fbpx
طيار ” الباص” / بقلم – نواف أحمد طالب
شارك الخبر
طيار ” الباص” /  بقلم – نواف أحمد طالب


” نرجو من السادة المسافرين ربط حزام الأمان  والاستعداد للرحلة على متن الباص رقم 550/3
من نوع “تويوتا هايس” والمتوجهة من فرزة المنصورة إلى فرزة كريتر , ونتمنى لكم رحله ممتعه وأمنه….”
هكذا يبدأ سائق الباص رحلته مخاطبا الركاب .
فهو لم يكن في الأصل سائق باص بل كان عقيد طيار في سلاح الجو لما كان يعرف بدولة اليمن الديمقراطية الشعبية التي دخلت بوحدة طوعيه مع جارتها العربية اليمنية عام 1990م، قبل أن تفشل تلك الوحدة، لتجتاح الاخيره دولة الجنوب بكل ما أوتيت من قوه في صيف عام 1994م،  بقيادة النظام المخلوع والنظام الحالي وقيادات ما يسمى الآن بثورة التغيير وعلماء الدين وكل الأحزاب السياسيه في صنعاء بمباركة وتأييد الغالبية العظمى من شعب الشمال “الشقيق”.
وقد اُجُبر بعدها الجنوبيين ،على عدم مزاولة أعمالهم؛ بالرغم من خبرتهم الواسعة في المجالات العسكرية والمدنية، ورغم السنوات التي قضوها في دراساتهم الأكاديمية في الداخل والخارج مثل دول الاتحاد السوفيتي وغيرها  ,
ثم أصبحوا في يوم وليلة، مسرحين في الشارع، ولا يصلهم من مرتباتهم سوى بعض الريالات الزهيدة التي لا تكفي لأبسط الاحتياجات ألأساسيه لهم وأولادهم مما دفعهم إلى البحث عن مصدر رزق أخر .
إن ما يقارب من 80% من سائقي الأجرة وبائعي القات والسمك في الجنوب هم أكاديميون و ضباط وجنود من أبناء الجنوب تم إقصائهم من مناصبهم وطردهم خارج أسوار المنشئات العسكرية والمدنية في خطه اسمها  “خليك بالبيت ”  .  

وعندما حاول أبناء الجنوب التعبير عن ظلمهم ومطالبهم المشروعة بالطرق السلمية تم قمعهم بكل وحشيه باستخدام شتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بل والثقيلة أيضا وراح ضحيتها الكثير من شباب الجنوب بين قتلى وجرحى وأسرى .


فقصة طيارنا هذا، ما هي سوى مثال بسيط لما تعرض ويتعرض له شعب الجنوب من قتل وظلم  وتهميش و عنصريه مذ حرب  1994م ، حتى يومنا هذا  في ظل صمت دولي وعربي وتعتيم إعلامي مريب   .

على المجتمع الإقليمي والدولي ومجلس الأمن أن يقف مع شعب الجنوب الذي يطالب باستعادة دولته وهويته وثرواته المنهوبة تماشياً مع المبادئ والأهداف المضمنة في ميثاق الأمم المتحدة  .

أخبار ذات صله