fbpx
رعاة أم ذئاب

 رعاة أم ذئاب

منصور صالح

       حينما صاغ  رعاة المبادرة الخليجية مبادرتهم, كان  كل همهم إن يجدوا مخرجا لطرفي الصراع على السلطة في الشمال فلم تتسع مبادرتهم  لسطر واحد يتناول القضية الجنوبية  ولو من باب كلمة ولو جبر خاطر, ومثل الرعاة كان المشمولون بالرعاية اشد تجاهلا لهذه القضية وأكثر حرصا على الانتقاص من أهميتها.

يومها استفز كثير من الجنوبيين هذا التجاهل غير المبرر لقضية بهذه الأهمية وهذا الحجم  لكن أحدا لم يأبه بهم  إذ إن العالم والإقليم  كانوا مشغولين بتأمين مصالح  الفرقاء السياسيين للاستمرار في الاستئثار بالحكم  والثروة وبالتالي ضمان استمرار الولاء والهيمنة على هؤلاء من أولياء النعم بعد ضمان وأد ثورة الشباب والضرب بمطالبها  ودماء ضحاياها عرض الحائط.

كان الجنوبيون وبحسن نية يظنون إن العالم والإقليم ربما عمد إلى تأجيل النظر في قضيتهم إلى حين ميسرة وحتى تستتب الأمور  فتقدم لهم مبادرة خاصة بهم تضمن لهم حلا عادلا ومرضيا ,لكن الرعاة اثبتوا,أنهم يقفون  مع الذئب في مواجهة القطيع المغلوب على أمره , ان لم يكونوا هم الذئب ولكن في جلد حمل ,بعد إن كشروا عن أنيابهم وصار بعضهم يتحدث بلغة صادق الأحمر يهدد ويتوعد وآخر بلغة الماوري منظرا عن أهمية المشاركة في الحوار دون شروط.

 انها لغة غير حصيفة ومنطق اعوج من سياسيين  مخضرمين حينما يدعون الجنوبيين  للمشاركة  دون شروط ودون ضمانات في حوار يعرفون مقدما إن الهدف منه نسف قضيتهم  والقضاء على ثورتهم  وتسليم الجنوب مرة أخرى لقمة سائقة  إلى أفواه من أكلوا لحمه ومصوا دماءه لأكثر من ثمانية عشر عاما.

ولعله من المضحك المبكي إن يتفق منطق مشائخ القبائل من رموز التخلف  والنهابة وزنادقة الأحزاب مع منطق جهابذة السياسة الدولية في التعاطي مع هذه القضية  المهمة والبالغة التعقيد في تكريس مبدأ الظلم والسحق لهذا الشعب من خلال الحرص على تفويت فرصة الحل المنصف لقضيته.

ترى لماذا تجاهل رعاة المبادرة الخليجية الجنوب إثناء تفاقم أزمة الشمال ,ولماذا صاروا اليوم يؤكدون إن الحوار الوطني اليمني الذي يمثل احد أهم مراحل تنفيذ المبادرة لن يتم ولن ينجح ما لم يشارك فيه الجنوبيين ولكن دون شروط  ولماذا لا تقدم الضمانات الكافية للجنوبيين التي يمكنهم من خلال الاستناد إليها ان يضمنوا إن يكون الحوار حقيقيا لامجرد استدراج الى الإسطبل الذي غادره الشعب بفضل تضحيات الآلاف الذين سقطوا بين شهيد وجريح وأضعافهم بين معتقل ومطارد ؟؟؟؟؟

أسئلة كثيرة مثيرة للريبة ينبغي إن يجيب عليها الرعاة للمبادرة للخليجية  ليثبتوا هم أولا حسن نواياهم ويزرعون بوادر الثقة في نفوس الجنوبيين ,وبالتالي يمكن اعتبارهم  رعاة منصفين بالامكان الاعتماد عليهم للخروج بالحلول المرضية لشعب الجنوب .

لن يكون من الحكمة إن يشرح الجنوبيين لرعاة المبادرة الخليجية وللممثل الأممي ما عليهم فعله, فهم أدرى  لكنهم إن تمادوا في استغفال هذا الشعب والحديث بمنطق حميد أو صادق أو اليدومي  ولكن بلكنة مغربية أو خليجية فحينها من حق  الجنوبيين إن يبينوا لهؤلاء إن  الكيل قد طفح وان ما ترهبوننا به لن يكون أسوأ مما قد مضى فافعلوا ما بدا لكم إن الغريق لايخشى من البلل.