fbpx
السيسي يطلق «منتدى شباب العالم» مندداً بالإرهاب والتمييز
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعمال «منتدى شباب العالم»، أمس، داعياً إلى مقاومة «الإرهاب»، ومطالباً بـ«تجاوز الصراعات أو التمييز على أساس الجنس أو اللون من أجل صناعة المستقبل والحضارة».

وقال السيسي إن «الإرهاب ينتهك إنسانيتنا، ومقاومته حق من حقوق الإنسان»، مؤكداً ضرورة «صياغة رؤية للغد، تتضمن أن يكون العالم آمناً ومستقراً في ظل سلام وحرية للمعتقد والرأي».

وأعلن السيسي بدء المؤتمر وسط حضور مسؤولين دوليين وعرب، ونحو 3 آلاف شاب يمثلون 113 جنسية من عدة دول حول العالم، وتستضيف مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء أعمال المؤتمر الذي تستمر فاعلياته حتى يوم الخميس المقبل.

وأضاف الرئيس أن «شباب مصر استطاعوا أن يفرضوا هويتهم على كل من حاولوا طمس الهوية الوطنية، وفرضوا سيطرتهم على الحياة دون الخضوع لجماعة دينية، فشباب مصر امتداد طبيعي لأجدادهم الذين خاضوا حروباً ضد التدمير والخراب، وقادوا حركة التنمية والتطوير».

وأُقيم حفل افتتاح المؤتمر داخل قاعة أقيمت خصيصاً لهذه المناسبة في منطقة «خليج نبق» على شاطئ البحر الأحمر مباشرة، وحملت شكل خيمة دائرية باللون الأبيض تحاكي الكرة الأرضية، وشهد الحفل إطلاق إشارة بدء المؤتمر، وإلقاء الكلمات الافتتاحية، بينما تبدأ اليوم (الاثنين)، الجلسات النقاشية المختلفة، وورش العمل الممتدة على مدار 4 أيام متتالية، في مقر قاعة المؤتمرات الكبرى بشرم الشيخ.

وسيطرت الأجواء الاحتفالية على المشاركين الشباب في أعمال المنتدى، ورفع أغلب الحاضرين للافتتاحية هواتفهم الجوالة بأعلام بلدانهم، ومن بينها (الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، ونيجيريا، والجزائر، والأردن، ولبنان، وفلسطين، واليمن، وكندا، وغيرها).

وكان من بين أبرز المشاركين في حفل الافتتاح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، ورئيس مجلس الوزراء اليمنى الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والأمير الأردني الحسن بن طلال، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.

ونظمت مصر خلال عام واحد 5 مؤتمرات للشباب، بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 بمدينة شرم الشيخ، وتقرر أن تعقد بصورة دورية في عدة محافظات منها أسوان، والإسكندرية، والإسماعيلية، غير أن المؤتمر الذي بدأت فاعلياته أمس، هو الأول الذي تقرر أن يكون ذا فاعلية دولية.

وكثفت الأجهزة الأمنية من قوات الجيش والشرطة، عمليات التأمين لأعمال المنتدى وانتشرت على نطاق واسع في مختلف مناطق المدينة السياحية البارزة، وواصل الزائرون الأجانب والمصريون تجولهم في شوارع شرم الشيخ، طوال نهار أمس، وبموازاة انعقاد المؤتمر فتحت المحال التجارية والمطاعم أبوابها أمام السائحين بشكل طبيعي، وأفاد عدد من العاملين في منطقة «السوق القديم» بشرم الشيخ، بأن ممثلي الأجهزة الأمنية طلبوا منهم العمل بشكل طبيعي، وأكدوا أن إجراءات التأمين لن تؤثر على عملهم.

ورصدت «الشرق الأوسط» انتشار أكمنة للقوات المسلحة والشرطة، بطول الطريق الرئيسي للمدينة والممتد لأكثر من 30 كيلومتراً، والذي يمر بالمناطق الحيوية التي تضم المنتجعات والفنادق في «خليج نعمة»، و«خليج القرش» و«سوهو سكوير»، و«السوق القديم»، بموازاة الشريط الساحلي للمدينة، فضلاً عن انتشار أعلام الدول المشاركة، واللافتات الدعائية للمنتدى وأهدافه.

وأهدت إدارة المنتدى، الفاعلية، إلى روح الشاب عبد الوهاب يسري، الذي كان أحد المشاركين في لجان التنظيم، وتوفي في أثناء الأعمال التحضيرية للمؤتمر.

وافتتحت الفتاة راشيل سيباندا، من دولة «مالاوي»، كلمات المتحدثين في المؤتمر، وقالت إنها بدأت العمل على حاضنة لتكنولوجيا ريادة الأعمال، ما ساعد الطفل باناشي (10 سنوات) في تلقي تدريب متخصص في تطوير الألعاب وتطبيقات المحمول، واخترع «تطبيقاً جديداً للهاتف المحمول لتعليم الأطفال كيفية التحدث».

