نظارة جدتي

عبود العبدلي الردفاني

كانت جدتي الله يرحمها ويسكنها فسيح جناتة تقوم تصلي صلاة الفجر وتسرح من أجل تشرح (حراسة) على أرض مزروعة بالدخن ،وكانت هذة الأرض في منتصف أحد المرتفعات لهدا كانت مستهدفة من قبل الرباح(القرود) جربت جدتي وسائل كثيرة لصد هجمات الرباح وكانت أغلب الوسائل لا تجدي نفعا لسبب انها لا توصل الى المسافة المطلوبة .
طورة جدتي احد الوسائل المسماة (الوضف) وهي عبارة عن رقعة من جلد الماعز بقدر راحة اليد وفي جانب كل طرف منها حبل رفيع بمقدار متر واحد ،تمكنت جدتي بهدة الوسيلة الوصول الى المدى المطلوب .
اصيبت جدتي بضعف النظر فتعالجت ايام الأنجليز وصرفوا لها نظارة (مبصرة)استفادت جدتي من النظارة وقامت بتطوير أحداثيات الرجم على سلاحها الجديد ضد الرباح ألا وهو الوضف .
كانت تقول لي جدتي :
إسمع وتعلم مني يا أهبل
قبل أن تستخدم الوضف عليك بتقدير المسافة بينك وبين الربح  ، وبعدها لابد لك من معرفة كم مقدار الوقت الذي تقطعة الحجر للوصول الى الربح وتتعرف على ذلك من معرفة المسافة الفاصلة بينكما  ، ثم لابد عليك من معرفة زاوية سير الربح إذا كانت قائمة او بدرجة 67’او 45′ مئوية  ثم لابد لك من معرفة اتجاة الرياح وتاثيرها على حركة الحجر إذا ما كانت الرياح باتجاة سير الربح او عكس السير .
تقول جدتي هذا يا بني أسمية مسافة السبق .
كل ذلك علمتني اياة جدتي ولهذا كانت إحداثيات الرجم من جدتي دقيقة فتصيب الرباح لتطردها بعيدا عن محصول الدخن .
وفي أحد الايام صعدت جدتي شجرة العلب وسقطت واصيبت بكسر في رجلها تعالجت بعدها في مستشفى باصهيب ،وقام الطبيب الروسي المعالج للكسر بسرقة نظارة جدتي لأهمية احداثيات الرجم المرسومة على عدسات النظارة .
إستفادت روسيا من النظارة وأحداثياتها فصنعت من خلالها منظار الدراغنوف ، لكن أحداثيات جدتي كانت تتلائم بدرجة كبيرة مع سلاحRBG الروسي فصنعت من تلك الأحداثيات شبكة منظار لة .
توفت جدني اللة يرحمها والنظارة مع الروس ،ولم يتبقى من موروثها سوى ( الوضف) الى الآن وأنا في شك بأن الروس قد صنعوا صواريخ ( s300 )بنائا على أحداثيات نظارة جدتي .
لم تستفد روسيا بعد موت جدتي من الجنوب فأوقفت الدعم لمعظم القطاعات المدنية والعسكرية فضعفت دولة اليمن الديمقراطي ولذلك دخل الجنوب في مشروع الوحدة الفاشلة مع العربية اليمنية .