fbpx
رسالة من عنابر سجن نجران للحكومة اليمنية
شارك الخبر

– نجحوا في التسلل بتلفون إلى السجن وبعثوا رسالة عبر فيس بوك لصحيفة “الشارع” سردوا فيها مظلوميتهم وتفاصيل عن أحوال مئات السجناء اليمنيين

– 4 سجناء يمنيين قضوا 4 سنوات في السجن بلا محاكمة وتعرضوا للتعذيب


يافع نيوز – ( الشارع ) مشعل الخبجي

 

تمكن سجناء يمنيون يقبعون منذ 4 سنوات دون محاكمة في أحد السجون السعودية من إرسال رسالة مناشدة إلى صحيفة “الشارع” اليمنية بواسطة شبكة (الفيس بوك) باستخدام هاتف جوال كان سجناء آخرون قد نجحوا في تمريره إلى السجن في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية.

وقال منصور القطيبي في رسائل أرسلها لصحيفة “الشارع” إنه يقبع في أحد السجون السعودية في منطقة نجران منذ أربع سنوات دون محاكمة أو أي إجراءات قانونية أخرى رفقة عدد من زملائه إضافة إلى مئات المعتقلين اليمنيين في ذات السجن.

وقال القطيبي إنه قبل أربع سنوات وبعد ظروف بالغة الصعوبة كان يعانيها في بلده اليمن، قرر الهجرة للعمل إلى المملكة السعودية عن طريق اجتياز الحدود وبواسطة مهربين يتخذون من تهريب العمالة اليمنية والعربية إلى المملكة السعودية مهنه لهم منذ عقود.

ويوضح القطيبي أن دورية أمن سعودي فاجأتهم فيما كانت تطارد مهربي مخدرات في إحدى الطرق الجبلية الواقعة على الحدود بين البلدين، “كان أفراد الأمن السعودي يطلقون النار صوبنا ما دفعنا للهرب منهم خوفا على حياتنا في نفس اللحظة والاتجاه الذي سلكه المهربون ظنا منا أنهم عمال يمنيون مثلنا”.

ويضيف: “تمكن حرس الحدود السعودي من اللحاق بنا بعد أن قررنا التوقف وتسليم أنفسنا بعد أن سمعنا صوت إطلاق الرصاص الحي صوبنا واضعين في اعتبارنا أنه سيتم سجننا لفترة وجيزة ثم ترحلينا إلى اليمن كغيرنا من اليمنيين المتسللين عبر الحدود للبحث عن فرص عمل فيما تمكنت أثناء ذلك المجموعة الأخرى التي كانت الدورية الأمنية تطاردها من الهرب”.
ويتابع في رسالته: “اكتشفنا بعدها أن الأمن السعودي يتهمنا بتجارة المخدرات من خلال تهريبها عبر الحدود بين البلدين وقالوا إنهم تمكنوا من مصادرة كميات من المخدرات وجدوها ملقية على الطريق خلال عملية المطاردة معتبريننا جزءا من المجموعة الأخرى التي تمكنت من الهرب وكونها مجموعة تتاجر بالمخدرات”.
ويقول القطيبي إنهم خلال التحقيق معهم وإنكار أي علاقة تربطهم بتجارة المخدرات
كانوا يتعرضون للتعذيب من خلال الضرب المبرح والتعليق بربطهم بيد واحدة إلى سقف غرفة التحقيق ما اضطرهم للاعتراف تحت التعذيب، ليقوموا، وبعد وصول قضيتهم للمحكمة، بإخبار القاضي بتعرضهم للتعذيب لانتزاع الاعترافات منهم منكرين التهم الموجهة إليهم.
ويقول القطيبي إن وصولهم للمحكمة ولجلسة واحدة فقط كان بعد ثلاث سنوات قضوها في السجن منذ عملية اعتقالهم بتاريخ 16/ 8 / 1431هجرية لم يعودوا بعدها إلى أي جلسات محاكمة ودون أن تصدر المحكمة أي حكم بحقهم حسب ما قاله منصور.

ويقول منصور الذي يشكو بحرقة عدم وجود أي مساع من أي جهة للبحث أو الإفراج عنهم رغم أن أعدادهم في المعتقل تقارب 400 سجين، إن وضعهم داخل السجن سيئ للغاية إذ يكتظ السجن بأعداد مهولة من السجناء فضلا عن تعرضهم لتعامل يهين كرامتهم وبطرق لا ترضي الله ورسوله، حسب وصفه، إضافة إلى الإهانات اللفظية التي يتعرض لها الجميع داخل السجن بسبب وبدون سبب من قبل السجانيين ورجال الأمن السعوديين.

ويحكي منصور أنه قبل ما يقارب 5 أشهر من الآن ونتيجة الضغط النفسي الناتج عن طرق وأساليب التعامل مع السجناء حدثت أعمال احتجاج داخل السجن تطورت إلى اشتباك بينهم وبين رجال الأمن السعوديين قام رجال الأمن إثرها بأعمال تعذيب جماعي بحق السجناء من خلال الضرب المبرح والمستمر لساعات توفي نتيجة لذلك أحد السجناء من محافظة ذمار ويدعى العزي.
وقال إنه تم إبلاغهم أن السفارة اليمنية في المملكة قد تلقت بلاغا بحادثة الوفاة إلا أنها لم تقم بأي إجراءات.

ويناشد منصور سالم محمود القطيبي وهو شاب أعزب عاطل عن العمل من مواليد عام 84م من محافظة لحج منطقة ردفان وزملاؤه الذين اعتقلوا في نفس اليوم (سالم محسن ناصر، احمد ناشر حسين، وماجد سيف علي) يطالبون ومعهم المئات من المساجين الآخرين من مختلف الأعمار والمناطق اليمنية الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والعالمية التدخل لإنقاذهم من وضع إنساني في غاية السوء إضافة إلى محاكمتهم محاكمة عادلة هو ورفاقه أو إطلاق سراحهم بعد مضي أربع سنوات على اعتقالهم دون محاكمة سوى جلسة تقاضي يتيمة.
وقال منصور إن هناك سجناء آخرين تجاوز وجودهم في السجن السعودي في منطقة نجران العشر سنوات دون محاكمات أو أي إجراءات قانونية.
وختم منصور رسالته الموجهة لصحيفة “الشارع” بالقول: “نحن مظلومون ونناشدكم ونترجاكم رفع قضيتنا لكل الجهات التي يمكن أن تهتم بوضعنا الإنساني والحقوقي والقانوني فلا يوجد لنا ملاذ سوى الله ثم أنتم يا إخوتنا الغالين”.
قد تحتمل رواية منصور القطيبي وزملائه الصواب أو الخطأ؛ لكن المؤكد أن حقهم في محاكمتهم وجميع السجناء اليمنيين محاكمة عادلة هو الصواب والحق بعينه، وأمر تكفله كافة القوانين الأرضية والسماوية، كما أن لهم الحق الكامل بمعاملة تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم.

 

 

أخبار ذات صله