fbpx
اليمن.. وضوح الخارج وغموض الداخل (١ – ٢) / علي ناجي الرعوي
شارك الخبر
اليمن.. وضوح الخارج وغموض الداخل (١ – ٢) / علي ناجي الرعوي

 

    احتفل اليمن الأسبوع الفائت بمرور عام على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وسط حضور دولي وإقليمي لافت وغير مسبوق تصدر قائمته الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والمبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر وفي ذلك إشارة واضحة على الأهمية التى يوليها المجتمع الدولي والإقليمي لأمن واستقرار اليمن وخروجه من نفق التوتر والاضطراب ونجاح مسارات التسوية السياسية فيه وفقاً لخارطة الطريق التى تضمنتها المبادرة الخليجية.

ولابد وان هذا الاهتمام الذي تميزت به الحالة اليمنية من بين سائر البلدان العربية التى اجتاحتها ثورات (الربيع العربي) قد وضع الفاعلين في المشهد اليمني أمام رؤية المجتمع الدولي والاقليمي والتي لا تحتمل انهيار دولة أخرى إلى جانب الصومال في منطقة حيوية واستراتيجية ترتبط بها الكثير من المصالح الدولية ومن منظور تلك الرؤية فانه يتعين على الأطراف المتصارعة أن تدرك أن المجتمع الدولي والاقليمي لن يسمح لدولة مثل اليمن يعول عليها كسب المعركة الفاصلة مع تنظيم القاعدة الإرهابي والاضطلاع بدور فاعل في حماية الممرات البحرية القريبة من شؤاطها من أعمال القرصنة والتهديدات التي تتعرض لها الملاحة والسفن التجارية قبالة مياهها الاقليمية ان تسقط في مستنقع الفوضى والعنف والانفلات بالنظر إلى ماقد يترتب على هذا الوضع من أخطار على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وإذا ماسلمنا ان كافة الأطراف اليمنية قد استفادت من المبادرة الخليجية وان بشكل متفاوت فانه يجوز القول ان دول مجلس التعاون الخليجي قد كسبت هي الأخرى من وراء هذه المبادرة حب اليمنيين واحترام العالم كله ليس لأنها فقط من رعت المفاوضات وعملت على تقريب مواقف الفرقاء وسعت الى إقناعهم بجدوى الخيارات السلمية ولكن لانها من تعاملت مع الوضع المتفجر في اليمن بمسؤولية عالية ولم تترك الهواجس تثنيها عن القيام بواجبها تجاه هذا البلد الشقيق رغم معرفتها بالتعقيدات التي تحيط به وبملابسات الأزمة التى يمر بها والتحدي الصعب الذي سوف تواجهه الا انه وبفضل التعامل الحصيف فقد نجح الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون في إخراج اليمن من عنق الزجاجة وإذكاء حواس اليمنيين بخطورة الأحداث التى تستعر في بلادهم وعواقب خطأ الحسابات والعناد في لحظة حاسمة ومفصلية ربما تدفع بوطنهم الى كارثة مدمرة لن ينجو منها أحد.

ومع ان التاريخ كما يقال لا يعيد نفسه إلا اننا وجدنا المجتمع الدولي والإقليمي يعيد الإعلان عن مواقفه في صنعاء بعد مرور عام من التوقيع على المبادرة الخليجية وذلك من خلال ما ورد على لسان الأمين العام بان كي مون وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، اللذين أكدا بأشكال مختلفة ومتعددة انه لا مجال في اليمن للتراجع عن المبادرة الخليجية أو لفشل مؤتمر الحوار وكأنهما بذلك قد أرادا القول لمكونات الحراك الجنوبي كتيار علي سالم البيض ومجموعة مؤتمر القاهرة التي تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله انكم تتخذون الموقف الخطأ وان كنتم فعلاً لكم قضية عادلة وتبحثون عن حلول لها فإن الطريق الى ذلك هو الحوار الذى سيرعاه المجتمع الدولي.

* صحيفة الرياض السعودية

أخبار ذات صله