fbpx
باسكال مشعلاني: الشّهرة كذبة والعائلة أسمى من أي مجد
شارك الخبر

يافع نيوز . نواعم كم

لم تغيّر ثمانية عشر عاماً من العمل في المجال الفنّي النّجمة باسكال مشعلاني الإنسانة بل زادتها تألّقاً ونجاحاً وعطاءً.

جمهور الفنّانة الكبير من المغرب وتونس وصولاً إلى الخليج العربي لم يتأثر بتغيّرات الفنّ، وهي اليوم هاوية للفنّ كما كانت دائماً، أولوياتها أصبحت للعائلة وابنها إيلي الذي بلغ عامه الأوّل، وهو سرّ ابتسامتها وسعادتها وانشغالها الدّائم.

وعلى الرّغم من ذلك إلاّ أنها تحدّثت بشفافيّة إلى “نواعم” عن الأمومة وعالميّ المرأة والفنّ.

بداية ماذا غيرّت الأمومة في حياة باسكال الأمّ؟
أشياء كثيرة لعلّ أبرزها المسؤوليّة التي أصبحت كبيرة تجاه إيلي. قبل زواجي وحملي كنت أعيش حياة عاديّة مترفة، اليوم لم يعد هذا الأمر موجوداً إذ يولّد الطّفل في داخلنا مسؤولية كبيرة، أستفيق ليلاً لأتفقد نومه وأراقبه وأسهر على راحته، وأسأل عنه مئات المرّات إذا اضطرني العمل للخروج من المنزل. أفهم أن عليّ الاهتمام بطريقة خاصّة واستثنائيّة بهذا الكائن الصّغير الذي قلب حياتي، كنت أنام 11 ساعة في اليوم لكنّني تغيّرت لقد أصبحت أكثر نشاطاً وحباً وطموحاً من أجل طفلي وعائلتي التي تتألّف من أمي وشقيقتي وأخي.

هل تعتقدين أن العائلة والأطفال أبقى من الفنّ؟
بالنسبة لي واليوم تحديداً نعم، لأسباب كثيرة منها أن الفنّ لم يكن يوماً إلاّ هواية بالنسبة لي وما زال، هناك متسع من الوقت للقيام بهذه الهواية لكنّه ليس من ضمن أولوياتي الإنسانيّة. غيابي عن السّاحة الفنيّة كان مقصوداً وأعتقد أن الفنّان الذي يبني أسساً وقواعد جيّدة مهما غاب يظلّ يشكّل حالة خاصّة بالنسبة للجمهور ويتمتّع بالشّعبيّة نفسها، عملت 18 عاماً وقدّمت أجمل الأغنيات وجمهوري من المغرب وصولاً للخليج ما زال ينتظر جديدي، الفنّ يلزمه خطّط ننفّذها فننجح، ويجب أن يقوم التّخطيط والتّنفيذ على قاعدة ثابتة وهذا ما فعلته منذ اليوم الأوّل لدخولي عالم الغناء، لكن لا أبالغ لو قلت إن هدفي اليوم هو عائلتي بالدرجة الأولى.

هل بسبب دور والدتك الكبير؟
نعم، أنا محظوظة بوالدتي التي تعبت كثيراً لأجلي ووقفت إلى جانبي في مشواري الفنّي والإنساني، وليس هناك أجمل من ابتسامتها في حياتنا أنا وأشقائي.

ما هو دور زوجكِ الموزّع الموسيقي ملحم أبو شديد في كلّ هذا؟
هو يرعى طفله مثلي وأكثر ويساعدني في الاهتمام به منذ كان عمر إيلي 7 أشهر. يجلسه على البيانو ويُسمعه موسيقى بيتهوفن ويحاول تدريبه موسيقياً. أعتقد أن الطّفل يلتقط هذه الإشارات بصورة مختلفة جداً ويتأقلم معها بطريقة فريدة.

تعنين أن إيلي مثّقف موسيقياً؟
تضحك، ربما يجب أن ننمّي قدرات أي طفل بالثقافة الموسيقيّة فهذا ضروري جداً.

