fbpx
إدامة للحياة وتغليب للبقاء

قبل أن يتجاوز بسيارته  منزل الرئيس  الكائن  في خور مكسر اعترضه رجلان  مسلحان   فوق دراجة  , أوقفاه و بدأوا بتوجيه الاسئلة  له , أنت من .. ومن أين أنت .. شمالي أو جنوبي ؟
وأمام أنظار  حراس المنزل الرئاسي الذين  لم يحركوا  ساكنا يستمر المسلحان  بفعلتهم  ,  احدهما أربعيني العمر يرتدي  ” كوتا ”  عسكريا , ليس صغيرا لندرج الفعلة ضمن طيش الصغار , تبين لهم انه ليس من يبحثون عنه  فتركوه  يذهب .

القصة ليست من نسج الخيال بل واقع حدث .. وواقع قد يحدث مع أي شخص  منا بغض النظر عن انتماءه فالتقطع يسبق السؤال حول توجهك السياسي وانتماءك الجغرافي  الذي وأي  كان فلا يبرر هذا  لمتقطع فعله  , وليس من حق إي  احد أن يلزم آخر بإعطاء إجابات  تحت قوة السلاح  .

سنجد المبرر لصمت سلطات  الدولة الرسمية  ومحافظها المنتمي لحزب الإصلاح عن  هذا الانفلات الحاصل  باعتباره سيخدم    سياسات التشويه التي تشنها ضد قوى الثورة الجنوبية .. ولكن المحير هو تقاعس  رموز قوى الثورة الجنوبية ذاتها عن التحرك  لوضع حد لما يجري والتبرؤ منها  بأكثر من مجرد بيان يصدر  أو تصريح إعلامي ينشر .

لا احد يظن أن  السكوت  عن  مثل هذه الأفعال سيخدم القضية الجنوبية  وثورة  الحراك  ,  قد نكسب بسكوتنا  مخرب وهذا ليس بمكسب ولكنا سنخسر تعاطف الكثير ,  حبك للحراك وحرصك على ديمومة ثورته  الحضارية معتمد أساسا على مقدار مقاومتك لمثل هذه الأفعال  ورفضك لها .

هذه الأفعال  ليست  من الحراك في شيء و الغطاء السياسي والصمت القيادي عن العنف  الذي قد يمارس  جهلاً  بإسم النضال   من قبل البعض هو إعطاء فرصة للمتربصين بالحراك  للإساءة  اليه   وتشويه صورته السلمية  .

وليس هناك  ما هو أسوء من  هذه الأعمال  سوى  السكوت عنها , وبالمثل فإن  التستر على  دعوات  القمع الشعبي واعتماد الاعتراض الغير سلمي   حل للتعامل مع المختلف طريق   غير سوي لمن يسير عليه .

الجنوب للجميع وبالمثل هو الحراك  ومن لم يكن اليوم معنا فربما بالغد يكون  ولو كنا عادينا من لم يكن بالأمس معنا لما أصبح اليوم بصفنا لذا فإن  استعدانا لأي كان هو حرمان ثوراتنا من مدد شعبي جديد قادم  .

مؤسف العنف الذي يجري , ومحزنة هي الدماء التي تراق , إن محاولة استدعاء العنف بأي صورة   أمر مرفوض جملة وتفصيلًا ,  هناك تعطش سلطوي للدماء  وبالكاد ترى الفرصة سانحة  حتى تريقها ، والضحية في الأخير  هي  عدن والجنوب   وشعبه  ،  التمسك بالسلم تفويت الفرصة على  القتلة , ليس ضعفا وإنما تغليبا للحياة على الموت وللبقاء على الفناء .

لذا يجب على الجميع إصلاحيين وحراك  أن يتحملوا  مسئوليتهم  أمام الله وأمام التاريخ، وأن يتحلوا  بأكبر قدر من الحكمة والحنكة وتغليب مصالح  عدن   وأمنها وسلامتها ,  حفظ الله عدن والجنوب وشعبه وثورته العظيمة من كل شر .