fbpx
الانتخابات المعمدة بالدم !!

الانتخابات المعمدة بالدم !!

باسم محمد الشعيبي

انتخابات معمدة بالدم وتزوير مسبق بوسائلها وأدواتها كالكشوف الانتخابية التي ظلت قوى المشترك ترفض الانتخابات بحجتها ، تخوين وحملة مسمومة ضد كل من رفضها ، ثم التغيير والكذب المبدئي الذي سمعناه في عملية القراءة الأولية لسير العملية الانتخابية في تصريح رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد حسين الحكيمي والذي أكد فيه أن الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت حققت نجاحاً كبيرا فاق كل التوقعات ملفتاً النظر إلى أن اللجنة وفرت 13 مليون بطاقة اقتراع بزيادة ثلاثة ملايين بطاقة عن قوام السجل الانتخابي وبسبب الإقبال الكبير للناخبين ترتب عليه نفاذ بطائق الاقتراع في الكثير من المراكز مما دفع باللجنة العليا إلى نقل بطائق اقتراع إضافية بالطائرات العمودية إلى محافظات عدة شهدت هذا النقص ( ذكر من بينها عدن ) .

هذا التصريح ليس عادياً ولا يجب أن يفوت على ذا عقل … فقد حكم الحكيمي على عملية الانتخابات التي أجريت ومسبقاً بثابت التزوير بل و بصورة فجة وممجوجة ومستهجنة تدعو إلى سخرية العالم بكل أهلها وبكل من يؤمن بها ، وهي نظرة دونية يستحقها كل من سيؤمن بنتائجها فشعب مقهور مغلوب خرج من عهد التزوير والدجل والتدليس ليستفتح عهدا آخر بكذب وتزوير افضع منه واسوء يستحق الشفقة ويستدر الدمع والرثاء.

دعونا نحلل معاً ونستشف ماذا يعني أن تطبع وتوزع 13 مليون ورقة اقتراع (احفضوا هذا الرقم جيداً ) وماذا يعني نفادها من العديد من المراكز الانتخابية والتي دفع باللجنة لتوريد إضافي لها !!

** استناداً إلى المعلومات المقدمة من الجهاز المركزي للإحصاء واعتماداً على الإسقاطات السكانية و على التوزيع العمري لتعداد 2004م نجد أن عدد الأطفال بحسب الفئة العمرية من ( 0 – 10 سنوات ) بلغ ستة مليون ونصف المليون تقريباً وبشكل أكثر دقة (6569630 نسمة ) …. ولذلك ومن غير جهد في التفكير سنستنتج أن هذا العدد من اليمنيين لم يبلغوا وحتى اليوم السن القانونية التي ستمكنهم من الإدلاء بأصواتهم لتزكية هادي و لذلك سيتم استثنائهم من إجمالي عدد السكان اليمنيين المقدر وبحسب الإحصائيات ذاتها بـ 19 مليون ونصف المليون نسمة (19,685,161) ولذلك سيتبقى لنا قرابة 13 مليون نسمة مع التنويه إلا أن كل من ولد ليلة وبعد ليلة التعداد السابق مازال أكبرهم ابن ثمان سنين اليوم وهولاء أيضا غير مسموح لهم بالتصويت ..!!

الآن بعد هذا نستنتج أن عدد كل اليمنيين الذين يحق لهم التصويت رجالاً ونساءاً من عمر الـ 18 حتى ارذل العمر بما فيهم أنا وأنت وصديقي وصديقك إخواني وإخوانكم أبي وآبائكم … حوثيين وحراكيين …مؤتمر ومشترك وقاعدة في الشمال والجنوب في الريف والحضر في الصحاري والجبال والوديان هو 13 مليون نسمة وهن عدد البطائق الموزعة بالتمام والكمال فقط من دون إضافة ما رُفدت به بعض المراكز عبر الطائرات العمودية .

انتظروا يا سادة فالحسبة لم تكتمل بعد والغريب قادم وهناك شيء سيكون أكثر غرابة هو انه ومع هذا العدد من البطائق الإنتخابية سنستنتج أعجوبة لم تحدث لأمة من قبلنا وهي ان اليمن ومنذ 8 سنوات لم يشهد حالة وفاة واحدة ؟ إي نعم ففي مقياس الـ 13 مليون بطاقة التي وزعت وُامد فوقها بالمزيد سيكون كل من كان عائش في 2004 لا يزال اليوم حي يرزق ليس هذا فقط بل وذهب للتصويت لهادي رئيساً توافقيا لليمن !!!

يهناك يا هادي فلست من حُقق له معا توافق صالح وعلي محسن … احمد علي والشيخ حميد .. طارق والشيخ صادق … القبيلة والدولة علماء الدين والدنيا بل توافق عليك ايضاً حتى الأحياء والأموات في قبورهم فقد طبعت لهم بطائق ليصوتوا بها …!!

مؤلم حقيقة هو واقع الحال وقاسية هي عملية التبهيم التي تحدث لهذا الشعب المغلوب على أمره … الشعب الذي اُخرج يوما ليهتف ” الشعب يريد إسقاط النظام ” فدارت الأيام فوجد نفسه يهتف ” الشعب يريد عبدربه منصور ” …. مسكين هو وعيه فلم يعنه حتى ليعرف ان عبدربه منصور هو جزء من ذلك النظام الذي كان يطالب بإسقاطه …. لم يكذب الثائر خالد الآنسي حينما وصف عملية الانتخابات باستحمار الشعب وأضيف لكلامه أن عملية الانتخابات هذه هي اكبر عملية إستغباء حدثت لشعب في قديم أو حديث … بالأخير لا يسعني إلا أن أقول و بكل جوارحي … أنا افتخر بجنوبيتي … افتخر أني من شعب كان عصياً على التبهيم … اثبت أن قراره بيده ومساره وحده من يحدده … الف كلمة والف مقال والف خطبة لن تصف شعوري وفخري بهذا الإنتماء العظيم … شكرا لكل فرد حر فيه … وإي كان هو شكرا ايضا لذلك العقل الحر الذي تنبه لفكرة ما سيق أعلاه من أرقام