fbpx
ماذا يريد نظام صنعاء من وراء التصعيد للعنف في الجنوب ؟؟

الكل يعرف جيدا مدى القناعة التي وصل اليها أغلب أبناء الجنوب في تحديد خيارهم وموقفهم من وحدة القوة  . ولم يكن خافي على العالم ذلك الموقف وتلك القناعة الراسخة ، التي جاءت  بمبررتها ، ناتجة عن وعي ناضج يستند إلى حجم وعمق تلك المعانات والمظالم والقهر والاستبداد الذي يمارسه نظام الاحتلال ،ضد  ابناء الجنوب طوال الثمانية عشر عاماً الماضية ، ولم تكن هذه الممارسات والمظالم هي وحدها سبباً  لموقفهم هذا ، بل تمتد ايضاً الى ما توصلوا إليه من قناعات من ان بقائهم في احتلال باسم الوحدة ما هو الا موتاً لوجودهم الانساني عاجلاً ام آجلاً ، فالموت يحلق فوق رقابهم ، لقد سئموا  تماماً من هذا الوضع وهم يواجهون الموت كل يوم ، وانتهت الفرضية التي يروج لها البعض  في الشمال من ان هذا الوضع هو من انتاج نظام صالح.

ليدرك العالم اننا في الجنوب نواجه اليوم اعتى نظام استعماري همجي في التاريخ  بل  ونواجه ثقافة عامة وان اختلفوا في مواقفهم وتفسيراتهم او تعاطفهم تجاه الجنوب، ولقد كانت تجربة مرور عام كامل على ما يسمى بحكومة “الروفاق” بعد مغادرة الرئيس السابق السلطة وانتصار الثورة كما يقالون ؛ إلا ان الوضع تجاه الجنوب لم يتغير فقد سفك نظام صنعاء الحالي دماء المئات من شباب ونساء الجنوب ، على الاقل كان نظام صالح  لم يسفك دماء النساء كما تفعله حكومة (الروفاق) اليوم.

ربما ان خروج الملايين في الجنوب قد أثارهم واربكهم لانهم كانوا يكذبون ويصدقون كذبهم ،  وباتوا يختلقون الاعمال التي تحاول الانقضاض على حركة الشارع  المليونية، ولقد جربوا مواجهة هذه الجموع بالرصاص طوال السنين الماضية ، ومارسوا التظليل الاعلامي وشراء الذمم وحاولوا  الاختراقات وزرعوا التشكيك ، إلا انهم لم  ولن ينجحوا ، لهذا عادوا إلى الترويج عبر نشر الشائعات التي يبدوا أنها أعدت بعد دراسة سيكولوجية  الشارع الجنوبي وهم يحاولون استشارة  شباب الجنوب الابطال الذي لا يملكون الا ارواحهم ، ولا يحملون إلا ستر اجسادهم  وقوت يومهم  بالكاد ان يوجدوه . وهم يعلمون  بأنهم قد جردوا شعب الجنوب من كل عناصر القوة  العسكرية والاقتصادية والإعلامية  ، لهذا يلجأ النظام إلى الترويج لتلك الشائعات وتسويقها في الجنوب من أن الاصلاح يحضر مسيرات كبيرة تؤيد الوحدة في عدن ، وسوف يحضّرون لها ناس من الشمال وبدوا بإنزال البعض من محافظات الشمال القريبة الى عدن لإظهار صحة ما يروجون له , وهم مدركين جيدا  بأنهم غير قادرين على جمع الناس المؤيدين لهم  في الجنوب , ولا في الشمال كما قد يعتقدون سيخرج الملايين تؤيد الوحدة . بل الهدف هو التهيئة النفسية للدخول في المواجهات بين ما يسمى الاصلاح وقوى النظام الماجورين الذين قد يحضروهم لذلك من جهة ، ومن ثم احتكاكهم مع شباب الحراك في الجنوب من جهة اخرى.

وهذا يوفر مدخلاً لتدخل الامن والجيش ليمنع أي مسيرات من قبل الطرفيين في عدن ويغلق ساحات الاحتجاجات في العاصمة عدن تحت حجة الحفاظ على الامن , وحينها سوف تتم اعادة فعاليات الحراك إلى المحافظات لتظهر للعالم بانها مظاهرات جزئية لقلة من الناس . لكن هيهات ان يتحقق ما يطمحون إليه ، صحيح سوف يقتلون الكثير لكن أنهم لا يستطيعون ابادة كل ابناء الجنوب  برقيات سريعة :

1.              إلى اخواننا الجنوبيين في حزب الاصلاح عليكم تحديد موقفكم من كل ما يجري اليوم فالأمر اخطر من قناعات ايدلوجية وموقف حزبية ؟

2.              إلى اخواننا في المحافظات الشمالية القريبة من عدن (تحديداً) عليكم ان تدركوا  ان عدن والجنوب لم يسمح بإعادة انتاج مشاريع لخدمة الاخرين من عدن  ؟  فالأجدر ان تصنعوا مشاريعكم من محافظاتكم ،  وسانكون مناصرين وداعمين لكم . فصونوا دماء ابنائنا وأبنائكم وحافظوا  على العلاقات والروابط الاجتماعية  بيننا ؟

3.              إلى اخواننا الجنوبيين في القوات المسلحة والأمن كونوا مع ابناء جلدتكم كما يقف كل الناس في المعمورة وصونوا دمائكم ودماء اخوانكم  ؟

4.              إلى كل الجنود من ابناء الشمال في الامن المركزي والجيش ، انكم  اليوم لا تتبعون الامام كما كان ابائكم ، ولا تختدعوا  بأسم الفتاوى والوحدة الزائفة ، كما خدعوا غيركم في الامس ، عودوا لبناء وطنكم وحرروه من قيود التخلف والاستبداد. والله الموفق