fbpx
صحيفة البيان الامارتية : قضية الجنوب تخيّر اليمن بين «جنّة الفيدرالية» ونار «الصوملة»
شارك الخبر
جنوبيون يرفعون علم اليمن الجنوبي السابق في قاعة المؤتمر البيان

يافع نيوز – البيان الاماراتيه

حضور كبير ولافت لممثلي فصائل الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني الذي يحتضنه الشمال، تجمّع يعده الكثيرون «الفرصة الأخيرة» لإبقاء اليمن موحّداً وتجنيبه التشظّي والتقسيم ومسلّح المواجهات، وسط مخاوف شمالية جنوبية على حدٍ سواء من فشل المؤتمر في معالجة القضايا الرئيسية التي تواجهها البلاد، مع تطلّعات في أن تكون مخرجات المؤتمر على مستوى التحدّيات، لاسيّما فيما يتعلّق بالأوضاع الملتهبة في الجنوب، والذي دمرته سياسة الرئيس السابق علي عبد الله صالح ودفعت بمئات الآلاف الخروج إلى الشوارع تنديداً بالوحدة ومطالبة بالانفصال عن الشمال.

وعلى الرغم من الحضور الجنوبي الفاعل في المؤتمر، إلاّ أنّ مخاوف تنتاب كثير مراقبين من عدم جدية الأطراف الشمالية في ايجاد معالجات حقيقية للأوضاع في الجنوب بشقيها السياسي والاقتصادي، وتوجّس من اندفاع البلاد نحو حرب أهلية تجعل منها «صومال أخرى»، تحذيرات أطلقتها قيادات جنوبية مشاركة في مؤتمر الحوار.

مفتاح حل

ويبدو أنّ القيادة اليمنية لم تفت عليها محورية هذه النقطة في معالجة مجمل الأوضاع على الساحة، يعضد من هذا التوجّه تأكيدات الرئيس عبدربه منصور هادي على أنّ «القضية الجنوبية تعتبر مفتاحاً سحرياً لمختلف مشكلات البلاد، مبقياً ومعه «قوى مؤتمر الحوار» الباب مفتوحاً أمام بقية فصائل الحراك الجنوبي للمشاركة في مؤتمر الحوار متى شاءت، مع تواصل جهود المبعوث الدولي الخاص باليمن جمال بن عمر مع تلك الأطراف في مسعى لإقناعها بالدخول في مؤتمر الحوار ومناقشة مختلف الاطروحات بما فيها خيار الانفصال، فيما تسند هذه الجهود الدول الراعية لاتفاقية التسوية من الاتحاد الاوربي ودول مجلس التعاون الخليجي، لإبقاء الباب مفتوحاً أمام الجناح المتشدّد في الحراك، وعدم دفعه للارتماء في احضان طهران التي تعمل بدأب على ايجاد حليف لها بالقرب من باب المندب كما يرى مراقبون.

رؤوس تحدّيات

ولعل أبرز التحدّيات التي تواجه المؤتمرين تتمثّل في وضع المعالجات التوافقية للأوضاع في الجنوب، في وقت لا تزال اللجان التي كلّفها الرئيس هادي بمعالجة ملف الأراضي المنهوبة ومعالجة ملف المبعدين من وظائفهم تعمل ببطء، فيما تتعدى القضية كل ذلك برأي كثيرين إلى طبيعة النظام السياسي والفرص الاقتصادية لثلاثة ملايين من سكان الجنوب مقابل 23 مليونا في الشمال، ما يقلّل من فرص هؤلاء في الحصول على الوظائف والفرص الاقتصادية.

 

شجاعة قيادات

يؤكّد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر دور شهداء الثورة اليمنية في الوصول بالبلاد إلى هذه المرحلة المهمّة، مشيداً بالقيادات اليمنية وشجاعتها في التوقيع على المبادرة الخليجية بما أفضى إلى انتقال سلمي وسلطة وإحداث تغيير. ويشير بن عمر إلى أنّ «الإجماع الشعبي كان مع التغيير، وإنّ اليمن يعتبر الحالة الوحيدة التي تحقق فيها انتقال سلمي للسلطة وتغيير جذري لبناء دولة قوية تعالج قضاياها المستعصية وفي مقدمتها قضية الجنوب.

 

 

أخبار ذات صله