fbpx
قادة وسياسيو اليمن

قضية ان يكون الشعب والناس والمجتمع والمواطن ادوات مؤثره وفاعله في بناء الوطن والتحليق عاليا في صناعة دولة مؤسسات وانظمه ورعاية قضايا البلد.. كل هذه امور ومفردات لم تنضج بعد ولم تصل يوما الى مستوى الايمان الحقيقي والمشاركة الحقيقة الفاعلة في بناء الوطن..

هذا جانب مهم جدا جدا وهو عامل رئيسي تمكنت الكثير من البلدان من تحقيقه الأمر الذي جعل الاوطان ترتقي بتجانس هذه المفردات بينها البين ولا تجد بينها اي تصادم فكري ولا اخلاقي ولا تنموي بل على العكس تجدها جميعا تسير في اتجاه متطور ومتنامي على الدوام..

مثلا: سلوك سيئ يراه الناس في المؤسسة او في الشارع او في الأمن او في نهب ثروات البلد.. اذا حدثت هذه الامور تجد ان هناك رفضا جماعيا وسخطا كبيرا من كل الناس والنخب والمواطنين والقضاء فسياسة الهرم هي من ترفض هذا فتجدهم .جميعها يتعاونون ضد الخطاء والفوضى وزعزعة الامن.. بمعنى اخر انك لا تشاهد في تلك البلدان المتطورة ان هناك من يدافع ويحمي سلوكا مشينا وفسادا فاضحا وبلطجة.. هذا بالنسبة لهم عقبه كبرى تضر الجميع وتمس رب الأسرة والعائلة والطفل وتدمر مصالح وخدمات الناس وتشرع لقانونية الدمار والخراب.. وهم بذلك يحاصرون اتساع اي امراض وأوبئة تضر بحياتهم.. هم يريدون حياه خاليه من المتاعب والنهب والتخلف.. ولهذا ومع استمرار التكاتف لمحاربة الاعوجاجات والاختلالات فهذا يحد ويمنع من ظهور او انتشار مثل هذه الظواهر الامر الذي ينتج لك طهارة في العمل وصدق في المشاركة وامانه في تحمل المسؤوليات ويصير سلوكا طبيعيا..

الجانب الاخر هم سياسيو اليمن وعلى مر التاريخ نجد انه لم يتبوأ رئيس دوله لقيادة البلاد واضعا امامه ايمان حقيقي وقناعه في البناء والتنمية ورفع شأن البلاد اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا والأخذ بالوطن والمواطن الى العدالة والمساواة وكرامة المعيشة وبناء انظمه صارمه تحارب ضعفاء النفوس والفاسدين واحالتهم للقضاء وتطهير البلاد من شتى السلوكيات المخربة..

هذه الامور المهمة لم تظهر في اي برامج حقيقيه لمعظم الرؤساء.. بل ظلت الكثير من المخالفات والنهب والوساطة والمحسوبية والشللية وغياب القوانين وكثير من الاختلالات ظلت تعمل في عز النهار ولا يستطيع احد من الناس ولا المجتمع ان يتجرأ حتى للنقد والعتاب بسبب سطوة الهرم ومساندته للفوضى..

وهنا مربط الفرس وعصارة كل ما اريد ان اوضحه وهو ان الرؤساء والسياسيين قد اسسوا لمنظومه متكاملة من الفساد تعمل تحت حماية الدولة (( عيني عينك)) ومن هنا تجلى لكثير من الناس ان الدولة هي من تشرٌع للخراب وتدمير القوانين وخلخلة الدولة وافقادها كيانها فهرول الكثير من الناس( الا من رحم ربي) تجاه هذا النمط الجديد من الحياه والانغماس في هذا البلاء المستطير فاتسعت فجوة التجاوزات والنهب وكل هذا هو بمجرد برنامج عمل يقوده الرؤساء ورجال السياسة..

ثم ضاع كيان الدولة وهيبتها وانتهز السياسيون بدهاء هذه النتائج التي خلخلت المجتمع وراحوا يشيدوا امبراطورياتهم ومصالحهم دون حسيب ولا رقيب وحصدوا كل ثروة الوطن في الوقت الذي يشاهدون الخراب والمآسي والمظالم تنخر الوطن والناس وتجلدهم دون رحمه ولا وازع لضمير مسؤول..

وهكذا صار الخروج من هذا النفق المظلم امرا صعبا ومعقدا وشائكا يتطلب الكثير والكثير من صفات رئيس مؤمن وصادق بمسؤوليته تجاه الناس وهذا طبيعي ان ينشأ بجانبه سياسيين نظاف يعملوا لتحقيق برنامج للبناء ويرفضون رفضا قاطعا كل برنامج يضرب الوطن والمواطن جملة وتفصيلا..

وهذه المعضلة والتخبط الذي نراه امامنا هو نتيجة طبيعية في ان ترى كثير من الرؤساء والاحزاب والسياسيين واصحاب المصالح ان يتمسكوا بأسنانهم وقلوبهم في الدفاع عن ارثهم ومجدهم التخريبي الذي اسسوه ومستعدين ان يموت الوطن والمواطن عن بكرة ابيه ولا يبالون بشي..

وهذه هي الكارثة والنكبة الكبرى حينما يتبوأ رئيس وسياسيين لحكم وقيادة بلاد لعقود من الزمن وبداخلهم مرض وأيمان واسع ان الدمار وتشتيت مصالح الناس هو البرنامج الامثل لقيادة الشعوب لا غير .