fbpx
كيف ستخرج طهران من مأزق اليمن هذه المرة؟
شارك الخبر
كيف ستخرج طهران من مأزق اليمن هذه المرة؟

يافع نيوز- الشرق الأوسط

مع تفكك شراكة الحوثيين المدعومين من طهران مع حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، يبرز تساؤل حول الأفعال التي ستتخذها طهران لدعم حليفها الحوثي المنقلب على السلطة في اليمن؟!

ويبقى السؤال مفتوحاً على مصراعيه: ماذا ستفعل طهران، إذ يبدو أنها ستراقب بدقة ما يجري في اليمن، وستحاول جاهدة إيجاد مخرج مناسب؟

يقول الدكتور أحمد عوض بن مبارك لـ«الشرق الأوسط»: أكدنا مراراً أن هناك مقاربة واستراتيجية جديدة في التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية رسمت ملامحها في إطار من الشراكة بين الولايات المتحدة منذ مجيء الإدارة الجديدة وبين المملكة العربية السعودية، وها هي صنعاء العاصمة العربية الأولى التي في طريقها للتحرر من ذلك النفوذ من بين العواصم العربية الأربعة التي أعلنت إيران السيطرة عليها.

ويعتقد مراقبون إن إيران الآن على محك اختبار صعب، والمسألة لا تكمن في كيفية دعم حليفها الحوثي، بل في الطريقة التي ستتخذها لدعمه، فإقبال طهران على السماح للحوثيين باستهداف السعودية لما يربو على 80 مرة بصواريخ باليستية كان له ثمنه، والتحالف راجع إجراءات، وسيبحث تشديد آليات التفتيش على المنافذ اليمنية، وهو ما يضع طهران في موقف محرج أمام حلفائها.

ولا يختلف مراقب في الشأن اليمني على أن الحوثيين أضاعوا فرصة تحولهم من ميليشيات إلى مشاركة سياسية، إذ كان من اللافت توجيه دعوات لهم من الأمم المتحدة لخوض مفاوضات سياسية والتعامل معهم بشكل سياسي، وهو ما لم يكن منذ نشأة الجماعة الحوثية في تسعينات القرن الماضي.

المشهد اليوم في صنعاء تغير لونه، وشعارات الموت لأميركا باتت تسقط من أعمدة الإنارة ونوافذ المنازل والميادين.

ويرى الباحث السياسي في مركز «سمت» للدراسات عبد الله الجنيد أن «احتواء السياسات العدائية الإيرانية تجاه جوارها العربي والآسيوي هي الآن على رأس أولويات المجتمع الدولي ودول الخليج العربية في التحالف الرباعي المحارب للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط»، ويفسر ذلك بالقول: «نجد المجتمع الدولي يراقب عن كثب تطورات المشهد السياسي في صنعاء وبيروت تحديداً، فكلاهما يمثل نقلة سياسية واجتماعية من هيمنة قوى تمثل مصالح إيران التوسعية والمضرة باستقرارها إلى قوى وطنية أكثر قدرة على تمثيل مصالحها الوطنية». ويعتقد الجنيد أن «اليمن يمثل حالة خاصة لما تمثله من أهمية استراتيجية، كونها الخانق الطبيعي لأهم الممرات المائية (باب المندب)، ولكونها تقع في خاصرة المملكة العربية السعودية، هذا بالإضافة لقربها شبه المتداخل مع منطقة القرن الأفريقي غير المستقر نتيجة التجاذبات الجيواستراتيجية بين قوى كبرى».

بدوره، يصف آدم بارون، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي، ما يحدث في صنعاء بأنه «تحول كبير، فعلى الرغم من أن هذا يأتي من توترات طويلة الأمد، فإنه طفى إلى السطح أخيراً، ولا تزال هناك عدة أسئلة رئيسية، وما زال هذا يمثل فرصة لا يمكن إنكارها للتحالف الذي تقوده السعودية».

وبسؤاله عن انحسار دور إيران، قال بارون: «من السابق لأوانه أن نقول ذلك، بيد أن السؤال هو ماذا سيفعل الحوثيون بعد ذلك، هل سيواصلون القتال أو ينسحبون أكثر؟ وستكون الأيام المقبلة حاسمة من حيث تحديد كيفية سير الصراع».

يعود الجنيد إلى القول إن التطورات في صنعاء «قد تفضي إلى إنهاء الصراع في اليمن وإعادة بسط الأمن تمهيداً لإطلاق عملية الانتقال السياسي، وإنهاء ملف المعاناة الإنسانية فيها. ذلك سيمثل ضربة قاصمة للنفوذ الإيراني في اليمن، بعد أن فض المؤتمر الشعبي العام تحالفه مع أنصار الله (حزب الله في اليمن)». ويستطرد قائلا: «كذلك جاء تصنيف دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا لتنظيمات تابعة لإيران في سوريا والعراق بعضها يتبع الحشد الشعبي العراقي كتنظيمات إرهابية، هذا بالإضافة إلى تصنيف (حزب الله) في لبنان تنظيما إرهابيا يعد تطورا سياسيا هاما سيضع إيران تحت المزيد من الضغوط، خصوصا أن المراجعة الدورية لملف اتفاقها النووي بات قريبا جدا. المراجعة قد ينتج عنها عقوبات اقتصادية وأخرى سياسية قد تشمل تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية. متابعاً: «عاصفة الحزم أثبتت للجميع أنها إرادة سياسية هدفها الأول إعادة الاستقرار لا إعلان الحروب، لكنها أداة سياسية تمتلك كل أدوات السياسة بما في ذلك استخدام القوة في احتواء الأزمات أو إنهائها بهدف فرض الاستقرار واستدامته».

أخبار ذات صله