لا تزال أزمة “تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي #سكريبال وابنته، تتفاعل بين روسيا وبريطانيا. وفي جديدها تحسن صحة يوليا سكريبال، ما قد يحل العديد من الألغاز التي نسجت حول تسميمها ووالدها، وإمهال روسيا لندن شهراً واحداً من أجل سحب ما يزيد عن 50 دبلوماسياً.

فقد قالت وزارة الخارجية الروسية، السبت، إن موسكو أبلغت بريطانيا بأنه يتعين عليها سحب “ما يزيد قليلا عن 50″ آخرين من الدبلوماسيين والفنيين العاملين في روسيا”.

وأشارت متحدثة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أن الفرق في عدد الدبلوماسيين الروس والبريطانيين في البلدين يزيد على 50 شخصا، في إشارة إلى ضرورة تقليص الزائدين من البريطانيين.

وجاء تصريح زاخاروفا هذا، غداة استدعاء وزارة الخارجية الروسية السفير البريطاني في موسكو لوري بريستوو، لتسليمه مذكرة احتجاج على الممارسات البريطانية التي انتهت بطرد لندن والمتضامنين معها دبلوماسيين روس.

ووصفت الخارجية الروسية خطوات بريطانيا بـ”الاستفزازية وغير المبررة”، وأمهلت بريطانيا شهرا واحدا لتقليص عدد دبلوماسييها في السفارة البريطانية والقنصليات العامة لدى روسيا، حتى يساوي عدد الدبلوماسيين الروس الموجودين في بريطانيا.

ابنة سكريبال تتحسن

وفيما يتعلق بصحة سكريبال وابنته يوليا، قالت وزارة الخارجية البريطانية، السبت، إنها تدرس السماح بزيارة يوليا سكريبال في إطار شروط دخول قنصلية، مشيرة إلى أن صحتها تتحسن في المستشفى ولم تعد في حالة حرجة.

من جهتها، أعلنت السفارة الروسية أنها تواصلت مع فيكتوريا سكريبال ابنة عم يوليا. وأضافت “بعد تلقي تأكيد بأن حالة يوليا سكريبال تتحسن، وأنها أصبحت قادرة على التواصل، قالت إنها ترغب في الذهاب إلى لندن لزيارة ابنة عمها”.

وفي هذا السياق، قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلا عن مصادر، الجمعة، إن يوليا “واعية وتتكلم”، وهو عامل قد يؤثر على التحقيق بشأن كيفية تعرضها مع والدها للتسميم.

يذكر أن واقعة التسميم التي حدثت على الأراضي البريطانية وحدت الكثير من دول الغرب في اتخاذ إجراء ضد ما تعتبره سياسات عدائية من جانب الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين. شمل ذلك الولايات المتحدة في ظل إدارة ترمب الذي كان بوتين يأمل أن يؤدي انتخابه إلى تحسين العلاقات بين البلدين.

وطردت عدة بلدان أكثر من 100 دبلوماسي روسي، منهم 23 دبلوماسيا من بريطانيا نفسها ردا على هجوم في الرابع من مارس الجاري استهدف الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري الإنجليزية.

وتقول لندن إن موسكو مسؤولة عن تسميم سكريبال في أول استخدام معروف لغاز أعصاب له استخدامات عسكرية على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

في المقابل، تنفي روسيا ذلك بشكل قاطع وتقول إن الاتهامات جزء من مخطط غربي واضح لتخريب العلاقات بين الشرق والغرب وعزل موسكو.

وكانت روسيا قد ردت بالمثل بالفعل على بريطانيا وطردت 23 من دبلوماسييها. واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البريطاني لوري بريستو الجمعة، وأبلغته بأن أمام لندن شهرا لخفض حجم بعثتها الدبلوماسية في روسيا إلى نفس مستوى البعثة الروسية في بريطانيا. وطردت أيضا 59 دبلوماسيا من 23 دولة أخرى لدعمها بريطانيا.