fbpx
ناس تخاف ماتختشيش

هذا الكم الكبير من القرارات الرئاسية والحكومية الهادفة حسب أصحابها إلى معالجة الأوضاع في محافظات الجنوب ومن ذلك معالجة قضايا الأراضي المنهوبة وإعادة المسرحين المدنيين والعسكريين إلى أعمالهم يكشف زيف ادعاءاتهم ويعري كذبهم الذي أصموا به آذاننا خلال السنوات الماضية بأنهم قد وجهوا عملية التنمية منذ ما بعد حرب النكبة في 94م إلى الجنوب ،أي إن الإخوة وصلوا الآن إلى قناعة إلى أن حبل كذبهم يصل إلى هنا فقط وان لحظة الحقيقة قد حانت.
اليوم وأنا أتابع سيل القرارات التي يبدو انها جاءت بعد ان سبق السيف العذل
أتذكر واحدا من المزايدين الجنوبيين وهو يقول في احتفال رسمي ان ما تحقق لعدن في خمس سنوات بعد حرب صيف 94 يعادل ما تحقق لها خلال عقود قبل الوحدة.
لا ادري ما هو الشيء المعجزة الذي تحقق ويراه هو فيما لا يراه البسطاء المطحونون بالظلم والقهر و بأعمال النهب والسلب التي طالتهم وطالت وظائفهم وصادرت حقهم في الحياة الآمنة والكريمة ولا ادري لماذا تشكل دولته اللجان اليوم لإنصاف الجنوب والجنوبيين إذا كان الأمر كما قال هو.
شخصيا لست متفائلا بموضة اللجان التي تتشكل باسم معالجة الأوضاع وتصحيح الاختلالات خاصة حينما تتشكل هذه اللجان من عناصر غير كفؤة وغير نزيهة أو مستوعبة بشكل جيد لجوهر المشكلة.
كما أنني أتوجس شكا في كون هذه اللجان تستهدف فعلا اللصوص والناهبين خاصة بعد إن بدا فاسدو مصلحة الأراضي بعدن الحديث عن الضحايا وإظهارهم وكأنهم هم من نهب وخرب ودمر في حين تغض الطرف عن كبار اللصوص ولعل كشف محمد ثابت مدير أراضي عدن الذي يتهم بعض أقارب البيض بنهب أراضي عدن مؤشر سيء يكشف عن نية لخلط الأوراق وتوجيه المعالجات وتسليطها على رؤوس الضحايا وتبرئة الجناة الحقيقيين.
لا أظن عاقلا سيعارض أو ينتقد أي حلول ايجابية يمكن إن تقدمها هذه اللجان طالما وهي ستخفف من معاناة الناس وتعيد الحقوق إلى أصحابها وان كنا نشك في هذا.لكن في المقابل كان ينبغي على السلطات إن كانت صادقة فعلا في المعالجة ان تتعامل بشفافية مطلقة وان تكشف الحقائق للناس وتعتذر بشجاعة عن الأخطاء وان تضرب بيد من حديد على أيدي الناهبين واللصوص مهما علا شأنهم وتعاظمت قوتهم .
اختم بالقول إنني أتذكر اللحظة أحاديثهم عن انجازاتهم الباهرة منذ السابع من يوليو94 وكيف حولوا عدن والجنوب إلى جنة ثم انظر إلى قراراتهم التي لا حصر لها بهدف رفع المظالم عن عدن الجنوب ولا ادري لماذا يخطر في بالي المثل الشعبي المصري القائل ناس تخاف ماتختشيش..ربما لأننا حينما كنا مقهورون نبكي قالوا لنا أنهم قد سخروا إمكانات البلد لنا ،فيما حين صار الجنوب قوة ورقما صعبا شكلوا له اللجان واعترفوا بالمظالم وباتوا يتحدثون عنها أكثر من الواقعين تحت وطأتها .