منذ ما بعد احداث الخميس الفبرايري الاسود بعدن تغيرت الاوضاع راسا على عقب محليا واقليميا ودوليا , فمحليا هناك القبضة الامنية والعسكرية المتوحشة قتل اقتحام اعتقال في اكثر مدينة جنوبية , واقليميا هناك التحريض الاعلامي الخليجي الذي ضل اعلامة يكررة منذ 21 فبراير توصيف الحراك بالحراك المسلح ” مثل قنوات العربية البي البي السي الجزيرة ” كانه يريدنا نصدق ذلك لينجر الشعب الى العنف , ودوليا هناك بيان مجلس الامن الذي تجاهل اوضاع الجنوب وذهب لحشر اسم الرئيس البيض في ازم لا علاقة لنا بها البته ..

كل هذا التطورات ما هي الا مقدمة للاسوئ من كل ما شاهدناه سابقا , ومع ادراكنا بهذا الشي نتسال هل لدى الثورة الجنوبية اي خطة مطروحة يمكنها السير عليها مع التطورات القادمة والتغلب عليها وعدم التصادم معها وبالتالي الفشل فيها في هذا المعركة سوى مع المحتل او الاقليم او العالم الذي يبدوا انهما اصبحا يقفان مع المحتل في كل ما يقوم به تجاة الثورة الجنوبية خاصة في الفترة الاخيرة .. ..

ما يجري على الساحة اليوم والخيار الذي لجئت الية الثورة الجنوبية لمقاومة وصد قمع الاحتلال ووحشيتة في الايام الماضية هو ” العصيان المدني ” هذا الخيار لم يكن بخلد ذهن اي جنوبي لكن حدثا ما حدث على الساحة هو الذي فرض علينا ذلك الخيار دون ادراكنا بنتائجه وعواقبه , لكن هذا الخيار لا نستطيع الحكم علية من حيث نجاحة وفشله , وهذا الخيار باعتقادي لن يكون خيار مرحلي أي مؤقت خاصة بعد اعلان قوى الثورة رفع العصيان 72 ساعة الى حين تستجاب المطالب التي طرحت من قبلها بل سيصعد اكثر .. لكن الواقع برايي ان الثورة سوف تستمر على هذا الخيار ” عصيان مدني ” وهي مرحلة ثالثة وجديدة تلجا اليها الثورة الجنوبية بعد اختيارها للمسيرات والمهرجانات منذ العام 2007 كطريقة لتعبير عن اهداف الثورة ومن ثم لجؤها مؤخرا مطلع العام الجاري الى خيار المسيرات الراجلة بين المحافظات الجنوبية وخيار المسيرات الراجلة سيتوقف بعد احداث الخميس بلا شك فكل محافظة سوف تصعد من ناحيتها بطريقتها,..

واليوم الثورة تلجا لخيار العصيان المدني وهذا الخيار كونه تصعيدي فان الثورة يستحال ان تتراجع او ان تتخلى عنة خاصة بعد تطورات اليوم والامس , وقد تتخلى الثورة عن هذا الخيار حينما تفكر بخيار اكثر يساعد ع تصعيد للثورة ويزيد من زخمها الجماهيري ” ويبدو ان خيار الانتفاضة الجماهيرية هو الخيار القادم امام الثورة الجنوبية  ” اي غضب جماهيري عارم يقتحم ويستولي ع كل المباني العامة , ولجو الجماهير لخيار التصادم مع خصمة وعدوة وفي هذا التصادم تستخدم الجماهير ” الحجارة ” ضد خصومها .. وهذا الخيار بالتالي يدفعنا الى الخيار الاخير ” الكفاح المسلح ” ..

امام الثورة الجنوبية مهام ومرحلة حساسة لا اقول صعبة لان الثورة والجماهير لا تعرف الصعب والمستحيل , لهذا علينا على النوبيين نخبا وقيادات الجلوس وتدارس الامور ومعطيات اليوم ووضعها نصب اعيننا لنبي عليها كل الاحتمالات والسيناريوهات القادمة ونضع لها الخطط والتكتيكات الصحيحة وفق رؤى مدروسة تساعدنا على الحفاظ على مسار ثورتنا ومقامة كل الاحتمالات القادمة .. القادم يحتاج منا للكثير الكثير , لقد اصبحنا في مواجهة مع الاقليم والعالم وليس المحتل فحسب هذا ما تخبرنا به الاحداث السياسية والميدانية ع الساحة هنا وهناك .. 

فدعونا نتداعى فيما بينا في اقرب فرصة للجلوس لنعرف ما علينا القيام به اليوم وغدا , ووضع الخطط التكتيكية المناسبة للقيام بالازم المواجهة كل الاحتمالات القادمة التي يجهلها الكثير منا كون ذلك ينقذنا من حالات التخبط الذي قد يؤدي بناء الى ما تحمد عقباه ..