fbpx
“الإرهابية” فيروز تستحق القتل !!

 

“الإرهابية” فيروز تستحق القتل !!

ماجد الشعيبي

قُتلت فيروز وعاشت الحقيقة التي كان يراد لها ان تُغيب ما تقدم عليه آلة الموت المحدقة صوب الأبرياء في مدينة عدن.. وتدفع الطفلة ذو الأربعة الأشهر وأمها  ثمن حماقة السلطة القائمة، المالكة لحق القتل فقط والمتخلية عن الدفاع عن حقوق من يستوجب عليها حمايتهم ؛ وبنفس الوقت تقتلنا جميعاً حين تقدمَ تبرير سخيفاً لفعلها الشنيع بحق الإنسانية..

إنه أسلوب عصابة تتقن القتل وليس أسلوب نظام أو سلطة تقوم بإدارة البلاد ،ومن غير المعقول القول عن حادث قتل المواطنة  فيروز 47 عاماً وإرعاب أسرتها وجيرانهم في وقتاً متأخر من ليل شهر أكتوبر الماضي  هو اسلوب دولة وجيش نسمع عنه منذ وقت أنه في خدمة الشعب!!.

لم يتبق لنا في هذا الوطن شيء نحلم به أكثر من العيش بسلام وسط وابل من الرصاص يتقدم نحونا دون ذنب نقترفه؛ واسلحة  ثقيلة تصوب باتجاه صدورنا بغية قتل “القاعدة” فيها.. لا تريد السلطة أن تفهم أن مكان الإرهاب الذي تبحث عنه لم يكن موجوداً بصدر فيروز ولا بجمجمتها التي مزقها الرصاص جاعلاً ساحة منزلها لوحة مقيته توضح الصورة الحقيقية “للإرهاب” المقدم ممن يدعون محاربته..

يبدو ان قوت الأمن شاهدت  قبل اقتحام المنزل الطفلة الصغيرة – التي لم يسبق لها ولأمها لخروج بمسيرات مع الحراك الجنوبي– وخُيل إليهم انها تحمل بيدها اليسرى عبوة ناسفة وتستعد لتفجير نفسها، وفي اليد الأخرى كان علم الجنوب يرفرف عالياً وكان هذا “الإرهاب الانفصالي” المقدم من قبل الطفلة يستحق قتل والدتها “الإرهابية” التي لم تحسن تربية الطفلة ، وحمقى هم من يصدقون هذه الحجج التي لا تقدم حتى حين تقتل الفئران .

الإرهاب وسيلة لقتل المدنيين .فيما يسرح على طول الأرض اليمنية الكثير من المجرمون والقتلة ، ويقتصر دور مليشيات نظام صنعاء عرض عضلاته على العزل من النساء والأطفال..

ننتظر جرائم أبشع من جريمة قتل احترافية ضد فيروز من قبل قوات تخطىئ كثيراً حين تواجه مجموعة من المرتزقة يستخدمون الدين شعاراً لهم لتحقيق كسب المال ، دين بأسمة يختطف الأطباء الأجانب والسفراء العرب لمسخرون لخدمتنا، وترصد تلك الجماعات المبالغ الباهظة مقابل الإفراج عنهم ، أي دين يتنكر به هؤلاء القتلة! واي دولة هذه التي لا تستطيع إيقاف العابثون بمصيرنا !واي عجز أصاب شعب يفخر بتاريخه النضالي سابقاً! ويشاهد باستغراب جرائم قتل بحق أبناء جلدته ولا يحرك ساكنا.

لا يمكن لقضية فيروز إن تكون فقط قضية الجنوبيون وحدهم بل  يجب ان تكون قضية العالم بأسرة  ليعرف كل من يملك بقلبه ذرة من الإنسانية او مثقال حبة من القيم ..حقيقة القتل الممنهج ضد أبناء الجنوب منذ تحقيقه الوحدة ومروراً بحرب صيف 94 وما بعدها حتى الوصول إلى جرائم حرب ابين وغيرها من الصورة التي تلاحق الجنوبيون وتحول معها حياة الكثير منهم إلى جحيم لا يطاق.

المنظمات الإنسانية والحقوقية التي ترعبنا بياناتها وندواتها باسم الحقوق والحريات لا يمكن أن تكون لها قضية عادلة إذا مر قتلت الشهيدة فيروز دون ان ينالون جزائهم العادل. وألا فأن تلك المنظمات لا تختلف كثيراً عن تنظيم القاعدة الذي يتأخذ الإسلام شعاراً لتحقيق أهدافه الدنيئة.

ليس فيروز فحسب من يعنينا أمرها، بل الكثير من الضحايا طالتهم رصاص الموت في الشمال والجنوب وأي  استثناء فأننا نناضل من أجل حرية منقوصة اذا ظل أمر القتل يهمنا في حالة استهدافه من يتفق معنا بالرأي ويقع على حدود خارطة نبحث عنها .