fbpx
نجوم حضرمية تتلألأ في سماء مصر

 

نجوم حضرمية تتلألأ في سماء مصر

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

  منذ سنين الفتح الاسلامي لأرض الكنانة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لأبناء حضرموت الأوائل حضورا مميزا في جيش الفتح الاسلامي بقيادة الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه .

وأكدت هذا الحضور مرة اخرى الرسالة الموجهة من الخليفة معاوية بن ابي سفيان بعد توليه الخلافة لواليه على مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه والتي جاء في نصها ” لا تولّ عملك الا حضرميا ”

وعلل له ذلك الأمر ” بأنهم أهل امانة “.

هكذا كان ينظر الى الحضرمي في ذلك الزمن وهكذا يفترض ان يستمد ابناء هذا الجيل والأجيال القادمة من الرعيل الأول تلك الروح الخلابة وتلك الأخلاق والصفات الفاضلة التي تميز وتحلّى بها اولئك الأفذاذ .

(أولئك آبائي فجيني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع)

 ولاشك ان كثيرا من اولئك الرجال قد استقروا حينها في ارض الكنانة ولاشك ان لهم تعاقب على مر الزمان حتى قيل ان الزعيم العربي جمال عبدالناصر يعود نسبه الى قبيلة مرّه الحضرمية والله اعلم .

وكذلك هاجر من حضرموتالى مصر اعداد اخرى على مدى القرون الماضية .

ومن الذين  استوطنوا مصر في القرن الماضي اديب حضرموت الراحل علي احمد باكثير الذي كان نجما ساطعا في سماء الأدب ستظل الاجيال تنهل من انتاجه الادبي الغزير الذي اثرى المكتبة العربية بذخيرة علمية وافرة من المؤلفات الأدبية .
وقد كانت مصر الحضن الدافئ لكثير من ابناء حضرموت في العقود القريبة الماضية فنهلوا من علومها ومعارفها الشيء الكثير . كما ان مستشفياتها واطبائها مزارا دائما لكثير من المرضى الذين يفدون اليها كل اسبوع لتلقي العلاج الدي لم يجدوه في بلادهم .

وفي يوم الخميس الماضي كان لحضرموت وشبابها ورجالها حضورا مميزا في الحفل البهيج الذي اقامه منتدى ابناء حضرموت فرع مصر لتكريم الخريجين والخريجات الحضارم من الجامعات المصرية  بمختلف الدرجات   العلمية الجامعية .

ومما ميز هذا الحفل البهيج تلك الرعاية الكريمة من الشيخ المهندس عبدالله احمد بقشان حفظه الله ورعاه والذي ظهر على حين غرة في هذا الزمن الصعب ليقدم نفسه كنموذج حضرمي اصيل متميز بعطائه الذي يقدم نهجا جديدا لم يكن مالوفا في العمل الخيري ليصنع الفرحة الحياتية للإنسان المحتاج بعيدا عن المنّ والأذى مستفيدا من كل وسائل التنمية البشرية الحديثة ليساهم في رقي الانسان والاوطان

ويأتي  في المقدمة دعم التعليم بكل مستوياته وعلى وجه الخصوص المتفوقين منهم ليكونوا قدوة مميزه تتحمل على

عاتقها مسؤولية النهوض بمجتمعهم ووطنهم الذي عانى كثيرا في سنوات عجاف طال ليلها الحالك والذي اوشك ان يبدده نور الفجر الساطع الذي سيشرق من جديد باذن الله .

الفقرات الجميلة التي قدمها المشاركون في الحفل من ابراز للتراث الحضرمي شعرا وزاملا وشرحا وطربا كما ان تفاعل راعي الحفل وضيوفه الكرام مع ابنائهم الطلاب  بالمشاركة في الشرح الفرايحي  ادخل السرور الى نفوس الطلاب والحاضرين وقدم رسالة في غاية الأهمية ان الانسان بعمله المميز وتواضعه واحساسه بالآخرين  يزيده محبة ورفعة عند الله وعند خلقه . حيث لم نرى حواجز شكلية وبالتالي لا توجد منها نفسية بل كان قريبا من الجميع  ولا يشعرهم بحال من الاحوال انه صاحب فضل عليهم.

تلك رسالة راقية سامية عملية يقدمها الشيخ عبدالله بقشان لأصحاب الخير ووكلائهم او القائمين على المؤسسات والجمعيات الخيرية ليستفيدوا منها ويقتدوا بها .وهي حقيقة تجعل الانسان يقف مذهولا امامها في هذا الزمن على وجه التحديد  فتحتاج الى دروس وابحاث وبالتالي الى وقفة اخرى بإذن اذا قدر الله لنا ذلك .

ملاحظة اخيرة :

وددت كغيري ايضا لو اضاف المنظمون للحفل فقرة تعريفية عن تاريخ حضرموت ورجالها الافذاذ على مدى التاريخ اضافة الى ثقافتها الوسطية المميزة التي غيرت مجرى التاريخ في جنوب شرق آسيا  على وجه التحديد  وخاصة ان كثيرا من ضيوف الحفل من بعض الدول الشقيقة وآمل ان يستدرك في مناسبات قادمة  .