وتبقى غرفة عدن يا شيخ صريمة

نجيب محمد يابلي

الشيخ المسن أحمد بن فريد الصريمة صاحب مسيرة عامة وخاصة تميزت بالتفوق الذي خطه أولاً في مدارس عدن ومروراً بتخرجه في الجامعات البريطانية وانتهاء بإنشاء شركة خط الصحراء التي أنشأها في سلطنة عمان.

بقدر ما عرف عن هذا الشيخ الفاضل من لمسات حانية وكريمة مع قضايا تستحق الرعاية مثل التفوق التعليمي الذي يؤهل صاحبه لدخول كلية الطب في دولة مثل بريطانيا إلا أن قوى حاقدة في صنعاء حالت دون ذلك فانبرى لها الشيخ الصريمة وتبنى صاحبها الأمر الذي أثار حفيظة الحاقدين هناك وأرسلوا ذلك النابغة للدراسة في بريطانيا، وكما أسلفنا إنه بقدر ذلك من اللفتة الكريمة، إلا أنه عرف عنه روحه المقدامة التي تجلت في خوضه المزايدة العالمية مع شركات كبرى منها أمريكية للبحث عن السفينة الكنز في البحر العربي المقابل للسلطنة وهي سفينة أمريكية أغرقها الألمان في الحرب العالمية الثانية وهي محملة بنقود ذهبية أو فضية لا أذكر تفاصيلها الآن وخاض الشيخ الصريمة المغامرة واستقدم للغرض خبراء بريطانيين وأبرم عقوداً مع سلاح الطيران الفرنسي في جيبوتي في عملية البحث ووصل الشيخ الصريمة إلى الكنز وأذهل الدوائر المختصة في العالم أجمع عامة والأمريكية خاصة، فهنيئاً له ذلك الفوز.

طرق الشيخ الصريمة مؤخراً باباً إضافياً في سلسلة أعمال البر التي يقوم بها ذلك إن رصد مائة ألف دولار لعلاج مرض السرطان من الجنوبيين وإذا ذكر له إن أمواله تصرف لمستحقيها وبشفافية فإن الرجل عازم على مضاعفة مساهماته.

إلا أني أود إثارة قضية شغلتني كثيراً وهي قضية مبنى الغرفة التجارية الصناعية بعدن الكائن في شارع ساحل أبين بخور مكسر وبدلاً ما أن يكون غرفة عدن صاحبة أكبر الموارد باعتبارها غرفة العاصمة الاقتصادية والتجارية شأنها في ذلك شأن كراتشي وبومي ومرسيليا ونيويورك إلا أنها همشت في ظل الدولة الرخوة وفي ظل التمييز الممنهج لمدينة عدن ومينائها ومطارها واستقرارها وأمنها وغرفتها التجارية.

في ظل ذلك التهميش والحرب على عدن وغرفتها تراجع عدد من رجال الأعمال في محافظات شمالية عن التزامهم بدعم المشروع وهناك من أراد المقابل لمساهمته، فترى غرفة عدن كاليتيم في مأدبة اللئام، الأمر الذي اضطر معه شيخا الغرفة الجليلين محمد عمر بامشموس رئيس مجلس إدارة الغرفة وعبدالله سالم الرماح نائب رئيس المجلس لشئون التجارية إلى السفر بعد أيام إلى المملكة العربية السعودية لجمع تبرعات من الأشقاء هناك.

أقول للشيخ الصريمة: أنت ابن هذه المدينة الطيبة والوفي لها دوماً وأبداً وهي المدينة العريقة التي تحتضن أعرق غرفة تجارية في المنطقة التي تأسست في 26أغسطس 1886م (أي قبل 126عاماً) وسيطّلع الشيخ الصريمة يوماً على وثيقة تأسيسها والتي أهدافها للغرفة سعادة سفير صاحب الجلالة البريطانية بمناسبة احتفال الغرفة بذكرى تأسيسها في 26أغسطس، 1996م (أي بمرور 110أعوام على تأسيسها) وهي مفكرة لكل أبناء الجنوب ولا عزاء للحاقدين عليها.

أهيب بالشيخ الجليل أحمد فريد الصريمة بالتبرع لمشروع استكمال المبنى بالصورة التي تضمن له إنفاق ماله بشفافية وأمانة في صلب المشروع وسيجد من الشيخين الجليلين كل ما يرضيه فهما أهلان للثقة وهي حقيقة لا تقبل الطعن.

جزاك الله خيراً يا شيخنا الفاضل أحمد بن فريد الصريمة.