fbpx
قراءة من مهرجان عدن / بقلم أحمد قاسم طماح
شارك الخبر
قراءة من مهرجان عدن / بقلم أحمد قاسم  طماح

في أجواء تسامحيه وتصالحيه مهيبة التقى الجمع الجنوبي من كل حدب وصوب في كل من العاصمة عدن ومدينة المكلا مسطرين بذلك التزاماً بكلام الله سبحانه وتعالى ورسول الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وسلم وملاحم أخلاقية وسياسيه رائعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأمم والشعوب.

كان  مشهداً فاق كل  التوقعات لا يمكن نسيانه من الذاكرة التي  كانت حاضره فيه، مسيرة شبوة الراجلة حفزت الناس على المشاركة أكثر قامت اللجان التحضيرية بواجبها مشكورة مأجورة أظهر سكان العاصمة عدن كرم الضيافة وتحضير وجبات  الأكل وماء الشرب للوافدين أطفالاً يقفون على أرصفة الساحة يوزعون الكيك بأشكاله المتنوعة رابطوا الناس من يومين ومن ثلاثة أيام يفترشون الأرض من أجل إنجاح هذا المهرجان التسامحي والتصالحي بين أبناء الوطن الواحد.

كانت المشاركة واسعة شباب وشيوخ ونساء وأطفال ومعوقون أدوا واجبهم في الحضور والمشاركة سمعنا الشعر والغناء الذي عبر عن وجدان التلاحم الجنوبي، هذا التسامح والتصالح يجب أن لا يفهم على أنه لحدث بعينه فقط وإنما شمل كل أجنة الصراع الجنوبي هكذا كان مفهوم الجمع المليوني.

ساد النظام والانضباط في الساحة التقى الأحباء بوجوه ضاحكة مستبشرة خيراً وتبادلوا الحديث حول هموم الوطن، قراءات وتوقعات وتحليلات مختلفة أطلقت عنانها من مساحة المهرجان إلى أرجاء المعمورة. تسائل الحاضرون أسئلة كثيرة من واقع المهرجان. قال البعض ماذا بعد المهرجانات المليونية في كل من عدن والمكلا؟ وقال الآخر هل الشعب الذي صنع ثورة في يوم هزيمة وتصالح وتسامح في يوم مأساة قادراً على صنع خارطة طريق ليوم استقلاله وتسائل أحدهم هل بإمكان هذه الحشود المليونية الضغط على القيادات المتلاعبة وإنجاح الحوار الجنوبي الجنوبي بأسرع وقت ممكن؟ وسمعت رجلاً يسأل أيضاً يقول  كيف تقرأ القيادات هذه الحشود المليونية؟ وماذا نتوقع منها في الأيام القادمة؟ هل تتحرك لإنتاج البديل الآمن لمسار التحولات الثورية والسياسية والاجتماعية؟ وأن تكف وتتخلى عن إنشاء بؤر الخلافات والصراعات والضغائن؟ هل من عقول تستوعب الحدث وأهميته وأبعاده؟ وأن تجعل من هذا اليوم يوماً لتوديع صراعاتها تجاوباً مع تطلعات هذا الشعب العظيم؟ هل تصعد هذه القيادات إلى المنصات وتأخذ الميكرفونات وعيونها تفيض من الدمع وقلوبها يملأها حسرة وندم وآذانها صاغية لما تنشده الجماهير الحاضرة؟ وفي الحديث أيضاً يقال أن رهان المحتل هو على القيادات وليس على الشارع لأن الحشد الجماهيري المليوني قد اغضب المحتل الذي سخر وسائل إعلامه بتشويه الصورة وخاف من يوم التصالح والتسامح وقال آخر مهدئاً الحديث نحن نتحرك بنطاق ثورة سلمية منفتحة تسير بخطى ثابتة وتعرف كيف تؤمن انتصارها وأردف قائلاً من المعروف أن الثورات هي سيول جارفة لا تستأذن في عبورها من الواقفين في طريقها ولكن ثروتنا أراد لها الله أن تتحرك بإتقان على الأرض الجنوبية وتتجنب الانزلاق نحو العنف المدمر وأن تحل كثير من القضايا والمشاكل في مسار تطورها وتقدمها.

وتساءل آخر أن الخارج لم يتفهم قضيتنا بصورة طيبة حتى الآن؟ وكان الجواب سريعاً من  زميل له؛ فخاطبة قائلاً نحن نعتمد على الله  ثم على أنفسنا وأرجو عدم الرهان أكثر على حلول الخارج نحن شعب لنا وجود تاريخي ونضالي على أرضنا وسوف نجبر الخارج على الاعتراف بنا إن شاء الله.

وسمعت رجلاً كان متفائلاً كثيراً يقول أن النصر قادم لا محالة ولا عذر للتخاذل والتقاعس عن أداء الواجب وتحمل المسئولية وعلينا أن نرسي ثقافة التصالح والتسامح في كل معاملاتنا وعلى وسائل إعلامنا ومثقفينا ومفكرينا وكل مكونات النضال السلمي ومختلف الشرائح الاجتماعية بأنشطتها المختلفة الندوات واللقاءات والحوارات أن تستند إلى ثقافة التفاهمات والقبول بالآخر حتى لا يولد أي عنف مستقبلي وأن نعمل على تجسيد روابط الإخاء والتعاون وتعزيز الثقة والاحترام وأن يتحرك الجنوب على أمراً واحد في مواجهة العنجهية الاحتلاليه وصد ثقافة الفتن والضغائن والمناطقيه وأن نتحرك من اليوم وصاعداً متعاهدين ملتزمين بثقافة التصالح والتسامح وبناء الجنوب الجديد على قاعدة الرجل المناسب في مكانه المناسب.

وأخيراً كان عناق الوداع من الساحة على أمل اللقاء في مواقف بطولية ونضالية قادمة وحث الجمع بعضهم بعضا على ضرورة توحيد المواقف والتنسيق المستمر والعمل ضمن استراتيجية موحدة تضمن الانتصار لهذه الحشود المليونية والنزول  عند رغباتها وتطلعاتها.

أخبار ذات صله