مقالات للكاتب
“لا صراخ إلا من وجع” ..
هذا الأمر يجب ان يدركه الجميع..
وبغض النظر عن تطورات جرت على الأرض، وترابطات لعدة احداث وتطورات كانت سبب في صراخ وعويل اعداء الجنوب وفي مقدمتهم قوى الزيدية.
لكن الاكثر إيلاماً لتلك القوى المعادية، كان نجاح المجلس الانتقالي في العمل والتواصل المباشر مع دول عظمى واخرى اقليمية، واصبحت القضية الجنوبية على طاولات الكبار بعد ان كان الجنوب محاصراً بشدة حصاراً زيدياً مطبقاً سياسياً ودبولماسياً، وممنوعاً عليه الوصول الى أبعد من المناشدات والمسيرات..
وكأن عفاش*1 قد أوصى كل اتباعه والقوى الزيدية أكان حياً او ميتاً رئيساً او غير ذلك، بالعمل وبكل السبل والطرق لــ” زرع الفتن/ المناطقية/ الخلافات/ وتفريخ مكونات/ وشراء ذمم وولاءات/ وشراء مواقف سفراء وسفارات/ وعمل على تعطيل اي جهود تخص القضية الجنوبية بالخارج”. كل ذلك لأجل إبقاء الجنوب تحت رحمة القوى الزيدية، وجعله مغيباً والقضية الجنوبية مجرد شعار..
لكن اليوم بوجود المجلس الانتقالي الجنوبي، تبخرت وصية عفاش واهداف الزيود، وتم دك الحصار السياسي والدبلوماسي المفروض على الجنوب منذ احتلاله عام 1994 بل وقبل ذلك من الاعمال التي كان يقوم بها فريق ” حوشي “*2..
المهم…
أريد أن أقول شيئاً.. لأن هناك مور لا تقال وتترك لحينها…لهذا أقول.. ان كل شيء قد حسم، وانما لم يتبقى الا فصول ومشاهد الاخراج والترتيبات ” المنضبطة…”
كل ما يجري هو انعكاس للسياسة والتوافقات او الخلافات الجارية في فلكها، وهو امر ليس بالسهل اذ يُبني عليه كثير من الأمور بما فيها الامور الميدانية والامنية والعسكرية.
فواقع ما يسمى ” اليمن ” اليوم، هو واقع لا مفر منه وقد رُسم بدقة، متوائمة مع المتغيرات الدولية… وهي نتيجة طبيعية لمتغيرات كبيرة حدثت محلياً باليمن وكانت نتائج متداخل بين صنع المتغيرات الدولية والتماشي معها.
في الشمال هناك عجز وفشل مصحوب بخيانات مرسومة بدقة من ” التيار الزيدي” يتمثل من قوى شمالية تزعم انها تتصارع مع جماعة مليشياوية حوثية انقلبت على حكم نظام صنعاء، وهذا قد يعود الى مخطط زيدي يريد الامور هكذا، أو ان هناك قوى خارجية تعتقد ان ضرب التحالف العربي يتطلب خيانات الاخوان والعفافيش وقوى الشمال واحزابها للشمال وشعبه.
وفي الجنوب انتصر الشعب الجنوبي بتضحيات كبيرة، وكان الانتصار الجنوبي ، ولم يتبقى للجنوبيين مإلا انتزاع قرارهم السياسي والسيادي وتطهير بقية المناطق الحدودية وهي بعدد اصابع اليد، والانتصار الجنوبي يتوائم جداً والتوجه الاستراتيجي الدولي بما يخص اليمن والجنوب بشكل خاص.
ومن هنا اصبح المجلس الانتقالي الجنوبي لاعباً كبيراً يترتب على عمله وتواجده وانشطته مسائل ليست محلية فقط، بل اقليمية ودولية، كونه بات كبيراً ورقماً بين الكبار.
لا أقول أن زيارة وقد الباحثين والمسؤولين الأمريكيين لعدن ووصولهم الى التواهي للقاء قيادة المجلس الانتقالي هي النهاية، بل هي البداية والإشارة “الخضراء…”.
لكن المؤكد في الزيارة انها كانت مخصصة للقاء الانتقالي، فيما لقاء الوفد بحكومة معاشيق كأن مجرد ” زيارة إيهامية “.. والأكثر تأكيد ان الوفد الأمريكي بوصوله الى التواهي يعطي إشارة من امريكا لدول العالم بالعمل المباشر مع الانتقالي خلال الفترة القادمة كحليف ” استراتيجي مستقبلي موثوق وقادر على العمل مع المجتمع الدولي”.
لهذا المجلس الانتقالي يعمل وفق أسس استراتيجية، ويعزز ركائز عمله المتينة على مستوى الداخل والخارج، وزيادة خلق الثقة المتبادلة بينه وبين دول العالم، رغم ان المرحلة عصيبة ومعقدة، غير ان الامور تمضي للأمام بشكل إيجابي جداً..
وللعلم..
دول العالم بما فيها أمريكا، ودول الاقليم بما فيها السعودية والامارات، تراهن على حليف استراتيجي مستقبلي بالجنوب، وتدرك ان ما دون الأرض وما غير الشعب في الجنوب وغير المجلس الانتقالي هو رهان مؤقت لا علاقة لهبالمستقبل ولا وجود له في مستقبل العلاقات الاستراتيجية، ومرحلة المؤقتات قد بدأت نهايتها..
سبق وقلناها من قبل، ان دول عالمية واقليمية اصبحت تنظر للانتقالي الجنوبي كطرف بيده تخليصها من التعثر والفشل الاممي باليمن.
وبالتأكيد تنظر تلك الدول للإنتقالي الجنوبي كأقوى طرف في اليمن عامة وعلى وجه الخصوص بالجنوب، والأكثر تنظيماً وصاحب رؤية سياسية واستراتيجية على مستوى الجنوب او فيما يخص الحرب باليمن.
وضع الجنوب اليوم في تقدم سريع جداً على المستوى السياسي والدبلوماسي خارجياً، وعلى المستوى السياسي والتنظيمي محلياً.. عندما تكون هناك قيادة وكيان يكون كل شي يتم عمله مدروس على الصعيدين الميداني والعسكري.
وفي الحقيقة… اكثر ما يعجبني في المجلس الانتقالي الجنوبي، هو العمل بهدوء والتحكم بما يخرج للاعلام من أمور او لا يخرج.. ورغم بعض القصور هنا او هناك الناتح والذي يجري ويتوجب معالجته.. إلا ان العمل باتقان وبثبات وبصمت أفضل من الهربجة في “الفيسلام”*3.
يمضي المجلس الانتقالي الجنوبي بخطوات ثابتة واستراتيجية تعمل على تأسيس مستقبل آمن للجنوب وشعبه.. كما وعد بذلك الرئيس أبوقاسم.
وعلينا ان لا ننسى ان الحليف الدولي او الاقليمي هو ركن من أركان العمل في الخارج لأي شعب او قضية، وهو الحليف الذي يجب التمسك به ومبادلته الوفاء بالوفاء والوقوف جنباً على جنب لتحقيق الاهداف المرسومة.
وللأمانة.. نقدم الشكر والتقدير للتحالف العربي على كل ما يقدمه للجنوب معلناً كان ذلك أو غير معلناً..
#اديب_السيد
3 يوليو
……
*1 عفاش: هو علي عبدالله صالح.
*2 حوشي: الغرباء على الجنوب وهم فئة شمالية عملت على ضرب الجنوب من الداخل.
*3″الفيسلام” : اعلام الفيسبوك.