fbpx
قراءة في تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي

 

أ.د. خالد مثنى حبيب

لقد أتى تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت صعب وظروف بالغة التعقيد ليس على المستوى المحلي فحسب بل والمستويين الإقليمي والدولي, ومع ذلك فهو يمثل نموذجا سياسيا فريدا في المنطقة من حيث الآلية المتبعة في تشكيلة والتأييد الرسمي والشعبي له, والأسس التي ارتكز عليها والتي يمكن تفنيدها بالآتي:

1 سحب عناصر الشرعية اليمنية المحسوبين على الجنوب من محافظين ووزراء, والتي تتذرع بهم الشرعية في استمرار ما يسمى بالوحدة اليمنية, فإن انسلاخهم باتجاه الجنوب سيفشل الشرعية على ارض الجنوب ويحقق فك الارتباط بين الدولتين بصورة تلقائية. وهذا أهم عامل أستند عليه القائد عيدروس الزبيدي باحتواء المحافظين والوزراء الجنوبيين بغض النظر عن نزاهتهم او فسادهم وبغض النظر عن نسبة نجاح هذه الخطوة فهي تعكس حسن النوايا والسبق بالمبادرة وتنفيذ الشراكة وهي خطوة ضرورية لها الأولوية في هذه المرحلة

2 التمثيل الوطني والجغرافي للجنوب من خلال تطبيق فعلي للشراكة الجنوبية واستيعاب كل الطيف الجنوبي من مشائخ وسلاطين وسلفيين واحزاب سياسية وحراك شعبي وشخصيات اجتماعية … الخ.

3 تطبيق فعلي للتصالح والتسامح الجنوبي من خلال استيعاب العناصر التي ظُلمت في الماضي من جراء الصراعات السياسية ما قبل عام 67 وما بعده , وبالمقابل استبعاد كل القيادات الجنوبية القديمة التي شاركت بحكم الجنوب ولها بصمات في الصراعات السياسية ولازالت في محل خلاف.

4 مراعاة الإقليم من خلال اختيار العناصر المقبولة خليجيا لاسيما للتحالف العربي.

5 اختيار متكامل للشخصيات ذات الثقل العسكري والتأييد الشعبي والتأثير الديني والكفاءة السياسية.

6 مراعاة ضمان وحدة الجنوب وقطع الطريق على محاولات الشرعية اليمنية لتقسيم الجنوب الى إقليمين من خلال إعطاء تمثيل عالي ومتساوي بين عدن وحضرموت.

7 التأكيد على الشراكة الحقيقية مع المجتمع الدولي من خلال الالتزام بمكافحة الارهاب, وتطمين دول الخليج العربي بمحاربة المد الايراني في اليمن.

8 تماشي القرار وخطواته الاجرائية المدروسة مع سياسة التحالف العربي من زوايا عدة بما يعزز الثقة المتبادلة ويوفر الدعم اللازم لقضية شعب الجنوب ليس من قبل التحالف فحسب بل من قبل الاقليم والعالم.

9 إنبثاق هذا المجلس عن ارادة ثورية وشعبية جنوبية غير مسبوقة منذ عام 67 م, فرئيس المجلس القائد عيدروس الزبيدي – شخصية قيادية كاريزمية ذات كفاءة واقتدار جمعت بين القدرات النضالية والتنظيمية والسياسية والاخلاص لقضية الجنوب –حُضي بالإجماع وانعكس ذلك ايجابا على تشكيل المجلس وتأييده.

وعلى هذا الاساس فأن قرا تشكيل المجلس يُعد قرارا حكيما وسياسيا بامتياز تعاطى مع كل الشروط المطلوبة لاستمرار نجاحه , وما يتطلب من الجهات الرسمية في الجنوب مثل المجالس المحلية والمرافق الحكومية المؤمنين بقضية الجنوب الا الاسراع في تأييده.