fbpx
فلنغــــــرس أكثـــــــر
كنت اشاهد احدى القنوات الفضائية و التي تعرض آخر ما توصل اليه الغرب في العلم و التكنولوجيا و ما تلقيته جعلني افتح فيّ ببلاهة و لم املك سوى ان التزم الصمت و انصت بخشوع تام فأنا في حضرة العلم ،، دقائق فصلتني عن واقعي و أسرتني حقاً ،، لا اسئلة مناسبة لوضعها الان ..
­رحت أقارن  واقعنا و واقعهم  المختلفين تماما من حيث ما وصلوا اليه و ما نحن عليه ، جل ما نشترك به هو التقويم الميلادي نفسه هم يقدسونه لما يحمله الزمن من أهمية عند وضع الخطط و تطبيقها ، و نحن نعلقة كزينة على جدران منازلنا او على مكاتبنا و نمارس عليه غطرستنا اليومية  في تمزيق اوراقه يوما بعد يوم بعد يوم حتى يستوطن ” الزمن ” سلة القمامة ..
 
العقل العربي أيضاً يمكنه التفكير و لكن شريطة الا يتعدى بتفكيره الخطوط الحمراء تلك التي رسمت حول ” الدين و السياسة ” و إلًا سيكون هناك قانون يجرمه  او تتقاذفه فتاوى الشيوخ المسيسين  ..  تكلم احدهم في ذلك البرنامج الذي ذكرته سلفاً قائلاً : (( نحن نفكر في تأهيل احد كواكب الفضاء لنجعل منه وطن للانسان ،، فنحن لم نخلق لنعيش على الارض !!! لان الارض ستنتهي يوماً من الايام و يجب علينا ان نحمي وجودنا و  الكائنات الحية و لهذا وضعنا تصور الكتروني لشكل الوطن الجديد )) !!!
 
إذا ما استسلمنا للصدامات التي تتلاقفنا كل يوم من كل فريق فلن يكن في العقل و لو مساحة بسيطة شاغرة فيه ليؤدي وظيفته الرئيسية ”  التفكير ” و لن نجد من الوقت ما يكفي لنتأمل واقعنا و نحدد مشكلاتنا و نفكر بايجابية لإيجاد حل لها و ننتشل انفسنا من هذه الهوه  التي تتسع يوما بعد يوم و نـتهاوى جميعنا فيها انا و انت و الجيل القادم .. و كيف يمكننا منع حدوث ذلك و كلا اصبح مشغول بفريقه .. انت تتبع من ؟ و كأننا قطعان ظلت راعيها و  كل قطيع شغله الشاغل ان يبحث له عن راع ، و الطامة ان لم يوافق رأينا الرأي الآخر سنرمى بالتهم ،و كأنه لا يكفينا تجريم القانون لنا و تقاذفات فتاوى الشيوخ المسيسين ، بل ستطالنا الاتهامات و التصنيفات التي يرشق بها المواطنين بعضهم البعض .
 
و بصرف النظر عن تطبيقهم لما سمعته في ذلك البرنامج من عدمه ، نجد ان الغرب  قد تجاوزوا بتفكيرهم المعقول ، و نحن لا زلنا في دوامة  خلافاتنا و اهمال قضايا  نعتبرها صغيرة و  لم  نفكر  بجدية بكيفية ايجاد حل  لها مهما ” بلغ حجمها ” و بما هو متاح ، أخشى  اذا ما استمرينا على هذه السياسة اننا سنواجه بعد حين  مشكلة أكبر و هي عدم جاهزيتنا لمواجهة كل القضايا المتراكمة التي اعتبرناها صغيرة سلفاً و  التي سيصعب علينا حينئذ حلها  بسهولة..
 قال محمد صلى الله عليه و سلم))  إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل  (( ..  القيامة لم تقم بعد  اذاً  لازلنا نملك من الوقت ما يكفي لنغرس أكثر  .