا عن الفتنة والقيل والقال وكأن الوطن مجلس عجائز بلغن  الخرف  أو مزق قلوبهن الحسد.

         الأرجح أنهم سيبحثون عن بدائل ووسائل أخرى وما أتمناه هوأن تكون وسائل شريفة ولا تخالف شرع الله كالعادة وإن كنت أنصحهم أن يتعاملوا مع الحراك شعبا قبل القيادة باعتباره قوة حقيقية وفاعلة على الأرض وأن محاولة تجاوزه ليس سوى حالة من العبث ومضيعة للوقت وتعسف للواقع.

    في الاتجاه الآخر هناك رسالة أخرى وجهتها الجماهير التي عزفت  عن الهتاف للإفراد أن فهمها ساسة الحراك   فأنهم  سيعيدون حساباتهم وأن تستقر عقيدتهم على أنهم امتداد لهذا الشعب وأنه  هو الصوت وهم الصدى وليس العكس وأن يدرك المغرمون بالسيادة والظهور على حساب الجموع الغفيرة الفقيرة أنهم ليسوا شيئا وأن الناس مع من يستطيع أن يكون الرافع والحامل الأمين لقضيتهم  كائن من كان  وما عدا ذلك سيكونون مجرد رجال عبروا  في الطريق  ثم حادوا عنها في حادثة سير  أو حصى صغيرة في جبال مليئة با لصخور.

     الألاف التي أحتشدت اليوم تحدثت للعالم أجمع بكل اللغات وحري بالجميع أن يصغي إليها,واستنادا إلى هذا  لن يكون من العقل أن يبحث الراعون للمبادرة الخليجية عن بديل يحاور نيابة عن هؤلاء  الإبرضاهم وان تم تجاهلهم ففعل كهذا تصرف غير حصيف وغير منصف ولا يعبر سوى عن  حالة من عدم الوعي لحقيقة الأوضاع.

       على الضفة الأخرى سيخطئ الساعون بهلع لتنصيب أنفسهم اوصياء على القضية الجنوبية  من احزاب أوتجمعات مدعومة من  هذه الاحزاب لو انهم وهم يشاهدون كيف تبددت أحلامهم اليوم أمام  وحدة الجماهير وتماسكها   ظلوا على ذات الحال من الاستكبار و استمروا على استعباطهم  اذ من المهم أن يعترفوا بالواقع ويقروا به وإن كان مرا عليهم إن هم اعملوا العقل والمنطق وان اصروا على استعباط انفسهم  فتلك مثلبة فيهم  ولا شأن للقضية بهم ومن العبث الإنصات اليهم من أي جهة تسعى لوضع الحلول للمشكلات الكبرى.

    لم يكن أكثر المتفائلين في الحراك الجنوبي يتوقع  في ظل الهجمة الشرسة التي تعرض لها  في الفترة الأخيرة أن يكون حضور الجماهير بهذا الزخم  وكذلك هو الحال مع المتابعين والمراقبين  لذا من  الفضيلة ان يعترف خصوم الحراك قبل أصدقاؤة ان واقعا حقيقيا قد تشكل على الأرض  وأن على الجميع التسليم والاعتراف به دون مكابرة  وأن عليهم  أن يدركوا مخاطر استمرار تجاهل إرادة قطاع ضخم من المجتمع وما قد ينجم عنه ان هم لجأوا الى خيارات أخرى غير خيار النهج السلمي .

 ومن هنا على العقلاء في كل الأحزاب و التيارات في االشمال قبل الجنوب أن يسموا الأشياء بمسمياتها وأن يساعدوا النخبة على تجاوز مربع التعالي وخداع النفس والبحث عن الذهب في مدافن الفحم ,

   على الجميع أن يؤمن أن الأمور لاتسير دائما كما  نريد وإنما كماهو مقدر لها , وأن القضايا الكبرى لاتعالج  بالتآمر ونكران الحقائق والاستعلاء  وفرض الوصاية على الناس وتزييف إراداتهم .