وفور ظهور الطفل باناشي على مسرح الافتتاح، حاز عاصفة من التصفيق من الحضور الذين انبهروا بعمره الصغير.

ومن اليمن جاءت الكلمة الثانية في المؤتمر، وتحدث الناشط في مجال التعليم سهيل اليمني، الذي استعرض معاناة بلاده خصوصاً الأطفال ممن حُرموا فرص التعليم، وقال: «الإرهاب، وزواج القاصرات، والاغتصاب، وتجنيد الأطفال، والاحتباس الحراري، والفقر… كل هذه المشكلات يمكن حلها بالتعليم».

كما تحدثت الفتاة الإيزيدية لمياء حاج بشار، التي تعرضت لتجربة الاغتصاب على يد عناصر تنظيم داعش.

وتناقش جلسات المنتدى، التي تبدأ اليوم (الاثنين)، 5 محاور رئيسة، تشهد 64 جلسة ونموذج محاكاة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ووفق جدول أعمال المؤتمر، يستعرض المشاركون مشكلات «الإرهاب ودور الشباب في مواجهتها»، و«تغير المناخ»، و«الهجرة غير المنتظمة واللاجئين»، و«مساهمة الشباب في بناء وحفظ ‏السلام في مناطق الصراع»، و«كيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية».

ويحتل ملف التكنولوجيا وريادة الأعمال مساحة كبيرة، ضمن أجندة العمل، وتتضمن «رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم»، و«استعراض التجارب الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، و«عرض تجارب شبابية مبتكرة في مجال ريادة الأعمال»، و«تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب».

ويتطرق المنتدى كذلك إلى «كيف تُصلح الآداب والفنون ما تفسده ‏الصراعات والحروب‏»، و«البعد الثقافي للعولمة وأثره على ‏الهوية الثقافية للشباب»، و«صناعة قادة المستقبل»، و«التجارب الدولية البارزة في تأهيل وتدريب الشباب»، و«دور الدول والمجتمعات في صناعة قادة المستقبل».

وتشارك غالبية أعضاء الحكومة المصرية في جلسات منتدى شباب العالم. وقال وزير الخارجية سامح شكري إنه «بالمواكبة مع التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال، أظهر الشباب في مختلف دول العالم العزيمة والإصرار نحو إحداث التغيير الذي تطمح إليه المجتمعات المختلفة، وفي الشرق الأوسط أثبت شباب الوطن العربي والمنطقة قدرتهم المذهلة والإصرار المستمر على تغيير الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية ببلادهم، وهو الأمر الذي أذهل العالم بأكمله».

وأضاف شكري، في مقال باللغة الإنجليزية نُشر على مدونة وزارة الخارجية، أن «الشباب المحرك الأساسي لثورتي 2011 و2013، حيث يشكل الشباب تحت سن 35 عاماً نحو 68.6 في المائة من المجتمع المصري، وهو ما دعا القيادة السياسية في مصر لتمكين الشباب والعمل على تضييق الفجوة الفكرية بين الأجيال المختلفة، وذلك حرصاً على مشاركتهم في صنع المستقبل، من خلال الاهتمام بعدة محاور لدعم قدراتهم ومنها إصلاح التعليم».

وأكد سعي «الحكومة المصرية إلى منح فرص حقيقية لمشاركة الشباب في عملية صنع القرار على المستوى السياسي والاقتصادي، وهو ما يدعمه الدستور الذي ينص في مادتيه رقم 29 و82 على وضع قواعد لتمكين وتشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة السياسية والاقتصادية».

وأوضح أن منتدى شباب العالم: «رسالة سلام وتجانس إلى العالم أجمع، كما يستهدف بعداً مهماً آخر هو حماية الشباب من التفسيرات المشوهة للإسلام، التي يستخدمها الإرهابيون لتحقيق أهدافهم الخبيثة».

ودعا الأزهر الشريف «شباب العالم المشاركين في هذا المنتدى على أرض الفيروز أن يعملوا على تحقيق آمال الإنسانية في الرفاهية والتنمية المستدامة والسلام الشامل لكل البشر»، مؤكداً أن المنتدى «يبرهن على إيمان القيادة المصرية بضرورة الاستماع إلى صوت الشباب، وأهمية إشراكهم في تنمية بلدانهم لتحقيق مستقبل أفضل لعالم أكثر أمناً وسلاماً خالٍ من العنف والكراهية والعنصرية والإرهاب».

وقالت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج نبيلة مكرم، إن 150 من الشباب المصريين المقيمين في الخارج يشاركون في منتدى الشباب العالمي، وأضافت أن المؤتمر يستهدف محو «الصور السلبية وغير الصحيحة عن مصر في الخارج».

وفي السياق ذاته، قال وزير الطيران المدني شريف فتحي، إن المنتدى «يسهم في تنشيط حركة السياحة العالمية الوافدة إلى مصر من خلال إرسال رسالة طمأنينة وسلام من مدينة شرم الشيخ».

أخبار ذات صله