fbpx
لمصلحة من تشتيت الشباب ؟ فالنصر لن يتحقق الا على أياديهم ايه الكهول د. فضل الربيعي

 

لمصلحة من تشتيت الشباب ؟

فالنصر لن يتحقق الا على أياديهم .. ايه الكهول .

د. فضل الربيعي

الشى المحزن جداً هو عندما نرى تشتت جيل المستقبل بين عدد من المكونات الشبابية التي تتناثر هناء وهناك والتي ظهرت خلال هذه المرحلة القصيرة الماضية وهي تجربة جديدة جاءت بها رياح التغيير  ، تجربة النضال السلمي للثورة الشعبية الجنوبية ،  وهذه المسألة هي مسألة طبيعية في ظهورها الأولى ولا سيما بعد فترة من التدمير الشامل والممنهج لكل المكونات والبني الاجتماعية والسياسية والشبابية والتنظيمية في الجنوب ، وان كانت بعضها ظلت قائمة وتطبعت  بالظهور الشكلي  لا تقدم شيء  سوى تمرير مشاريع التدمير لنظام  صنعاء فهي تابعة خاضعة خانعة له.

وإذا سلمنا بان ظهور هذا التشتت في الوقت الحالي خطرا على مسار الثورة الجنوبية ، فإن دوافعنا تنطلق من زاوية الحرص على هذا القطاع الجنوبي الهام والفعال الذي يعلق عليه آمال كبيرة ،  فإذا فقد الناس آمالهم في الحاضر فتبقى الآمال صوب المستقبل وها هي مؤشراتها تضي سماء الوطن ، فالمشاهد والمتابع للحشود الشبابية التي تجمعت في ساحات التحرير والنضال السلمي  وتخرج بطواعية، كان اخرها في مهرجان 14 اكتوبر بالعلاء وردفان  . شباب لا يامنون الا بقضيتهم  .

أن هذا الجيل يحتاج إلى تقديم له الدعم والرعاية والتوجيه الذي يساعده على التنظيم حتى يتمكن من السير قدما في نضاله السلمي ونصرة قضيته .

لكنني قد علمت من عدد من الشباب الناشطين بأنهم موزعين بين أكثر من مكون شبابي  كاتحاد الشباب  والحركة الشبابية والطلابية وغيرها من المكونات الأخرى ، فقد شكاء لي بعضهم بمرارة من عملية التشتت التي يعانوا منها فهي  صادره في الكبار وتدخل بعض الاطراف من الحزبيين الذين  يحاولون كسب الولاءات لصالح النخب السياسية او لصالح بعض  الأحزاب السياسية وأخطرها تلك الاحزاب الشريكة في تدمير والغاء الهوية الوطنية الجنوبية . ومع الاسف فقد نقل الكبار بعض خلافاتهم الى الشباب . ولا نخوض بطبيعة هذه التباينات ، لكن المسؤولية تقع على جيل الإباء فكفوا ايه الاباء الافاضل عن الأعمال التي لا تساعد على تطوير نشاط وجهود الشباب وتحرفهم عن مشروعهم الحقيقي كما يعمل كل شباب العالم التواقين للحرية . أنهم جيل منكم سيواصل نضالكم ويحقق ما لم تحققوا  انتم ،

 فلا تعيدوا أزماتكم لهم.

الشباب هم من يمتلكون القدرة والمعارف والتقنية لروية المستقبل وهم  عماده  وحاملي لواء التقدم والازدهار والتطور ، فمشاريعكم  الحزبية الفئوية ، واطماعكم الشخصية  لا تحقق  شيىً   سواء  تشتت هذه القوة وعرقلتها .

أيه الشباب فسيروا في عملكم ونشاطكم  وبرؤاكم وقدراتكم والتفافكم مع بعض ولا تعيروا اهتمام بالكبار الاَّ في حالات تقديم المشورة والمساعدة لكم ،  فبهذا يمكن أن تساعدوا على تقارب الكبار  انتم ، لكنهم لا يمكن أن يقاربوا بينكم ، ربما يعيدوا أنتاج صراعاتهم القديمة من خلالكم.

أيه الباحثون عن الذات كفؤء عن ممارساتكم تلك وأعينوا الجيل على تحمل مهامه أنهم حاملون لواء الحرية والازدهار أن المستقبل مشروعكم ايه الشباب  وبهذا الاستحقاق  ستصلون له بأعمالهم ووحدتكم التي يجمعها الوطن  فالنصر لن يتحقق الا على أيدكم ايه الشباب.