fbpx
الحوار كما تراه عيني !!

بعض الاعداد البسيطة من الناس في الجنوب اخذت تعتب على القيادات الجنوبية بعد ان تبنت مقاطعه للحوار اليمني الذى سينعقد باذن الله في صنعاء بعد غدا الاثنين 18 مارس الجاري – منطلقين من عتابهم هذا من نقطتين الاولى انه لايزال في الافق بعض الامل في تصحيح مسار الوحدة – والثانية انهم يعتقدون ان الحوارسيكون شاملا وستطرح فيه جميع الافكار حتى تتبلور الى فكرة مفيدة وصالحة وملزمة للجميع ..

ولكن العدد الكبير من الناس المنتمين للهويه الجنوبية سواء كانوا في الداخل او في الخارج مغتربين ومشردين يؤيدون عدم الذهاب الى هذا الحوار معتبرين ذلك الامر انه لا يعنى الجنوب في شي ولا يحقق للجنوبيين قناعاتهم المطلقة ان الوحدة بين الجنوب والشمال قد فشلت وصارت في خبر كان – وان مشاركة الجنوب في حوارصنعأ الشمال تعني استمرارية هذه الوحدة وتكريس هيمنة الشمال على الجنوب والقبول بموقع الجنوب في اصل تكوينات الشمال – تحت مقولة الشيخ المرحوم عبدالله الاحمر الشهيرة ان الوحدة كانت مجرد وسيلة لعودة الفرع الى الاصل !!

وبكل تأكيد هناك عملا جبارا امام المتحاورين في صنعاء اذا كلل انشاء الله مؤتمرهم هذا بالنجاح هو ايجاد صيغة توافقيه لصناعة دولة عصريه تقوم على احترام كافة القوانين وتحتكم للديمقراطية والتعددية الحزبية – ونبذ العنف والارهاب – والتخلي عن العصبيات القبلية والتملك غير المشروع وعدم الاعتراض على مسار سياسة الدولة او ممتلكاتها واراضيها ونفوذها وهيبة سلطانها . ومن اجل هذا الهدف كان التركيز على وجود كافة القوى في هذا الحوار لابد ان تكون متواجدة رغم تبايناتها ورغم عدم رضاء الناس على بعض الشخصيات الا ان المثل القائل اقترب من الخوف تأمن هو الامر السائد . من هذا المنطلق يعنى ان الوضع الحالي هو الفراغ – وهو الا دوله – وهو التمترس خلف السلاح – وهو الفوضى واختلاق الازمات – وتفريخ بؤر التوتر في كل مكان – وهو الاعتداء على البناء التحتية وتخريب حياة الناس ومصالحها.. وهذا الامر بكل تأكيد لايسر احدا ولا يرضى عليه عدو ولا صديق. والجنوبيون مبرؤون منه ..

الجنوبيون من هذا المشهد المخيف الا دولة والا شخصيه اعتباريه والا ضمانات اخذوا يدركون خطورة ما هم ذاهبون اليه مبكرا في حوار صنعاء وان وجودهم هناك لن يساعد مطلقا على بناء دوله في الشمال تمتلك قرارا سياديا مستقلا – يحترم ما اتفق عليه مع الغير – والجنوبيون يسعون الى وجود الندية هذه الندية غير المتوفرة حاليا في شخصية الشمال وامرها قد صار مبعثر الاتجاهات بعد الازمة التى حدثت في فبراير 2011 وسميت ثورة وجائت المبادرة الخليجية لتضع مخارج وتسويات لها تخص الشمال لوحده ,,

– وحتى تكتمل هذه الجهود بعون الله وتكوّن الشخصية الاعتبارية لدولة ذات قرار مكين وتعلن عن وجود نفسها – يكون الجنوبيون قد شكلوا حالهم في اطار الشخصية الاعتبارية الخاصة بهم منطلقين من ارادة شعبهم في الميدان – وفي ذلك الحين يمكن ان يجتمع الشمال بالجنوب في طاولة حوار واحدة على قاعده لاضرر ولا ضرار .. ترعى سويا حق الجيرة وحق الامن والامان . والسلام الدولي .