بعد سنوات من ضياع الفنّ بين مغنّيات وعارضات أزياء ودخيلات، هل تجدين أن البُعد عن السّاحة أصبح حاجة في بعض الأحيان؟
أبداً، ربما كنت الفنّانة الوحيدة التي لم تَخف من هذه الموجة التي تتحدّث عنها، وأنا أسألك أين هن الفنّانات اللّواتي أصدرن أغنيات وصوّرنها وشكلّن صدمة بالنسبة لنا؟ أنا واثقة بما فعلته وأنجزته كفنّانة وكيف اجتهدت لأنال أفضل الألحان وأرسم طريقاً صحيحاً لحياتي الفنيّة، كنت من أوائل الفنّانات اللواتي فزّن بجائزة عالميّة في ماليزيا عن أغنية “نور الشّمس” فلماذا الخوف؟
ما شهدناه في السّنوات الأخيرة كان ألواناً طارئة، من يملك الموهبة يبقى ومن لا يملكها يخرج من اللّعبة وتنساه الناس، اليوم نحن في مرحلة غربلة للإنتاج الفنّي والموسيقي بعد الأزمات الاقتصاديّة المتلاحقة التي كانت سبباً في تقلّص الإصدارات الغنائيّة وتصوير الفيديو كليب وغيرها من الأمور التي أرخت بنفسها على الفنّ عموماً.

لكن الفنّ بحسب عدد كبير من الفنّانات لا يحتمل شريكاً أي الزّواج والإنجاب؟
كلّنا بشر ونبحث عن عاطفة، بعض المهرجانات والتّصفيق والشّهرة وشعور الفنّان بالفرح الكبير للحظات لا يعدو كونه كذبة كبيرة، ومن يقل إن الفنّ يجري في دمه أؤيّده لكن يجب أن يحتوي دمه على ما هو أسمى من ذلك، ولا يضاهي ذلك إلا العائلة والأمومة، هما أبقى من أي مجد كاذب.

هل تنصحين الفنّانات العازبات بالزّواج والأمومة؟
لا أريد الظّهور بأنّني الواعظ، فأنا كنت أنزعج كثيراً عندما يطالبني الناس بالزّواج وتأسيس العائلة من قبل وكنت أطلب تركي وشأني، لكنّني اليوم أجيب بنعم وأدعو كلّ فنّانة وفنان للزواج وإنشاء العائلة لأنها ملاذه الوحيد مهما أعطاه الفنّ، والفنّان الذكي يستطيع التّوفيق بين العائلة والفنّ.

بالعودة إلى كليب “أحلام البنات” التي انتشرت صوره وشكلّت صدمة إيجابيّة عند النّاس، كيف تُعرفّين عنه؟
سيبدأ عرض الكليب بعد أيّام على القنوات التلفزيونيّة، وهو كليب مختلف والأغنية مميزّة كتبها ولحنّها الصّديق مروان خوري ووزّعها ملحم أبو شديد. وفي ما يتعلّق بالكليب اسلتزم إقناع المخرج جو بوعيد لي بتغيير لون شعري وقتاً طويلاً لأنني كنت خائفة من ردّة الفعل التي جاءت إيجابيّة كما تقول. جو بوعيد مخرج موهوب جداً فاجأني بالمؤثرات، والسّيناريو والجرأة، والتّقنيات التي استخدمها في الكليب، وحتّى بالدور والتّمثيل الذي نُفذ وسأكرّر التّجربة معه في كليب أغنية سعوديّة.

هل هناك من نداء أو أمنيات توجهينها عبر “نواعم” لنساء العالم في شهر المرأة والأمّ؟
المرأة أسمى ما في هذا الوجود وأمنيتي أن تحقّق مطالبها في لبنان، ويقرّ قانون منحها الجنسيّة لأولادها إذ لا أرى مساواة في أن تنال المرأة الأجنبيّة الجنسية إذا تزوّجت من لبناني فيما تمنع عنها وعن أولادها لو اقترنت برجل من جنسيّة أخرى، كما أوجّه تحية لأمّهات الشّهداء في جميع أنحاء العالم العربي وأتمنى أن تزول كلّ الغيوم السّياسيّة والأمنيّة الملبدّة.
 

أخبار ذات صله