من حق كل جنوبي أن يشارك بالتفاوض بأسم الجنوب . ولكن ؟

الشيخ / عقيل السنيدي

سبق وان كتبنا رسالة مفتوحة إلى المبعوث الأممي جمال بن عمر والدول الراعية للمبادرة الخليجية المتعلقة بالشأن اليمني عبر هذا الموقع الرائد يافع نيوز .

وقد تحدث معي كثيرا من الأخوة الجنوبيين عبر الهاتف أو باللقاء بهم مباشرة عبروا عن عدم رضاهم وامتعاضهم من رأينا بشان أبعاد الجنوبيين العاملين في حكومة الوفاق ومنتسبين الأحزاب السياسية المشاركة بهذه الحكومة بعدم مشاركتهم بالحوار ضمن الوفد الجنوبي . وقالوا ليس من حقك ولا من حق أي إنسان أن يمعنا من المشاركة لأننا جنوبيين مثلكم ولا يجوز لكم إبعادنا أو تهميشنا في تقرير مصير الجنوب ولنا ما لكم وعلينا ما عليكم . ( إلى هنا انتهى كلامهم )

وعلى ضوء ذلك أريد أن أوضح بعض الأمور واضع النقاط على الحروف بدون أي تحفظ أو مجاملة لأي فرد كان  من كان . لأن الجنوب وشعب الجنوب اكبر من الجميع  وهموم الوطن ومشاكله يكتوي بها أبناء الجنوب كافة .

أولا هذا مجرد رأي شخصي يعبر عن رأي الكاتب بموجب تصوره للوفد المفاوض 

ولذلك من المسلم فيه بأنه لا يحق لأي جنوبي متواجد على ارض الجنوب أو خارجه أن ينكر جنوبية الآخرين مهما كانت انتماءاته السياسية واختلاف وجهات النظر والرؤى بين الجنوبيين في كيفية معالجة القضية الجنوبية  .

ولكن أقول لأبناء الجنوب المنطوين تحت عباءة السلطة والأحزاب المكملة لها نحن لا ننتقص من قدركم ولا من كفاءاتكم الثقافية والعلمية والسياسية وإنما هذا الرأي تقتضيه الضرورة الملحة خوفا من الاختراقات المضرة بقضية الجنوب .

ولا يعقل أن يكون الجنوبي المتواجد أو المؤيد للسلطة مع الوفد الشمالي وأيضا ضمن الوفد الجنوبي في أن واحد ويستطيع أن يقرر مصير وطن سلب ونهب وطمست هويته بالقوة . مع العلم أننا لا نقبل توزيع الأدوار التي رتب لها  جيدا تحت مسمى أنا جنوبي ومن حقي المشاركة بالوفد المشارك الجنوبي . وما يجري بهذه الأيام من انعقاد مؤتمرات استثنائية لأحزاب المؤتمر والإصلاح على أراضي الجنوب لاختيار مندوبين منهما لمؤتمر الحوار يمثلون الجنوب لهو خير دليل على تنفيذ أجندة شمالية مبيتة لتمييع القضية الجنوبية بأيادي جنوبية .

كذلك انتم تعرفون أن وجودكم ضمن الوفد الجنوبي قد تمارس عليكم ضغوطات شديدة لتغيير مواقفكم أو ما تكنه قلوبكم بشان الجنوب وشعبه من قبل السلطات اليمنية أو الأحزاب التي تنتمون  إليها .

فأن خير ما يمثل الجنوبيين في أي مفاوضات أو تحاور بمفهومي المتواضع هم    (((المعارضة الجنوبية الممثلة بالحراك السلمي الجنوبي بجميع أطيافه السياسية والدينية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات الشبابية والمهنية المنطوية تحت هذا المسمى وقادته بالداخل والخارج بزعامة الرئيس علي سالم البيض)))   

ولا يعني ذلك التمثيل إلغاء الجنوبيين خارج هذا الإطار من المشاركة في التشاور والنصيحة وإبداء الرأي والتفاهم مع الوفد المفاوض الجنوبي لما فيه مصلحة الجنوب . ويحق للجنوبيين عموما المشاركة في أي استفتاء جنوبي من شانه أن يقرر مصير دولة الجنوب إذا أفضت المفاوضات بين الشمال والجنوب على أي استفتاء . ويحق لهم المشاركة السياسية والحكم والبناء مستقبلا ضمن دولة الجنوب بموجب القوانين واللوائح المنظمة لها . ولا يستثنى أي جنوبي مهما كان انتمائه السياسي والحزبي بما فيهم الرئيس عبد ربه منصور هادي أن أراد ذلك .

بالواقع أننا لا نسعى بهذا الرأي إلى إقصاء الآخرين أو تخوينهم أو تهميشهم لمجرد اختلافنا معهم بالطرق والرؤى . وإنما اختيار المعارضة الجنوبية بالتفاوض يعطيها ا زخما اكبر نحو الاستقلال مسنودة بالضغط الشعبي العارم المتعطش للحرية والنظام على ارض الجنوب .

انتم جنوبيين وجزءا من شعب الجنوب ولكم ما لنا وما عليكم علينا ولكن اتركوا فرصة التفاوض لمن هو خارج نطاق ملعب السلطة وأحزابها وأجندتها ودهاليزها الخبيثة المتمسكة بخيار الوحدة اليمنية العقيمة بداء السرطان. ومن البديهي أن نصرخ عاليا لكل من هو داخل أطار السلطة والأحزاب الشمالية .

ونقول لهم . اتركوا التفاوض لمن يداه ولسانه طليقتان : وغير مكبلتان بالسلاسل والقيود من قبل السلطة وأعوانها .

اتركوا التفاوض لمن يستطيع أن يقول : نريد الحرية والاستقلال لأرض الجنوب .

اتركوا التفاوض لمن يستطيع أن يقول : لشيخ القبيلة والمتنفذين بالسلطة نريد أن نقرر مصير جنوبنا بأيدينا ولا نبالي بتهديداتكم وجبروت قبائلكم .

اتركوا التفاوض لمن يستطيع أن يقول : للناهبين والمتنفذين من القادة العسكريين اقتلوا مننا ما شئتم وانهبوا خيراتنا ما بدئ لكم . غدا سنستعيد دولتنا رغما عنكم  

اتركوا التفاوض لمن يستطيع أن يقول : نعم للجنوب . لا للضم والإلحاق تحت ذريعة الوحدة اليمنية المدفونة عام 94.

والله من وراء القصد   .    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .