أصبح سكان مدريد في مواجهة انتقادات مواطنيهم وحكومات الأقاليم الأخرى، بعد اتهامهم بإهمال التوصيات الطبية لمواجهة فيروس كورونا، وتعريض الآخرين للخطر بمحاولتهم الهروب من العاصمة، ما يساعد على انتشار العدوى.

وفي آخر 72 ساعة، عاشت منطقة مدريد وضعاً غير مسبوق، دفع الآلاف لمغادرة الأقليم، في مخالفة لتوصيات السلطات التي دعتهم للتحلي بالمسؤولية لتفادي التنقلات غير الملحة.

وحث رئيس الحكومة المركزية بدرو سانشيز سكان العاصمة على التحلي بأقصى درجات المسؤولية والانضباط الاجتماعي، قائلاً إن من “البطولة” أيضاً “البقاء في المنزل” لمنع انتشار الفيروس، ولكن نزوح المدريديين من العاصمة، أثار الفزع.

ولوحظ الأمر بكثافة بين الطلبة الذين عادوا من العاصمة إلى أماكن سكنهم، وبين الذين يملكون مسكناً آخر على الساحل، أو في القرى النائية.

هروب ينقل الفيروس
ويؤدي هذا الوضع إلى انتشار الفيروس كما حدث في منطقة مورسيا الساحلية جنوب شرق، أين تأكدت إصابة العديد من الطلاب الذين عادوا من مدريد.

ووصف رئيس حكومة مورسيا، فرناندو لوبيز ميراس، العائدين من بؤر إصابة للاستفادة من فترات الحجر الصحي كما لو كانت “عطلة” بـ “غير مسؤولين”.

وفرضت مورسيا حصاراً على كل منطقتها الساحلية، في إجراء شديد يمس نحو 7 بلديات تضم 400 ألف شخص، ومنعت حرية الحركة فيها، وستغلق كل المتاجر، باستثناء محلات بيع الغذاء، والصيدليات.

وتشهد فالنسيا وضعاً مماثلاً، حسب اريانا غراو، المقيمة في منطقة التيا، التي أكدت أن “الفزع اشتد حينما عرف الناس أن الكثير من سكان مدريد جاءوا إلى منزلهم الثاني”، وقالت: “هناك خوف من ألا يبقوا في منازلهم، وأن يصيبوا دون قصد المقيمين الدائمين”.

وكان رئيس برلمان فالنسيا، أكثر قسوة عندما اتهم القادمين من مدريد “بتصدير الفيروس” بمجيئهم إلى المناطق الساحلية، ودعا لإغلاق طرق الخروج من مدريد.

وتعيش منطقة قادش، جنوب غرب، أيضاً الوضع نفسه، خاصةً في البلدات الساحلية، أين توجد الكثير من مساكن العطلات.

ورغم أن البلديات المتضررة لم تتخذ إجراءات خاصة حتى الآن، إلا أن عمدة بلدة كونيل، خوان بيرموديز، أشار إلى أن الحجر الصحي الذاتي الذي تطالب به السلطات “ليس أسبوعين عطلة”، وشدد على تجنب الاتصال بالآخرين.

الجبال والقرى النائية
ولا يقتصر هروب الآلاف من سكان مدريد على المناطق الساحلية فقط، بل امتدت الظاهرة إلى القرى النائية، والمناطق الريفية التي أصبح الإقبال عليها كبيراً.

وهو الحال في منطقة سوريا،  في شمال إسبانيا، التي يقول سكانها إن الإقبال عليها غير عادي، وهو ما لوحظ بعد ظهور غرباء في المتاجر يملأون سياراتهم بأدوات المعيشة.

وقالت وروا اسكريبيانو التي تعيش في المنطقة: “عاد بشكل خاص طلاب الجامعة، أيضاً هناك من يأتي للمكوث، والعمل من المنزل هنا”.